24 يناير 2019
ترامب والانتخابات النصفية
محمود البازي (سورية)
مع صعود الرئيس، دونالد ترامب، إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، اختلفت كل المعايير، وتغيرت كل المقولات السابقة، فقد كنّا نظن أن الديمقراطية والعالم الحرّ هي نهاية كل شيء، وأن من يتستر بلحاف الديمقراطية سينتصر، إلا أننا جميعنا كنّا مخطئين. الرئيس دونالد ترامب هو من أثبت خطأنا، ويبدو أن للاقتصاد كلمة فاصلة.
صعد من خلفية اقتصادية بحتة، وكان أستاذا في فن عقد الصفقات الرابحة، ومن هنا بدأ مشواره الانتخابي ضد هيلاري كلينتون. يتحدث بلغة بعيدة عن المكر السياسي، يتراجع تارة عن تصريحاته، ويهاجم بشراسة تارة أخرى.
ومع الضعف الذي كان يعاني منه الديمقراطيون، وفي مقدمتهم هيلاري كلينتون، استطاع أن يفهم المجتمع الأميركي، هذا المجتمع الذي أهداه الرئيس، باراك أوباما، على طبق من ذهب لترامب، نظرا للركود الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة على الصعيد الداخلي وظهور داعش في كل من سورية والعراق، والهجوم الدامي على السفارة الأميركية، وفشل الإدارة الأميركية آنذاك بحماية موظفيها وسفيرها في ليبيا من مجموعات متشدّدة.
دخل ترامب السباق الانتخابي بالتفكير بصوت عال، ومحاولة ترديد الصوت الأميركي. لم يعد الناخب الأميركي يهتم بما يجري في الشرق الأوسط، بل يهتم فقط وفقط بالشأن الاقتصادي الداخلي، وإن كان يتطلع إلى الشرق الأوسط، فهو ينظر إليه من ناحية اقتصادية: ابتزاز السعودية للدفع مقابل الحماية، توفير فرص عمل عن طريق صفقات السلاح مع دول الشرق الأوسط...
إثر كل ما سبق، إن كان الجمهوريون، وفي مقدمتهم الرئيس، دونالد ترامب، قد فازوا بالسباق الرئاسي في 2016 نتيجة ضعف الديمقراطيين، وغياب السياسات الواضحة التي تمثّل الشعب الأميركي، فإن محدّدات الانتخابات النصفية الحالية، ستكون فوزا للجمهوريين في الانتخابات النصفية، بفضل ترامب وسياساته الاقتصادية.
الانتخابات النصفية هي استفتاء بحق على سياسات الرئيس ترامب، وهي مرحلة تمهيدية لانتخاب الرئيس لولاية أخرى عام 2020. وكل الأحداث التي تجري اليوم في الولايات المتحدة، تجري بما يحب ويهوى ترامب، بل ويسعى الرئيس دوما إلى استغلال هذه الأحداث أيّما استغلال، فالهجوم على الكنيس اليهودي في بنسلفانيا على سبيل المثال، وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت إلى الرئيس بوصفه محرضا للعنصرية والتفوق العرقي الأبيض، إلا أن ترامب وضع كل شيء خلف ظهره، وراح يقول لو أن هناك حرّاس يحملون السلاح على أبواب الكنيس، لما حدث ما حدث.
وقبل ذلك، ومع جهود حثيثة لكسب الإنجيليين إلى صفّه، سعى الرئيس، دونالد ترامب، وبكل قوة إلى استعادة القس الأميركي برانسون من تركيا، فيما يبدو أنها صفقة مهمة لتركيا، وهو ما يفسر لنا ضرب تركيا المواقع الكردية في سورية، من دون أن تتدخل الولايات المتحدة التي أمدت المليشيات السابقة ذكرها بالسلاح والتدريب، والدوريات المشتركة المنتظمة الآن في منبج مع الجيش الأميركي.
من جهة أخرى، يبدو أنّ قافلة المهاجرين القادمة من المكسيك الآن باتجاه الولايات المتحدة للجوء هناك هي أهم الأحداث التي استغلها وسيستغلها الرئيس الأميركي في السباق الانتخابي. حيث يردد الرئيس أن سياسات الهجرة واللجوء التي كان يتبعها الديمقراطيون هي ما دفعت البلاد إلى حافة الهاوية، حيث يتهم ترامب هؤلاء المهاجرين بأنّ بينهم المجرم والسارق والباحث عن فرص العمل التي من المفترض أن تُوفر للمواطن الأميركي.
في الوقت الذي أصبحت فيه الطريقة الترامبية طريقة ناجحة، ونموذجا ناجحا لدول أخرى، خصوصا بعد فوز جايير بولسونارو برئاسة البرازيل، والذي وصفه الإعلام "بترامب البرازيل"، إذ يبدو أن أولى الإجراءات التي سيتخذها هذا الرئيس الجديد نقل سفارة بلاده في تل أبيب إلى القدس المحتلة. وعلى الجانب الآخر من العالم، يستمرّ ستيف بانون ببث الروح في اليمين المتطرّف في أوروبا.
مع كل التحفظات في جعبتنا ضد الرئيس، دونالد ترامب، وسياساته الخارجية خصوصا، إلا أننا لا نستطيع أن نخفي ضوء الشمس بإصبعنا، وأن ندّعي أن الديمقراطية وأسس العدالة والحرية هي من يحكم في أميركا.
يبدو أن الرأسمالية تلتهم الديمقراطية بحق، ولم يتبق من الديمقراطية سوى الإعلام الأميركي، لننتظر ونعرف من سوف ينتصر.
صعد من خلفية اقتصادية بحتة، وكان أستاذا في فن عقد الصفقات الرابحة، ومن هنا بدأ مشواره الانتخابي ضد هيلاري كلينتون. يتحدث بلغة بعيدة عن المكر السياسي، يتراجع تارة عن تصريحاته، ويهاجم بشراسة تارة أخرى.
ومع الضعف الذي كان يعاني منه الديمقراطيون، وفي مقدمتهم هيلاري كلينتون، استطاع أن يفهم المجتمع الأميركي، هذا المجتمع الذي أهداه الرئيس، باراك أوباما، على طبق من ذهب لترامب، نظرا للركود الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة على الصعيد الداخلي وظهور داعش في كل من سورية والعراق، والهجوم الدامي على السفارة الأميركية، وفشل الإدارة الأميركية آنذاك بحماية موظفيها وسفيرها في ليبيا من مجموعات متشدّدة.
دخل ترامب السباق الانتخابي بالتفكير بصوت عال، ومحاولة ترديد الصوت الأميركي. لم يعد الناخب الأميركي يهتم بما يجري في الشرق الأوسط، بل يهتم فقط وفقط بالشأن الاقتصادي الداخلي، وإن كان يتطلع إلى الشرق الأوسط، فهو ينظر إليه من ناحية اقتصادية: ابتزاز السعودية للدفع مقابل الحماية، توفير فرص عمل عن طريق صفقات السلاح مع دول الشرق الأوسط...
إثر كل ما سبق، إن كان الجمهوريون، وفي مقدمتهم الرئيس، دونالد ترامب، قد فازوا بالسباق الرئاسي في 2016 نتيجة ضعف الديمقراطيين، وغياب السياسات الواضحة التي تمثّل الشعب الأميركي، فإن محدّدات الانتخابات النصفية الحالية، ستكون فوزا للجمهوريين في الانتخابات النصفية، بفضل ترامب وسياساته الاقتصادية.
الانتخابات النصفية هي استفتاء بحق على سياسات الرئيس ترامب، وهي مرحلة تمهيدية لانتخاب الرئيس لولاية أخرى عام 2020. وكل الأحداث التي تجري اليوم في الولايات المتحدة، تجري بما يحب ويهوى ترامب، بل ويسعى الرئيس دوما إلى استغلال هذه الأحداث أيّما استغلال، فالهجوم على الكنيس اليهودي في بنسلفانيا على سبيل المثال، وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهت إلى الرئيس بوصفه محرضا للعنصرية والتفوق العرقي الأبيض، إلا أن ترامب وضع كل شيء خلف ظهره، وراح يقول لو أن هناك حرّاس يحملون السلاح على أبواب الكنيس، لما حدث ما حدث.
وقبل ذلك، ومع جهود حثيثة لكسب الإنجيليين إلى صفّه، سعى الرئيس، دونالد ترامب، وبكل قوة إلى استعادة القس الأميركي برانسون من تركيا، فيما يبدو أنها صفقة مهمة لتركيا، وهو ما يفسر لنا ضرب تركيا المواقع الكردية في سورية، من دون أن تتدخل الولايات المتحدة التي أمدت المليشيات السابقة ذكرها بالسلاح والتدريب، والدوريات المشتركة المنتظمة الآن في منبج مع الجيش الأميركي.
من جهة أخرى، يبدو أنّ قافلة المهاجرين القادمة من المكسيك الآن باتجاه الولايات المتحدة للجوء هناك هي أهم الأحداث التي استغلها وسيستغلها الرئيس الأميركي في السباق الانتخابي. حيث يردد الرئيس أن سياسات الهجرة واللجوء التي كان يتبعها الديمقراطيون هي ما دفعت البلاد إلى حافة الهاوية، حيث يتهم ترامب هؤلاء المهاجرين بأنّ بينهم المجرم والسارق والباحث عن فرص العمل التي من المفترض أن تُوفر للمواطن الأميركي.
في الوقت الذي أصبحت فيه الطريقة الترامبية طريقة ناجحة، ونموذجا ناجحا لدول أخرى، خصوصا بعد فوز جايير بولسونارو برئاسة البرازيل، والذي وصفه الإعلام "بترامب البرازيل"، إذ يبدو أن أولى الإجراءات التي سيتخذها هذا الرئيس الجديد نقل سفارة بلاده في تل أبيب إلى القدس المحتلة. وعلى الجانب الآخر من العالم، يستمرّ ستيف بانون ببث الروح في اليمين المتطرّف في أوروبا.
مع كل التحفظات في جعبتنا ضد الرئيس، دونالد ترامب، وسياساته الخارجية خصوصا، إلا أننا لا نستطيع أن نخفي ضوء الشمس بإصبعنا، وأن ندّعي أن الديمقراطية وأسس العدالة والحرية هي من يحكم في أميركا.
يبدو أن الرأسمالية تلتهم الديمقراطية بحق، ولم يتبق من الديمقراطية سوى الإعلام الأميركي، لننتظر ونعرف من سوف ينتصر.