24 يناير 2019
مكافحة الإرهاب في كندا
محمود البازي (سورية)
بعد تراجع نفوذ تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق، نتيجة الحملة الشعواء التي أدت إلى تمزّق التنظيم وفقدان سيطرته على معظم الأراضي التي كانت ملاذا آمنا له، انتقل التنظيم إلى مراحل متقدمة من العمليات الإرهابية، وهي ما يسمّى الجهاد الفردي، أو ما يعرف اصطلاحا بـ"الذئاب المنفردة".
وليس المقام هنا الحديث عن هجمات إرهابية، أو هجمات "ذئاب منفردة" بل توضيح الطريقة السليمة والتجربة الرائعة لمكافحة الإرهاب في كندا، حيث اعتقلت الشرطة الكندية شخصا كان يحاول طعن جندي أمام البرلمان الفيدرالي في أوتاوا. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع لصحيفة أوتاوا سيتيزن إنه بفضل "رد الفعل السريع لجنودنا والشرطة الفيدرالية وجهاز الحماية البرلمانية، تم تحديد طبيعة التهديد المحتمل وتحييده"، مؤكدا عدم إصابة أحد بأذى.
ووقع الهجوم بعد يوم من حادث إطلاق نار في تورنتو، حيث قتل شخصان، وأُصيب 13 آخرون بجروح، عندما فتح مسلح النار، على رواد مطعم شرقي تورنتو، بحسب ما أوردت وسائل إعلام محلية.
وأعلن رئيس شرطة العاصمة الاقتصادية لكندا، مارك سوندرز، في مؤتمر صحافي أن امرأة لقيت حتفها جرّاء إطلاق النار العشوائي، بينما قتل المهاجم وسط أنباء عن انتحاره. بالفعل تعرّضت كندا لهجومين خلال يومين. وما يلفت الانتباه في الهجومين عدم تصريح الأجهزة الأمنية الكندية عن طبيعتهما، ومن قام بهما. وهذا بالطبع يعكس التفوق الأمني للأجهزة الأمنية في كندا، وقدرتها على تلافي الأخطاء بسرعة كبيرة، إذ لو أن الحادثين وقعا في الولايات المتحدة أو أوروبا، لسارع رجال الأمن ووسائل الإعلام إلى وصف هذه الأحداث إرهابية ونسبتها بالطبع للمسلمين، أو اعتبارها "ذئاب منفردة"، وهذه المصطلحات المتسرعة والأحكام العجولة هي التي كانت سبب الفشل الأمني في هذه البلدان التي تعرّضت لهجماتٍ عديدة راح ضحيتها عشرات الأبرياء.
عدم تصريح الأجهزة الأمنية الكندية بطبيعة الهجمات التي تتعرّض لها يسمح لها بسرعة الكشف عن مرتبطين آخرين بالهجمات، والقبض عليهم والحيلولة دون وقوع هجمات أخرى، وهي تمنع تفشّي العنصرية تجاه فئاتٍ معينة من المجتمع الكندي. وبالطبع تساهم بشكل كبير في تفعيل دور الشرطة المجتمعية، لتتعاون بشكل أكثر فاعلية مع الأجهزة الأمنية من جهة أخرى.
لم تكن هذه الاحترافية في التعامل مع الهجمات الجنائية وليدة المصادفة، بل هي نابعة من دراسات متعمقة، وتوجيهات عديدة، وخطط أمنية قدمتها الأجهزة السياسية والأمنية في كندا.
عملية القضاء على الإرهاب متكاملة، لا تشمل فقط العنصر الأمني، بل تشمل عناصر أخرى كثيرة، كان لها النصيب الأكبر من اهتمام الحكومة الكندية، فبينما كانت الدول الأوروبية تستخدم الجيوش والحوامات لمنع دخول اللاجئين إلى دولها، وتنشر دعايات مرهبة لجيوشها تحذر فيها اللاجئين من الاقتراب من حدودها، والسيد دونالد ترامب أصدر قراراه بمنع مواطني ست دول إسلامية (اليمن، سورية، إيران، الصومال، ليبيا والسودان) من دخول الأراضي الأميركية، حينها، كانت كندا تستقبل اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى مطار تورونتو، وكان في استقبالهم رئيس الوزراء، جاستن ترودو، الذي اعتبر "منحهم مستقبلاً أفضل برحابة صدر يشكل مصدر قوة"، وأصبحت كندا أول بلد في أميركا الشمالية يستقبل اللاجئين السوريين، مدشنة بذلك أول عملية لنقل آلافٍ من هؤلاء المهاجرين إلى كندا.
لم تقتصر كندا لمكافحة الإرهاب والذئاب المنفردة على قوانين مقننة، بل وضعت خططاً كاملة لمواجهة التطرّف ونزع الكراهية بين مواطنيها والوافدين.
وعندما أحرقت مجموعة مجهولة مسجدا، دان ترودو هذا الفعل، وتعهد بالقبض على الفاعلين. وبالفعل، تم القبض عليهم، وكما فتحت الكنائس الكندية أبوابها للمسلمين الذين حُرق مسجدهم، لإقامة الصلاة هناك، بل وراحت الكنائس تساهم بجمع التبرعات، لإعادة ترميم المسجد.
وبذلك تعتبر كندا من أقل الدول التي تعرّضت للإرهاب بشكل عام، نتيجة تبنيها خططا طويلة الأمد، وتبنّيها سياسة غير عدائية تجاه المهاجرين، وتروّيها بإطلاق الأحكام المسبقة قبل التحقيقات المتعمقة، فكانت من أنجح الدول في المحافظة على النسيج الموجود والقضاء على الإرهاب بكل صوره، سواء إرهاب "داعش" والقاعدة أو إرهاب اليمين المتطرّف أو الجماعات ذات التفوّق العرقي.
وليس المقام هنا الحديث عن هجمات إرهابية، أو هجمات "ذئاب منفردة" بل توضيح الطريقة السليمة والتجربة الرائعة لمكافحة الإرهاب في كندا، حيث اعتقلت الشرطة الكندية شخصا كان يحاول طعن جندي أمام البرلمان الفيدرالي في أوتاوا. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع لصحيفة أوتاوا سيتيزن إنه بفضل "رد الفعل السريع لجنودنا والشرطة الفيدرالية وجهاز الحماية البرلمانية، تم تحديد طبيعة التهديد المحتمل وتحييده"، مؤكدا عدم إصابة أحد بأذى.
ووقع الهجوم بعد يوم من حادث إطلاق نار في تورنتو، حيث قتل شخصان، وأُصيب 13 آخرون بجروح، عندما فتح مسلح النار، على رواد مطعم شرقي تورنتو، بحسب ما أوردت وسائل إعلام محلية.
وأعلن رئيس شرطة العاصمة الاقتصادية لكندا، مارك سوندرز، في مؤتمر صحافي أن امرأة لقيت حتفها جرّاء إطلاق النار العشوائي، بينما قتل المهاجم وسط أنباء عن انتحاره. بالفعل تعرّضت كندا لهجومين خلال يومين. وما يلفت الانتباه في الهجومين عدم تصريح الأجهزة الأمنية الكندية عن طبيعتهما، ومن قام بهما. وهذا بالطبع يعكس التفوق الأمني للأجهزة الأمنية في كندا، وقدرتها على تلافي الأخطاء بسرعة كبيرة، إذ لو أن الحادثين وقعا في الولايات المتحدة أو أوروبا، لسارع رجال الأمن ووسائل الإعلام إلى وصف هذه الأحداث إرهابية ونسبتها بالطبع للمسلمين، أو اعتبارها "ذئاب منفردة"، وهذه المصطلحات المتسرعة والأحكام العجولة هي التي كانت سبب الفشل الأمني في هذه البلدان التي تعرّضت لهجماتٍ عديدة راح ضحيتها عشرات الأبرياء.
عدم تصريح الأجهزة الأمنية الكندية بطبيعة الهجمات التي تتعرّض لها يسمح لها بسرعة الكشف عن مرتبطين آخرين بالهجمات، والقبض عليهم والحيلولة دون وقوع هجمات أخرى، وهي تمنع تفشّي العنصرية تجاه فئاتٍ معينة من المجتمع الكندي. وبالطبع تساهم بشكل كبير في تفعيل دور الشرطة المجتمعية، لتتعاون بشكل أكثر فاعلية مع الأجهزة الأمنية من جهة أخرى.
لم تكن هذه الاحترافية في التعامل مع الهجمات الجنائية وليدة المصادفة، بل هي نابعة من دراسات متعمقة، وتوجيهات عديدة، وخطط أمنية قدمتها الأجهزة السياسية والأمنية في كندا.
عملية القضاء على الإرهاب متكاملة، لا تشمل فقط العنصر الأمني، بل تشمل عناصر أخرى كثيرة، كان لها النصيب الأكبر من اهتمام الحكومة الكندية، فبينما كانت الدول الأوروبية تستخدم الجيوش والحوامات لمنع دخول اللاجئين إلى دولها، وتنشر دعايات مرهبة لجيوشها تحذر فيها اللاجئين من الاقتراب من حدودها، والسيد دونالد ترامب أصدر قراراه بمنع مواطني ست دول إسلامية (اليمن، سورية، إيران، الصومال، ليبيا والسودان) من دخول الأراضي الأميركية، حينها، كانت كندا تستقبل اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى مطار تورونتو، وكان في استقبالهم رئيس الوزراء، جاستن ترودو، الذي اعتبر "منحهم مستقبلاً أفضل برحابة صدر يشكل مصدر قوة"، وأصبحت كندا أول بلد في أميركا الشمالية يستقبل اللاجئين السوريين، مدشنة بذلك أول عملية لنقل آلافٍ من هؤلاء المهاجرين إلى كندا.
لم تقتصر كندا لمكافحة الإرهاب والذئاب المنفردة على قوانين مقننة، بل وضعت خططاً كاملة لمواجهة التطرّف ونزع الكراهية بين مواطنيها والوافدين.
وعندما أحرقت مجموعة مجهولة مسجدا، دان ترودو هذا الفعل، وتعهد بالقبض على الفاعلين. وبالفعل، تم القبض عليهم، وكما فتحت الكنائس الكندية أبوابها للمسلمين الذين حُرق مسجدهم، لإقامة الصلاة هناك، بل وراحت الكنائس تساهم بجمع التبرعات، لإعادة ترميم المسجد.
وبذلك تعتبر كندا من أقل الدول التي تعرّضت للإرهاب بشكل عام، نتيجة تبنيها خططا طويلة الأمد، وتبنّيها سياسة غير عدائية تجاه المهاجرين، وتروّيها بإطلاق الأحكام المسبقة قبل التحقيقات المتعمقة، فكانت من أنجح الدول في المحافظة على النسيج الموجود والقضاء على الإرهاب بكل صوره، سواء إرهاب "داعش" والقاعدة أو إرهاب اليمين المتطرّف أو الجماعات ذات التفوّق العرقي.