ملادينوف يتابع أحداث بلاطة ويحذر من صراع فلسطيني- فلسطيني

18 نوفمبر 2016
عناصر من "شهداء الأقصى" بمخيم بلاطة (جعفر أشتية/فرانس برس)
+ الخط -
من المتوقع أن تكون الأحداث الأمنية الفلسطينية الأخيرة التي شهدها مخيم بلاطة، والتي تعرفها مدينة نابلس حالياً، من حملات أمنية واشتباكات بين الأمن الفلسطيني ومسلّحين، ضمن التقرير الشهري الذي سيقدمه المبعوث الأممي للسلام في منطقة الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، أمام مجلس الأمن نهاية الشهر الحالي.

في هذا السياق، أكدت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن "ملادينوف قال في اجتماعه مع عدد من المسؤولين والقيادات في مخيم بلاطة: عادة يشتمل التقرير الذي أقدمه لمجلس الأمن بشكل شهري على آخر المستجدات في ملف الاستيطان وهدم المنازل وأي اشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنني في تقرير الشهر الحالي سيكون للاشتباكات التي حدثت في مخيم بلاطة، نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، جزء كبير من التقرير". وشدّدت المصادر على أن "ملادينوف سيتطرق لما جرى في مخيم بلاطة"، محذّراً من صراع فلسطيني ـ فلسطيني، لأن "ما يجري ينطوي على درجة عالية من الخطورة"، على حد تعبيره.

وزار ملادينوف مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين قرب نابلس شمال الضفة الغربية، يوم الإثنين الماضي، في أول زيارة من نوعها لمسؤول من الأمم المتحدة للمخيم، ملتقياً قيادات فلسطينية في المخيم، ومنها قيادات تعارض الرئيس، محمود عباس، إلى جانب قيادات محلية ورؤساء مؤسسات مجتمع مدني، وعاملين في وكالة الغوث "أونروا".

وأكدت المصادر أن "زيارة ملادينوف إلى مخيم بلاطة، التي لم تحظَ بأي تغطية إعلامية في حينه، لأنها اقتصرت على وجود صحافي أجنبي برفقة طاقم ملادينوف، وجدت استغراباً بين عدد من المسؤولين الفلسطينيين، الذين عرفوا عنها بعد نشرها في وسائل الإعلام".

وتُعتبر زيارة ملادينوف، الأولى لمسؤول أممي إلى مخيم بلاطة منذ سنوات. وقام ملادينوف بزيارة مدرسة بنات بلاطة للاجئين، واجتمع مع موظفي التعليم في المدرسة التابعة لوكالة الغوث، وزار مركز يافا الثقافي، ملتقياً رئيسه، تيسير نصر الله. كما زار اللجنة الشعبية لخدمات المخيم مجتمعاً مع قيادات فتحاوية فيها، ثم زار أحياء عدة في المخيم سيراً على الأقدام بصحبة مدير "أونروا" في شمال الضفة الغربية، معاوية أعمر.

ونوّهت المصادر إلى أن "المسؤول الأممي يبدي اهتماماً كبيراً للوقوف على مجريات الأمور في مخيم بلاطة تحديداً، إذ سبق الزيارة بأيام لقاء مع محافظ نابلس أكرم الرجوب وعدد من القيادات الأمنية".


في هذا الصدد، قال عضو المجلس الوطني، رئيس نادي يافا الثقافي، تيسير نصر الله لـ"العربي الجديد"، إن "ملادينوف عقد اجتماعات وجال في المخيم، ووقف على صورة الوضع الذي يعيشه اللاجئون من تقليص خدمات لوكالة الغوث، وازدياد حالات البطالة والفقر". وأضاف أنه "أوضحنا للمسؤول الأممي أن قضية اللاجئين ليست خدمات إنسانية بل قضية سياسية من الدرجة الأولى، والحلّ الوحيد هو تطبيق قرار الأمم المتحدة 194 بعودة اللاجئين وتعويضهم، وأية حلول أخرى ستكون ترقيعية ليس أكثر".

وتابع: "لقد استفسر ملادينوف عن الحالة الأمنية في المخيم، وسبب الاشتباكات، فأوضحنا له أن السبب يعود لتراكم العديد من المشاكل التي يغذيها الاحتلال أولاً، والفقر والبطالة وتهميش المخيم، وتنعكس بشكل صراعات داخلية أو صراعات بين المخيم والسلطة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن إسرائيل تغذي مثل هذا الصراع". وأكد نصر الله أنه "كنا واضحين بطرحنا أمام ملادينوف بأهمية تطبيق القانون وسيادته، وأن تضخيم هذه القضية لن يخدم المخيم واللاجئين بشكل عام".

مع العلم أن الأمن الفلسطيني اقتحم مخيم بلاطة، نهاية الشهر الماضي، وشارك نحو ألفي جندي في الاقتحام الذي كان تعسفياً وألحق إصابات عدة بين صفوف المواطنين وفي ممتلكاتهم، بهدف القبض على مطلوبين، يقول الأمن إنهم خارجون على القانون. أما الروايات السياسية والأمنية فتقاطعت على "أن الهدف هو عناصر من المسلحين الذين يدعمهم دحلان، الذين يهدفون إلى إبقاء المخيم نقطة اشتباك ساخنة مع الأمن".

وشهد المخيم يوم الأحد، عرضاً عسكرياً لنحو 30 مسلحاً، وشاركت قيادات فتحاوية معروفة بقربها من دحلان في الاحتفال الذي نظم لتأبين الرئيس الراحل، ياسر عرفات، وتم بث مقاطع كبيرة من الاحتفال في فضائية "الكوفية" المحسوبة على دحلان وذلك عبر استخدام الهواتف الذكية.