رغم بلوغه 76 عامًا، لا يزال يمارس مهنته التي قضى فيها من عمره 68 عامًا، إذ تعلمها في صباه منذ عام 1952، عندما كان عمره 8 سنوات، وكان يتحصل منها على أجر 2.5 قرش كل أسبوع (الجنيه 100 قرش).
يقول الحاج المصري محمد كامل الشهير بـ"بحبح المكوجي"، لـ"العربي الجديد": "عاصرت مكواة الفحم وكانت تشبه مكواة الصب الحالية من حيث الشكل، إلا أنها كانت تحتوى على تجويف بغطاء، إذ يوضع فيه الفحم بعد تسخينه على النار، وتزن "مكواة الصب" حوالى 8 أرطال (3.5 كيلوغرامات)، و كان سعر الثلاثة منها لا يتعدى 10 قروش".
ويضيف: عندما أصبحت "أسطى" في بداية الستينيات وصلت أجرتي في اليوم إلى 17 قرشًا، وكان هذا الدخل كافيًا لكي أتزوج وأعيل أسرة، موفرًا لها حياة كريمة، فكنت أسلم زوجتي 35 قرشًا كمصاريف للبيت كل أسبوع، أما اليوم وبعد تطوير المحل وإدخال المغسلة الكهربائية والكي بالبخار بالإضافة إلى الصنعة القديمة، لا أتحصل يوميًا سوى على 70 جنيهًا في المتوسط.
ويشكو الأسطى "بحبح" من صعوبة المعيشة في الوقت الحاضر، نتيجة قلة الدخل بعد انتشار المكاوي الكهربائية، وغلاء المعيشة، إذ يدفع إيجاراً شهرياً للشقة 600 جنيه، بالإضافة لـ 200 جنيه تكاليف فواتير الكهرباء والمياه، بخلاف مصاريف علاج وما يستجد من طوارئ، مشددًا على أنه رغم مروره بأزمات مالية بين الحين والآخر، يرفض فكرة الاستدانة، تحت أي ظرف من الظروف، " أكلها بملح، ولا أمد إيدي للسلف".
ويلفت إلى أنه بحكم تنقله بين أحياء القاهرة، كان يتعامل مع بعض المشاهير، منهم الفنانون حسن يوسف ولبلبة وحسن فايق، ومن لاعبي الكرة، المرحوم حمادة إمام، وفاروق جعفر، بالإضافة إلى أنه كان يتعامل مع الحرس الخاص للرئيس عبد الناصر، عندما كان يعمل في منطقة منشية البكري، ومن الوزراء، محمد فائق، وزير الإعلام الأسبق، وسامح فهمي وزير البترول في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
ويتذكر أن أجرة كيّ القميص الواحد كانت أقل من قرش واحد( الثلاثة بقرشين)، أما اليوم فأقل أجرة لكيّ القميص تصل إلى 2.5 من الجنيهات.
ويوضح أن هناك ألبسة لا يصلح لكيّها سوى "مكواة الحديد"، منها، الجلاليب البلدي، والعباءات الصوف، والمعاطف الشتوية، وأحيانًا زي رجال القوات المسلحة والشرطة، لأنها تحتاج لثقل معين يضغط عليها من أجل عملية "الفرد"، أما الملابس المصنوعة من الألياف الصناعية فيفضل كيّها بالبخار، لأنها سهلة "الفرد".