وتحاول المليشيات، التي تحاصر المدينة من جميع منافذها الرئيسية، تحقيق اختراق إلى مناطق سيطرة قوات الشرعية من الجهتين الشرقية والغربية.
وقالت المقاومة الشعبية، في بيان صدر عنها مساء الجمعة، إن "ما لا نفهمه هو غياب تعز نهائياً من حسابات المبعوث الأممي، إلا إن كان يظن أن نيران المدافع والدبابات وصواريخ الكاتيوشا التي يمطر بها الانقلابيون تعز يومياً نوع من "الألعاب النارية"، فذلك- أيضاً - ظن يسيء إلی سيادته".
وذكر البيان أنه خلال فترة المشاورات زادت ضراوة الهجمات على المدينة، وسقط عشرات القتلى، معظمهم من المدنيين، وبينهم أطفال ونساء، كما تعرض المئات للإصابة، إضافة إلى استمرار الحصار على المدينة، ومضاعفة التعزيزات العسكرية، وإعادة التموضع من قبل المليشيات الانقلابية.
وطالب البيان الوفد الممثل للحكومة اليمنية في محادثات الكويت بالانسحاب، كما طالب السلطات الشرعية القيام بواجبها في دعم المقاومة والجيش الوطني، بما يمكن من فك الحصار ثم تحرير المحافظة، داعياً الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى فرض تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 بصورة عاجلة.
وتتعرض مناطق خاضعة لسيطرة المقاومة الشعبية، في الجبهتين الشرقية والغربية، للقصف المدفعي من قبل المليشيات الانقلابية.
وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" إن قوات الشرعية صدت هجمات واسعة قامت بها مليشيات الحوثي والمخلوع على مواقعها في مناطق حي الزهراء وكلابه وثعبات شرق المدينة، وذلك بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأوضح الناشط المدني في مقاومة تعز، لـ"العربي الجديد"، أن المقاومة الشعبية أحرزت خلال معارك منتصف ليل أمس، والتي استمرت حتى فجر اليوم السبت، تقدماً نوعياً في مناطق ثعبات نحو منطقة حسنات شرق المدينة، وتمكنت من السيطرة على مدرسة حسنات ودحر مليشيات الحوثي والمخلوع منها، بعد معارك عنيفة قتل خلالها عدد من أفراد المليشيات الانقلابية.
كما صدت قوات الشرعية هجمات عنيفة للمليشيات على مواقعها في معسكر اللواء 35 مدرع غرب المدينة، وذكر المصدر أن المليشيات هاجمت فجر اليوم السبت، مواقع تسيطر عليها المقاومة في منشأة سد الجبلين النفطية، على مدخل المدينة في الجهة الغربية الجنوبية.
وفي سياق متصل، قُتل خمسة عناصر من مليشيات الحوثي والمخلوع، مساء الجمعة، في منطقة الربيعي غرباً، جراء استهداف طاقم عسكري كانوا على متنه من قبل المقاومة الشعبية المتمركزة في تلك المناطق، وفق ما أفاد مصدر عسكري في قوات اللواء 35 مدرع الموالي للشرعية.
كما أفادت مصادر محلية بمقتل 3 مواطنين، بينهم امرأة، في قصف طاول الأحياء السكنية في تعز، وتركز على مناطق جبل صبر جنوباً.
وصرح مصدر في مقاومة تعز، لـ"العربي الجديد"، أنه تم القبض على 12 عنصراً من المليشيات بملابس نسائية، وذلك في مديرية جبل حبشي جنوب غرب تعز.
وفي سياق آخر، شنّت مقاتلات التحالف العربي، خلال الـ24 الساعة الماضية، عدة غارات استهدفت تعزيزات عسكرية للمليشيات الانقلابية، في سواحل مدينة المخا غرب تعز، كما استهدفت تعزيزات أخرى بعد منتصف ليل أمس الجمعة، في شارع الستين شمال غرب المدينة، وأسفرت الغارات، بحسب مصدر محلي، عن مقتل 19 مسلحاً في مليشيا الحوثي وصالح.
وعاود طيران التحالف تحليقه المكثف في أجواء محافظة تعز التي تشهد مواجهات بين الجيش الوطني والمليشيات الانقلابية منذ إعلان وقف إطلاق النار في 10 من أبريل/نيسان.
من جانب موازٍ، قالت مصادر متعددة، لـ"العربي الجديد"، إن مليشيات الحوثي والمخلوع تستمر بعملية التحشيد العسكري حول محيط المدينة، من المحورين الغربي والشرقي، موضحة أنها تهدد باجتياح المدينة التي تشدد عليها الحصار منذ عدة أشهر.
وتأتي هذه التطورات عقب إعلان الوفد الحكومي تعليق حضوره في جلسات المشاورات في الكويت، نتيجة مراوغة وفدي تحالف الانقلاب وعدم الالتزام بالمرجعيات الأساسية للمحادثات.
إلى ذلك، أكد مسؤول عسكري كبير أن معركة فك الحصار ستنطلق قريباً، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن بقاء المدينة تحت وطأة الحصار والقصف اليومي يؤكد عدم رغبة المليشيات بالسلام، وأشار إلى أن قواته ترتب لعمليات عسكرية قبل دخول شهر رمضان المقبل.