وقال ميلزر في بيان إن "أسانج تعرض عمداً، ولسنوات عدة، إلى أشكال خطيرة من العقوبات والمعاملة القاسية وغير الإنسانية والمهينة التي لا يمكن وصف آثارها التراكمية إلا بأنها تعذيب نفسي".
وحثّ نيلس ميلزر القضاء البريطاني على عدم تسليم أسانج (47 عاماً) إلى الولايات المتحدة الأميركية، متخوفاً من انتهاك حقوق الإنسان في أستراليا عبر هذا الإجراء.
وكان مؤسس "ويكيليكس" نُقل إلى الجناح الصحي في سجن بلمارش اللندني حيث يقضي عقوبة بالحبس لمدة 50 أسبوعاً بسبب مخالفته شروط الكفالة عام 2012، مساء يوم الأربعاء. وعبر القائمون على موقع "ويكيليكس" عن "مخاوفهم الكبيرة" إزاء وضعه، لافتين إلى أن "صحة أسانج تدهورت بشكل ملحوظ بعد سبع سنوات قضاها داخل السفارة الإكوادورية في لندن، في ظل ظروف تتعارض مع حقوق الإنسان الأساسية".
وأضاف بيان "ويكيليكس": "خلال الأسابيع السبعة التي قضاها في سجن بلمارش استمرت صحته في التدهور، وفقد الكثير من وزنه"، وشدّد على أن قرار إدارة السجن بنقله إلى الجناح الصحي يفسر حالته بوضوح.
Twitter Post
|
وقال المحامي، غاريث بيرس، إن موكله مريض جداً ولا يقوى على الظهور عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من سجنه في بريطانيا، في جلسة للنظر في طلب تسليمه المقدم من الولايات المتحدة حيث يواجه 18 اتهاماً جنائياً أميركياً قد يقضي بموجبها عقوداً في السجن. وتقرر عقد الجلسة التالية لنظر طلب تسليمه يوم 12 يونيو/حزيران المقبل.
وأشار المحامي إلى أن محكمة سويدية رفضت طلباً لتأجيل جلسة استماع مقررة، في 3 يونيو/حزيران المقبل، للحكم عليه غيابياً كجزء من تحقيق مستمر في قضية الاغتصاب المزعوم، وفق حديثه لوكالة "رويترز".
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان طالب السلطات القضائية، في إبريل/نيسان الماضي، بتوفير محاكمة عادلة لجوليان أسانج. وقالت المتحدثة باسم المكتب رافينا شامداساني: "نتوقع من السلطات المعنية كلها أن تكفل لمؤسس (ويكيليكس) الحق في محاكمة عادلة بما في ذلك أي إجراءات للترحيل قد يجري اتخاذها".
وقد طلب أسانج اللجوء إلى سفارة إكوادور في لندن، في يونيو/حزيران عام 2012، لتجنب تسليمه إلى السويد، حيث كان مطلوبًا لاستجوابه بشأن اتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.
واعتقلت الشرطة البريطانية أسانج، في الحادي عشر من إبريل/نيسان الماضي، بعدما ألغت الإكوادور اللجوء السياسي الممنوح له. واستدعى السفير الإكوادوري في لندن الشرطة إلى مقرّ السفارة كي تعتقله.
وبعد الاعتقال، اتّهمت السلطات الإكوادوريّة أسانج بـ "ترك ثيابه المتّسخة" و"تغوّطه على جدران السفارة" و"ترك حمامه متسخاً وطلبها منه تنظيفه مراراً". كما انتشرت مقاطع فيديو لحياته داخل السفارة. وقال رئيس الإكوادور، لينين مورينو، إن أسانج "خالف مراراً شروط اللجوء وحاول استخدام سفارة بلاده في لندن، كمركز للتجسس".
وفي سياق متصل، رفضت محكمة في الإكوادور، يوم الأربعاء، الإفراج عن السويدي أولا بيني، المقرب من مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، ومتهم بشن هجمات على أنظمة معلوماتية.
وفي ختام جلسة استمرت ساعتين، قالت القاضية ياديرا بروانيو إنها "ترفض طلب الإفراج بكفالة" الذي تقدمت به هيئة الدفاع عن السويدي. وأضافت أن المتهم، البالغ من العمر 36 عاماً "لم يتعاون مع التحقيق" وموقوف قيد التحقيق، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وتابعت القاضية أن النيابة لم تتمكن لهذا السبب من تحديد الضحية المحتملة ولا الأضرار التي نجمت عن الهجوم المفترض على الأنظمة المعلوماتية، في جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن خمس سنوات في الإكوادور.
من جهة ثانية، دان محامي المواطن السويدي، خوسيه شاري، ما وصفه بأنه "مساس بحقوق" موكله، معتبراً أنه "ضحية سلطة الدولة". وقال إن "النيابة لم تتمكن من معرفة الضحايا لأنها لم تقم بعملها"، ولم يتم التوضيح لأولا بيني حول ما يؤخذ عليه. وأضاف "لكن يجري التحقيق في وضعه المالي وحياته وعمله (...) وهذا أمر غير مبرر في دولة قانون".
وأوقف السويدي بينما كان يحاول مغادرة الإكوادور ليتوجه إلى اليابان، في 11 إبريل/نيسان الماضي، في اليوم الذي سحبت فيه كيتو اللجوء من أسانج الذي كان لاجئاً في سفارتها في لندن منذ 2012.
وأعلنت حكومة الإكوادور بعد ذلك أن مقرباً من مؤسس "ويكيليكس" متورط في خطة لزعزعة الرئيس لينين مورينو.