مكائد أمام بذرة الربيع العربي

12 سبتمبر 2014
+ الخط -

دول العالم المتقدمة، في الغالب، تعيش ربيعاً دائماً، وإن شابهُ ضباب، والسبب يعود إلى حضارة تلك الشعوب وثقافتها، بعد ثورات عديدة في تاريخها السياسي والاجتماعي، بالإضافة إلى قداسة دساتيرها، من حيث التطبيق والاحترام، بغض النظر عن نوع تلك الدساتير التي في أغلبها تدعو إلى العدالة والمساواة والحرية.

حاولت الشعوب العربية المكلومة المقهورة طريقة أكثر تعبيراً عن شعورها وحلمها، أن تتنفس ربيعاً، ولو على شكل حلم عابر، بسبب المعاناة المتراكمة على الشعوب العربية من استبداد الحكّام وعبثهم.

لكن مع الأسف الشديد، الذي لم يحسب حسابه حتى الآن، أنه لا توجد ضمانات لاستمرار ذلك الربيع العربي الجميل، ليواصل فصله المقدّر عليه، حيكت له المؤامرات، وضخت ضده الأموال لتشويه سمعته، وكذلك تم تلفيق الاتهامات له من كل مكان، وقال بعضهم إنه كذبة كبرى، حتى وصل الأمر إلى الانقلابات عليه، وزرع الفتن وإشعال الحروب.

فالضمانات التي تملكها الشعوب لإحياء الموجة العارمة من بذرة الربيع العربي التي تنمو ببطء، هي الدماء الطاهرة الزكية، والتي تسقي هذه البذرة، والتي ستنمو على الرغم من الصعاب والمكائد، حتى تؤتي ثمارها، فالمخاض دائماً عسير، لكن الفجر قريب.

avata
avata
عبد الرحمن الوعيل (اليمن)
عبد الرحمن الوعيل (اليمن)