قُتل طفلان كرديان من مدينة القامشلي في محافظة الحسكة على يد حرس الحدود التركي، أمس الخميس، أثناء تظاهرة احتجاجية على طرفي الحدود دعماً لمدينة عين العرب (كوباني)، أزال خلالها المتظاهرون الأسلاك على الحدود بين البلدين.
وذكرت مصادر مواكبة للتظاهرة، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "الجيش التركي بدأ بتفريق المتظاهرين بقنابل مسيّلة للدموع والرصاص الحيّ، مما أسفر عن مقتل طفل في الثانية عشرة من عمره برصاصة في رقبته، وآخر في السادسة عشرة من عمره وجرح ثلاثة آخرين، بالإضافة إلى إصابة العشرات بحالات الاختناق نُقلوا إثرها إلى مشافي مدينة القامشلي".
وتأتي تلك الاحتجاجات من قبل الأكراد في تركيا، بعد تهديد قيادة حزب "العمال" الكردستاني، تركيا بإنهاء عملية السلام في حال سقطت عين العرب. واتهمت الحكومة التركية بالتغاضي عن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مهاجمة المدينة.
وتشهد أغلب المدن التركية التي تقطنها الأغلبية الكردية في جنوب البلاد، حركة احتجاجات ضخمة واشتباكات بين مناصري الحكومة من الأحزاب الإسلامية ومتظاهرين أكراد، أسفرت حتى الآن حسب وسائل الإعلام التركية عن مقتل أكثر من 25 شخصاً، بالإضافة إلى تدمير وإحراق ممتلكات ومقارّ حزبية تعود لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم وحزب "الهدى" المقرّب من الحكومة.
كذلك كشفت مصادر من مدينة القامشلي، لـ"العربي الجديد"، أن "المحتجين الأكراد ما زالوا متجمعين على طرفي الحدود بالقرب من الأسلاك الشائكة، وقاموا بإشعال إطارات وسط هتافات تحيي مقاومة عين العرب وتندد بالدعم التركي للتنظيم".
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الخميس، أن "أعمال العنف التي قام بها متظاهرون أكراد في البلاد منذ مساء الاثنين تشكل محاولة لنسف محادثات السلام"، بحسب وصفه. وأكد أن تركيا "لن تتسامح مع أي عمل فيه تهديد أو ترهيب يهدد سلامها واستقرارها وأمنها". ولفت إلى أنه "سنتخذ كل الإجراءات اللازمة لمواجهة هؤلاء الذين يقومون بمثل أعمال عدم التسامح هذه".
إلى ذلك، اعتبرت رئيسة جمعية "المرأة الكردية" في عامودا، الناشطة منال الحسيني، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "كل ما يحدث في تركيا هو من تخطيط النظام السوري، ورداً على مواقف تركيا تجاه الأزمة السورية، خصوصاً شروطها للتدخل في الأراضي السورية، في مقابل قطع حزب الاتحاد الديمقراطي علاقتهم بالنظام السوري، وكذلك شنّ التحالف الدولي ضربات على مواقع النظام إضافة إلى داعش".