ملاعب الدراما

05 يناير 2015
من مسلسل نيران صديقة (العربي الجديد)
+ الخط -
لم يطرأ أي جديد على دراما العام الميلادي الجديد، كل المعلومات تشير إلى أنّ الدراما العربية تدور في حلقة مفرغة، والإنتاجات التي بدأت بالتصوير تراوح مكانها. ربّما بسبب عصر الاستهلاك وعدد المحطات التلفزيونية التي باتت تعوّل على هذه الصناعة في العالم العربي، بعدما كانت القاهرة تحتكر لفترة طويلة صناعة الأفلام والمسلسلات العربية.

بداية العام الدراميّة مقسمّة ما بين المصري، السوري، واللبناني المشترك. حكايات تطوي نفسها في ثلاثين حلقة. كما أصبح متعارفاً عليه، لتدخل ضمن السباق الرمضاني الذي يبدأ العمل من أجل اللحاق بالموسم قبل نحو سبعة أشهر من حلول الشهر الكريم. لكن في ظلّ ما يحصل، تبدو الانتقادات لاذعة لجهة الدراما.

فقد شنّ النقاد المصريون هجوماً عنيفاً على صنّاع أو كتّاب الدراما هذا العام كما الأعوام القليلة السابقة.إذ تُصوّر المسلسلات في قصور فخمة وتستخدم السيارات الفارهة في المشاهد، أضف إلى ثياب الممثلين والممثلات الموقّعة بأسماء المصممين الكبار، ممّا يبعد المسلسلات عن الواقع اليومي الذي يعيشه المصري أو العربي عموماً، وهو المعني الأول بمتابعة الدراما.

وكذلك انتقد البعض تسليط الضوء في المسلسل على المخدرات والدعارة التي وصلت إلى 80 في المائة من مجمل الأعمال الدرامية المصرية، في وقت لا تتجاوز فيه قيمة تعاطي المخدرات في مصر العشرين في المائة.

أما الدراما السورية، فتغرق هي الأخرى في التاريخ، ولا تكاد تخرج منه في مسلسل واحد حتى تعود إليه بعدد من الأعمال الأخرى التي تستعرض تاريخ بلاد الشام. فليس بعيداً هذا العام أن تدخل الدراما السورية مجدداً أبواب التاريخ بأكثر من عمل، لكنّها تحافظ في المقابل على رؤية المنتجين أحياناً واللجوء إلى جرعة من الدراما "المودرن" بحسب متطلبّات السوق، وخصوصاً الخليجية المنفتحة على هذا النوع من الأعمال التي تنافس اجتياح الدراما التركية للفضائيات العربية.

لكن هل يتفاءل المنتجون، هذا العام، بنجاح الموسم الذي يبدأ حاليّاً ببعض الإنتاجات وهي تعتبر خفيفة قياساً بالموسم الرمضاني؟

تأتي الإجابة نعم بالنسبة للمنتجين الذين يعدّون أنفسهم، أوّلاً، بموسم درامي جيد، بعدما بيّنت دراسة مسحيّة جديدة لمستخدمي الإنترنت في العالم العربي أنّ 62% من مشاهدي التلفاز تتغيّر أنماط مشاهدتهم للتلفاز خلال شهر رمضان إن اعتبرنا أنّ الشهر هو شهر الدراما العربية.

وأظهر المسح أنّ أنماط مشاهدة التلفاز، خلال شهر رمضان، تكون على اتجاهين متعاكسين، إذ صرّح 20% من المجيبين أنّ مشاهدتهم للتلفاز تزداد خلال شهر رمضان - من ثلاث إلى ست ساعات يوميّاً- نظراً لساعات الدوام الأقصر ولتنوّع برامج التلفاز التي تتنافس محطات التلفاز لعرضها.

وهذا ما يدفع المنتج إلى تجنيد طاقته وميزانيته إيماناً منه بمكسب أكبر، خصوصاً وأنّ سعر بيع بعض المسلسلات التي تعرض يصل إلى ما يقارب المليون دولار أميركي، ليبقى سؤال أخير، من يكسب الدراما مع بداية العام وقبل ستة أشهر من موسمها الرسمي؟
المساهمون