طالبت إدارة جامعة الحديدة، غرب اليمن، الطلاب بالتوجه إلى المقار البديلة التي حدّدتها بعد اقتراب المواجهات المسلحة من المبنى الجامعي. وقال رئيس الجامعة الدكتور محمد الأهدل، إن الجامعة عملت على توفير مقار بديلة لاستقبال الطلاب في مختلف الكليات، لضمان استمرار العملية التعليمية لما فيه مصلحة الطلاب والطالبات وعدم ضياع العام الدراسي.
وأكّد الأهدل لـ"العربي الجديد"، أنّ العام الدراسي بدأ في المقارّ البديلة الموجودة في المدينة نفسها، مشيرًا إلى أنّ "حضور الطلاب والمدرسين والموظفين مشرف، ولن يثنينا العدوان عن أداء رسالتنا العلمية، وعن استمرار الطلاب في تلقي العلم رغم القصف والدمار للمنشآت التعليمية، وإرهابهم كي يتخلوا عن الحضور إلى الجامعة".
وأوضح الأهدل أن "استمرار التعليم في الجامعة يأتي ردًّا على التصعيد الذي يستهدف تعطيل العملية التعليمية وكل مظاهر الحياة في المحافظة"، داعياً الجميع إلى "التحلي بروح المسؤولية لاستمرار واستقرار سير التعليم بجميع الكليات".
واعتبر الطالب في كلية الصيدلة حميد محمد، أن وضع طلاب الجامعة صعب بعد نقلهم للدراسة في مقار بديلة لا تتوفر فيها مقومات العملية التعليمة. وقال لـ"العربي الجديد"، إن "مباني الجامعة السابقة، مثل كلية الطب والتربية والتجارة ومبنى رئاسة الجامعة، كلها خط نار، وتدور فيها اشتباكات عنيفة، في حين تعد المقار البديلة آمنه نوعا ما، لكنها ليست ملائمة للتعليم، حيث توقف الجانب العملي نهائياً، كما أن معظم الكادر الذي يقوم بتدريس الطلاب هو من المعيدين الحاصلين على درجة البكالوريوس".
وأضاف محمد أن الطلاب وأسرهم "يشعرون بالقلق والخوف الدائم بسبب تدهور الوضع الأمني في المدينة، وتدهور العملية التعليمية في الجامعة"، مؤكدا أن "معظم الكليات حاليا يداوم فيها اثنان أو ثلاثة دكاترة فقط وباقي الكادر معظمهم معيدون يعلمون على تدريس الطلاب"، فيما تصل نسبة الحضور بين الطلاب والكادر التعليمي إلى 30 في المائة فقط.
وأعلنت نيابة شؤون الطلاب بالجامعة على صفحتها في "فيسبوك" سابقاً عن المقار البديلة، وجرى نقل طلاب كلية علوم وهندسة الحاسوب إلى مبنى كلية الآداب شارع زايد، ونقل طلاب كلية الطب والعلوم الصحية للدراسة في مبنى هيئة مستشفى الثورة العام، في حين نقل طلاب كلية الشريعة والقانون إلى مقر بديل في المعهد التجاري ومدرسة الثورة، ونقل طلاب كلية الهندسة البالغ عددهم 1500 طالب للدراسة في مبنى مركز المعلومات بديوان المحافظة، وطلاب كلية التجارة إلى مبنى المعهد الوطني في الحي التجاري، وكلية الصيدلة إلى مبنى دار الأيتام، وكلية علوم وهندسة الحاسوب إلى المقر الجديد في كلية الآداب، شارع زايد.
وتسببت المواجهات المسلحة في نزوح معظم الطلاب والكادر الأكاديمي من جامعة الحديدة بسبب مخاطر الذهاب إلى الجامعة، حيث تدور الاشتباكات منذ ثلاثة أيام خارج كلية الطب وأطراف الربصة، باتجاه شارع الجامعة، جنوبي مدينة الحديدة.