مقاطعة الشباب المصري الانتخابات... هل تكون نُذرُ ثورة جديدة؟

22 أكتوبر 2015
الموالون للنظام يهاجمون الشباب المقاطع (فرانس برس)
+ الخط -
أثار عزوف الشباب المصري بمختلف انتماءاته السياسية وطبقاته الاجتماعية، عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية، حالة من الخوف لدى أركان النظام المصري الحالي، ظهرت خصوصاً في الهجوم الذي شنّه إعلاميون محسوبون على النظام عشية إغلاق باب التصويت في المرحلة الأولى من الانتخابات. ووصفهم الإعلامي، أحمد موسى، بـ"شوية عيال"، في حين قال المرشح، مصطفى بكري، إنّ هؤلاء "يريدون إفشال الرئيس السيسي".

اقرأ أيضاً: ما بعد نكسة الانتخابات المصرية ليس كما قبلها

وتنوعت الأسباب التي ساقها مراقبون لمقاطعة الشباب، ما بين عدم الثقة في النظام الحالي واليأس والإحباط من الواقع الذي يعيشونه وصولاً إلى نجاح دعوات المقاطعة. لكنّ أيّاً كانت الأسباب، فإن النتيجة واحدة، وهي عزوف جماعي للشباب، ما يفتح المجال لإمكانية ولادة تيار شبابي جديد يُحيي روح ثورة يناير مرة أخرى.

وفي هذا الإطار، قال الناشط اليساري، خالد عبدالحميد "الذي ربح في الانتخابات هو دعوات (التنفيض)"، في إشارة إلى لامبالاة الشباب مع ما يطلق عليه عبدالحميد "ما يشبه العملية الانتخابية"، مضيفاً أن "الانتخابات بمثابة إعلان رسمي لفقدان السيسي الظهير الشعبي الذي طالما تباهى به".

وأشار عبدالحميد إلى أن "حالة الإحباط التي وصل إليها قطاع كبير من المصريين وفي مقدمتهم الشباب، قد تكون نواة لتيار وروح جديدة تسري في جسد الثورة المصرية، إذا وجدت من يستقبلها ويتعامل معها بمزيد الوعي".

من جهته، سخر الناشط السياسي والصحافي، عمرو بدر، من انتخابات مجلس النواب، قائلاً على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "على رأي المثل: الشعب اللي قاطع البرلمان، أكيد هيتقابل في الميدان"، في إشارة إلى مصير حالة الغضب المسيطرة على الشعب المصري، وفي مقدمه الشباب الذي كان مؤيداً للسيسي.

يبرز انقلاب الشباب على السيسي من خلال تصريحات واحد من أشد المؤيدين لانقلاب السيسي على الرئيس المعزول، محمد مرسي، في الثالث من يوليو 2013، بل كان أحد من شاركوا في صناعة المشهد، وهو أحد مؤسسي حركة "تمرد"، الناشط حسن شاهين، الذي قال في تصريحات صحافية إن"انتخابات البرلمان تقول كلمة واحدة، إن سياسات النظام غلط، وإن الشعب والشباب غير راضين بالمرة (أبداً)" على ما يجري.

وأضاف شاهين، الذي طالما سوّق لنظام ما بعد 3 يوليو: "لو النظام عايز يعرف ليه الشعب والشباب منزلش الانتخابات هذه المرة مع إن رئيس الجمهورية دعا الناس للانتخابات والناس مستجبتش ليه يروح يسأل على الشباب في السجون ويشوف أحوال الناس اللي بقت في الأرض والهموم على وشهم بعد ثورتين، ويشوف أسعار الأكل اللي بتزيد ومعيشة المواطن اللي بتدمر كل يوم عن اللي قبله وسعر الجنيه اللي في النازل بعد كل الأوهام اللي بنسمعها عن تحسن الاقتصاد ويشوف اليأس اللي بقى مالي قلوب الشباب بعد أحلام كتيير متحققتش أي حاجة منها".

وتابع شاهين "لو النظام مش عايز يشوف أو شايف وعامل إنه مش واخد باله خليه في دايرة النفاق والفساد اللي بتزيد كل يوم عن اللي قبله بس ميكلموناش على أنهم عايزين مصلحة البلد لأنه بالطريقة دي مش عايز غير مصالح فئة معينة بس من البلد مش البلد وشعبها وشبابها".

وأضاف" قبل ما النظام يلوم على الشباب عشان منزلش الانتخابات، لوموا على أنفسكم عشان انتوا ضيعتوا مستقبل الشباب".

وفي السياق نفسه، قال عضو المكتب السياسي لحركة الاشتراكيين الثوريين، محمود عزت، إن "ما حدث في الانتخابات الأخيرة رسالة واضحة من الممكن أن يستغلها النشطاء والشباب من كافة الحركات والتيارات لكسر حالة اليأس التي أصابت المجتمع المصري بالكامل بعد عصر القمع الذي نعيشه". ورأى أنها "فرصة جيدة ليجلس الجميع من جديد ويتفقون على خط عام جديد، يسيرون عليه للخروج بالوطن من النفق المظلم الذي نعيشه".

وعلق الخبير السياسي على ظاهرة عزوف الشباب عن الانتخابات، أمجد الجباس: "إن الأمر كان بمثابة عقاب للنظام الحالي حتى من جانب القطاعات الشبابية التي دعمته في البداية؛ فهو احتكر المشهد العام فقرروا عقابه".

وأضاف الجباس أن "هناك فرصة جيدة نتيجة حالة الإحباط التي تسيطر على قطاعات شبابية كبيرة منها المسيس وغير المسيس، من الممكن أن يتولد عنها على الأقل تنسيق يسفر في النهاية عن حركة تصحيحية لكثير من الأخطاء التي وقعوا فيها على مدار الأعوام الأربعة التي أعقبت 25 يناير". وشدّد على أنّ حالة "الخنق والضغط" التي يفرضها النظام ستولد حتماً انفجاراً. لكنه أضاف أن "هذا الانفجار قد يأخذ أشكالاً متعددة منها مراجعة العديد من الحركات الشبابية لمواقفها السابقة تجاه الآخرين، وهو ما يؤكد إمكانية ولادة حالة جديدة يتجاوز فيها الشباب سلبيات الماضي".

وبحسب البيانات المنشورة على موقع اللجنة العليا للانتخابات، والخاصة بأعمار الناخبين، فإن عدد الناخبين من الفئة العمرية التي تتراوح بين 18 و20 عاماً أربعة ملايين ناخب. في حين عدد الناخبين من الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 21 و30 عام، 15 مليون و488 ألف ناخبٍ من إجمالي الناخبين، الذي يتجاوز 53 مليون و423 ألف ناخب، أي ما نسبته 37 في المائة.

وتشير تقارير غير رسمية أن آخر حصر دقيق لمشاركة الشباب في استحقاق انتخابي كان في التصويت على دستور 2014 الذي أعدّته لجنة الخمسين، وبلغ، بحسب المركز الإقليمي، 29 في المائة من إجمالي المصوتين الذي تجاوز 20 مليون مشارك. وأوضح المركز أن هذا الإحصاء شمل المشاركين في الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 20 و30 عاماً فقط.

اقرأ أيضاً: مصر: مواقع التواصل تهزم الإعلام الكلاسيكي في معركة المقاطعة