يونيسف تحذّر من تحديات مستقبلية تواجه الأطفال بحلول 2050

20 نوفمبر 2024
قدما طفل سوري مغطاة بالطين والوحل في مخيم بمحافظة إدلب، 7 مارس 2024 (الأناضول)
+ الخط -

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الأربعاء، من التحدّيات التي تواجه الأطفال مستقبلاً بحلول عام 2050، ما لم تُتَّخَذ إجراءات عاجلة لضمان حقوقهم، في ظل عالم متغير.
وأصدرت المنظمة تقريراً بعنوان "حالة أطفال العالم لعام 2024: مستقبل الطفولة في عالم متغير"، بمناسبة اليوم العالمي للطفل، الذي يوافق العشرين من نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، ذكرت فيه جملة من التحديات التي ستواجه الأطفال، وفي مقدمتها تلك المتعلقة بأزمات المناخ والبيئة، والتحولات الديمغرافية، والتقنيات الرائدة.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل: "يعاني الأطفال من عدد كبير من الأزمات، من الصدمات المناخية إلى الأخطار على شبكة الإنترنت، ومن المتوقع أن تشتدّ هذه الأزمات والأخطار في السنوات المقبلة. وتُظهر التوقعات الواردة في هذا التقرير أنَّ القرارات التي يتخذها قادة العالم اليوم أو يخفقون في اتخاذها ستحدِّد طبيعة العالم الذي سيرثه أطفالنا". وأضافت: "تتطلب إقامة مستقبل أفضل في عام 2050 أكثر من مجرد التخيّل، إذ تتطلب العمل، وقد بات التقدّم الذي تحقق على مرّ عقود، خصوصاً للبنات، مهدداً". واعتبرت راسل أن "اليوم العالمي للطفل يمثل لحظة كي يُظهر القادة فيها التزامهم حقوق كل طفل وعافيته. ويمكننا تشكيل مستقبل أفضل لأطفال الغد، ويجب أن نبدأ بذلك اليوم".

ووفقاً للتقرير، من المتوقع أن تصبح الأزمات المناخية والبيئية في العقد 2050–2059 أكثر اتساعاً، وسيزداد عدد الأطفال المعرضين لموجات الحَرّ الشديد بمقدار ثمانية أضعاف، كذلك سيزداد عدد الصغار المعرضين للفيضانات النهرية الشديدة بثلاثة أضعاف، وعدد الأطفال المعرضين لخطر حرائق الغابات الشديدة بمقدار الضعفين، وذلك بالمقارنة بالعقد الأول من هذا القرن.

وأوضحت المنظمة أن كيفية تأثير هذه المخاطر المناخية في الأطفال ستحدد بحسب أعمارهم، وأوضاعهم الصحية، وظروفهم الاجتماعية والاقتصادية، وقدرتهم على الوصول إلى الموارد. فمثلاً، تتوافر فرصة أفضل بالنجاة من الصدمات المناخية للطفل الذي تتاح له إمكانية وصول إلى مأوى قادر على تحمّل الظروف المناخية، وللتبريد، والرعاية الصحية، والتعليم، والمياه النظيفة، مقارنةً بالطفل الذي لا تتاح له هذه الإمكانات. وأكد التقرير الحاجة الملحة للقيام بإجراءات بيئية موجّهة لحماية جميع الأطفال وللحدّ من الأخطار التي يواجهونها.

وأقرّ التقرير بأنَّ التقنيات الرائدة، كالذكاء الاصطناعي، تنطوي على وعود وعلى مخاطر للأطفال، فهم بدأوا فعلاً بالتعامل مع الذكاء الاصطناعي المُدمج في التطبيقات الرقمية، والدُمى، وبرامج المساعدة الافتراضية، والألعاب الرقمية، وبرامج الحاسوب التعليمية. بيد أنَّ الفجوة الرقمية تظل كبيرة. ففي عام 2024، كان أكثر من 95 بالمائة من السكان في البلدان مرتفعة الدخل على اتصال بالإنترنت، مقارنةً بنحو 26 بالمئة من السكان في البلدان منخفضة الدخل.

وشدد التقرير على أهمية وضع حقوق الأطفال في مركز الاهتمام في جميع الاستراتيجيات والسياسات والأنشطة، حسبما تحدد اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة، داعياً إلى التصدي للتحديات والاستفادة من الفرص، وذلك من خلال الاستثمار في التعليم والخدمات، وفي مدن مستدامة قادرة على التحمل من أجل الأطفال، وتوسيع الهياكل الأساسية والتقنيات والخدمات الأساسية وأنظمة الدعم الاجتماعي، القادرة على تحمّل الظروف المناخية، وتوفير الربط بالإنترنت والتصميمات التقنية الآمنة لجميع الأطفال.

يذكر أن اليوم العالمي للطفل يُحتفى به هذا العام تحت شعار "استمع إلى المستقبل.. قف مع حقوق الطفل"، وفقاً للأمم المتحدة التي أكدت أن إعمال حقوق الطفل هو بوصلتنا نحو إقامة عالم أفضل اليوم، وغداً، وفي المستقبل.

المساهمون