اختار الحضري هذا المكان، لإطلاله على ميناء طنجة وشاطئها، فضلاً عن قربه من باب العصا التاريخي في حي القصبة، والذي يقصده السياح يومياً، الأمر الذي دفعه إلى فتح أبواب المقهى الثقافية مبكراً لعموم الكتاب والمفكرين والفنانين.
تصطف على رفوف المقهى الأربعة الكتب، إلى جانب لوحات فنية، تقدم للسياح طنجة التاريخية التي دخلت الكتب والروايات العالمية، باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية، إضافة إلى صون ذكرياتها لأهالي المدينة، لاحتوائها على كنز حقيقي يحظى بالتقدير.
وحول اختيار اسم "الشريفة" للمقهى والمكتبة، يقول الحضري لـ"العربي الجديد" إن الاسم له مدلولات كثيرة، منها أنه يحيل على مجموعة من الشخصيات المشهورة بالمغرب، بالاضافة إلى أنه يحيل على رواية من رواياته.
لكن من جانب آخر، يشير الحضري إلى أنه فوجئ بعد الافتتاح بثلاثة أشهر بوصول طلب حكومي لسداد الضرائب، الأمر الذي تعجب منه خاصة أن المشروع ثقافي لا يهدف للربح، لذا يطالب وزارة الثقافة بإعفاء أي مشاريع ثقافية في المغرب من الضرائب.
أما المرشد السياحي سعيد علي، فيقول إنه يزور المقهى مرات كثيرة، مع ضيوفه من السياح الأجانب، لأنه يحتفي بالثقافة والتاريخ المغربيين بشكل عام ومدينة طنجة بشكل خاص.
وأضاف أن الكثير من الكتاب كتبوا عن هذه المدينة التاريخية مثل الأميركي بول بولز، كما أن زواره يُعجبون بالتعايش في طنجة، لأنها مدينة تضم المسلمين والمسيحيين واليهود، ثم يضيف: "فنحن في أمس الحاجة إلى مقاه ثقافية متعددة تحكي البعد التاريخي للمغرب".