ملحدون وميكروباص ووائل الإبراشي: مصر يا بلد العجايب

15 ديسمبر 2014
المصريون يطلقون وسماً بعنوان "قهوة الملحدين" (تويتر)
+ الخط -

"ميكروباص خبط طيارة"، "القبض على اتنين في المترو بيتكلموا إنجليزي"، "إقفال قهوة الملحدين"، "الإبراشي سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة"... ليست هذه عناوين لأفلامٍ كوميدية، بل حصاد يومٍ واحدٍ في عصر السيسي.

في كل بلاد العالم قد تصطدم الحافلة "الميكروباص" بمثلها، لكن في بلدٍ انقلبت فيها الأمور، فمن الطبيعي أن تصطدم الحافلة بطائرة في مطار القاهرة، وتحت سطوة الهاجس الأمني للسلطات، أصبح التحدث بلغة أجنبية داخل المترو، سبباً للاعتقال بتهمة الإرهاب، وهذا ما حدث حقّاً مع شخصين، ومن ثمّ بالضرورة سيكون إطلاق سراحهما فيما بعد "دون عقاب" كرم أخلاقٍ من الأمن.

ومن الطبيعي أن يكون هناك مقهى، رواده من ذوي الأفكار المخالفة أو المظهر المختلف، فيُقبض عليهم بتهمة الإلحاد، ويُغلق "قهوة الملحدين"، في واحدة من "غزوات" رئيس حي عابدين في العاصمة المصرية، وتحت راية الحرب المقدسة التي يخوضها ضد "الكفر والإلحاد".

أما الختام فكان "مِسكاً"، مع خبر اختيار الإعلامي وائل الإبراشي سفيراً للنوايا الحسنة، ورغم خلو مواقع الأمم المتحدة من هذا الخبر، إلا أن هذا الاختيار إن كان صحيحاً، فإنما يعبر عن طبيعة النوايا التي بات يكنّها المجتمع الدولي تجاه مصر.

لم يفوّت المصريون "هذا الحصاد"، ليعلنوا مصر "بلاداً للعجائب"، ووثقوا أحداثه على حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، لعلّ زمناً قادماً سيأتي، فيعثرون على ما يقصّونه لأولادهم عن مصر الحالية عندما تغيب الضحكات عنهم.. وعنها.

فقد أطلق الناشطون وسماً على "تويتر" باسم "قهوة الملحدين"، نافس بقوة على "الترند"، وجاءت فيه مشاركة المصور الصحافي حازم بركات لاذعةً بسخريتها حيث قال: "الشرطة تحطم قهوة الملحدين وعَبَدة الشيطان ومازال البحث مستمراً عن الشيطان، ومصدر أمني يؤكد: هانجيب أمُّه". وتساءل الصحافي سيد محمود: "والواحد بعد ما يقعد على قهوة الملحدين يحاسب ولا يطلب استتابة؟". وتخيلت الصحافية منال ردة الفعل، لو أن إغلاق القهوة المزمعة كان في عهد مرسي فقالت: "تخيل كده خبر قهوة الملحدين اللي قفلها النظام كان وقت مرسي، وربنا ده كان زمانهم مش بس راحوا حاصروا الاتحادية، كان زمانهم جابوه من السرير".

وعن خبر القبض على اثنين من ركاب المترو لتحدثهما باللغة الإنجليزية كتب خالد المصري: "قبضوا على اتنين بيتكلموا إنجليزي في المترو، أكيد هايحطوهم في الحجز اللي فيه أبلة فاهيتا، الوضع بقى كوميديا سوداء في أروع صورها"، وتعجب آخر: "النهاردة قبضوا على اتنين في المترو علشان كانوا بيتكلموا إنجليزي، هي مصر قلبت ليه على كوريا الشمالية كده؟".

وحول حادث "الميكروباص" الذي اصطدم بالطائرة، سخرت أسماء قائلة: "ميكروباص خبط طيارة في مطار القاهرة، ده خبر حقيقي مش نكته على فكره.. وكم ذا بمصر من المضحكات، ولكنه ضحك كالبكاء". وأكمل السخرية المصوّر الصحافي، إسلام جاويش: "البلد دي أوضة وصالة... لدرجة إن ميكروباص خبط في طيارة".

كما تعجب المحامي وعضو جبهة الضمير، عمرو عبد الهادي، من اختيار الإبراشي سفيراً للنوايا الحسنة: "تخيلوا لما وائل الإبراشي يبقى سفير النوايا الحسنة يبقى لي حق الشباب ينتحر ولا لأ"، وأكملت إحدى الناشطات هذا الحصاد المرّ: "‏ميكروباص خبط طيارة...اتقبض على اتنين بيتكلموا English في المترو... قفلوا قهاوي الملحدين وقبضوا على الناس اللي فيها.. الدولة المحششة".​

المساهمون