منطقةُ "نتنغ هيل غيت"، في لندن، تضم مقهى أصبح معلماً من معالم لندن السياحية، فيأتي إليه السياح لزيارته ولالتقاط الصور أمام جدرانه المزينة بصور امرأةٍ عُرفت بـ "أميرة القلوب" لدى محبيها في العالم. "كافيه ديانا"، ذلك المحل الصغير قبالة قصر "كنزنغتون"، يبدو، للوهلة الاولى، محلاً متواضعاً لا يميزهُ شيء عن سواه من محلات المنطقة، ولكن ما أن يدخل الزائر حتى يجد نفسه محاطاً بنظراتِ أميرةٍ لطالما أثارت جدلاً واسعاً، ليس في حياتها فقط، بل حتى بعد مماتها، إنها الأميرة ديانا، الزوجة السابقة لولي العهد البريطاني تشارلز.
في اليوم السادس من يناير/ كانون الثاني عام 1989، لم يكن يتصور صاحب هذا المقهى، عبدالباسط داوود، أن مقهاه سيصبح واحداً من أشهر مقاهي العاصمه لندن ، بل تحول الى علامة متميزة من علامات لندن السياحية. كان عبدالباسط، محظوظاً ذات صباحاً بمرور سيارةِ الأميرة ديانا من أمام محله، فابتسمت عندما رأت اسمها يعلو ذلك المحل الصغير. اعتبر عبد الباسط أن ذلك بداية لتحقيق حلمه، وبعد أسابيع قليلة كانت المفاجأة الأكبر عندما زارت الأميرة نفسها الكافيه، بل وراق لها جوّها، فجلست إلى طاولةٍ قرب النافذة وطلبت كوباً من الكابتشينو.
عُرفت تلك المرأة، التي لم تكن تفارق الابتسامة وجهها، بوصفها سيدة للأعمال الخيرية بمشاريعها التي تعدت حدود المملكة المتحدة، لكن هذا لم يمنع بعض من وصفها بأنها أميرة الجدل، نسبة الى علاقات الأميرة العائلة المالكة وخارجها وخياراتها للتحرر من القيد الملكي التي، يبدو، أنها أوصلتها الى نفقٍ مظلمٍ في وسط عاصمةِ الأنوار باريس، ليكون آخر محطة من حياتها برفقة صديقها، عماد الفايد، ابن رجل الأعمال المصري الشهير محمد الفايد، في الحادي والثلاثين من آب/أغسطس عام 1997.
"كافيه ديانا"، بالنسبة لمحبي "أميرةِ القلوب" يبقى شاخصاً أمام قصرها، ولسان حالهِ يقول: صباح الخير أيتها الأميرة الغائبة.