مقابلة مع أسرى"حزب الله"...تثير مجددا مسألة الرقابة وأخلاقيات الصحافة

04 فبراير 2016
خلال الحلقة (يوتيوب)
+ الخط -
أثار فيديو يتضمن مقابلة مع أسرى "حزب الله" عند "جبهة النصرة" في حلب، نقاشات متعددة في لبنان، ليُعيد طرح قضية أساسية كان الرأي العام اللبناني قد تناساها لفترة: الرقابة وأخلاقيات المهنة في آن. 

 استضاف البرنامج الحواري الأسبوعي "بموضوعية" الذي يقدمه الإعلامي وليد عبود، الصحافيين كارول معلوف، وعلي حجازي، في إطار حلقة تمحورت حول فيديو أعدته معلوف خلال وجودها في حلب.

وتأتي هذه المقابلة، مع أسرى، بعد سلسلة مقابلات مع أسرى آخرين في سورية، كمقابلة أحمد منصور على "الجزيرة" ومقابلة مع مخطوفين أتراك في لبنان، ومخطوفي أعزاز اللبنانيين في سورية، بالإضافة إلى العسكريين اللبنانيين الذين كانوا مختطفين لدى "النصرة"... والتي طرحت جدلا حول الأخلاقيّة المهنيّة في تصويرها مع أسرى، إذ إنّ هؤلاء مجبرون على تصريحات من قبل الجهات الخاطفة حرصاً على سلامتهم.

واقتطعت قناة MTV اللبنانية، من مقابلة مصورة كانت الصحافية كارول معلوف، قد سجلتها خلال وجودها في سورية، عقب لقائها مع 3 أسرى لـ"حزب الله" لدى جبهة النصرة، ظهر بينهم بالصورة كل من محمد شعيب وحسن طه.  

وذكرت معلوف، خلال الحلقة، أنّ "تصوير المقابلة لم يكن جزءاً من الخطة، إذ إنها كانت في تركيا واليونان وتنقلت بين دول أوروبية عدة لتوثيق رحلات اللاجئين في قوارب الموت، وهي الفترة التي تم خلالها اختطاف جنود "حزب الله" على طريق حلب.

عادت بعدها معلوف لتدخل سورية عبر الحدود التركية، لتفاجأ بعد أيام من دخولها، اقتيادها لجهة مجهولة في حلب من قبل النصرة، لتصوير مقابلة مع الأسرى"، بحسب معلوف.

وسبق حلقة أمس من البرنامج الحواري، موجة من التعليقات، سببها خبر ضغوطات أعلنت معلوف عن تعرّضها لها من قبل "حزب الله"، وبعد الاتصالات المتكررة واللقاءات والمشاورات مع القناة، طُلب منها اجتزاء دقائق محددة ليتم عرضها خلال الحلقة، بحسب ما قالت معلوف.

اقرأ أيضاً: موسم الفضائح على الشاشات اللبنانية

وفي تعليقها بعد عرض الحلقة، أعربت معلوف لـ"العربي الجديد" عن "خيبتها وانزعاجها من السياق الذي جرى خلاله تناول الموضوع في حلقة أمس"، مضيفةً: "اكتشفت أنني أقاتل وحدي". 

وقالت "الدقائق السبع التي جرى عرضها مجتزأة، يتكلم خلالها الأسرى عن دعم حزب الله وهو أمر مقتطع من الفيديو، ولا يوضح السياق الذي تمت خلاله المقابلة معهم، إذ إنهم ذكروا عدة معلومات أُخرى عن طبيعة وجودهم في سورية، خلال الأجزاء الأُخرى من المقابلة والتي لم تُعرض، وكنت قد وجهت سؤالا لوليد عبود خلال حلقة الأمس عن الهدف من الحلقة ما إن كنا سنعرض أجزاء مقتطعة فقط".

بدوره قال الإعلامي وليد عبود، لـ"العربي الجديد""اضطررنا لاختيار 7 دقائق من الفيديو تم تقسيمها لتقريرين، 4 دقائق و 3 دقائق، وذلك لاستحالة عرض الفيديو كاملاً بسبب طوله وطبيعة برنامجنا الذي يعد برنامجاً حواريا". 

وعن مشاركة الصحافي علي حجازي في النقاش، اعتبرت معلوف أنّه "حوّر النقاش، وكان الهدف من ذلك قتل المقابلة، حيث أعاد تكرار نقاشات قديمة وشارك مع الرأي العام معطيات لا أعتقد أنها مثبتة أو حقيقية".

في المقابل، يؤكد عبود أنّ "طبيعة برنامجي حوارية، وهو قائم على استضافة الرأي والرأي الآخر، وقد استضفنا الصحافية كارول معلوف، لأنها صاحبة الفيديو الأصلي، ولكننا نحاول إيصال وجهات النظر المختلفة للرأي العام والمتابعين، وهو لا يعكس أي انحياز لأي أطراف سياسية أو حزبية بل هو جزء من تركيبة البرنامج".

الاتفاق الأساسي، بحسب رواية معلوف، نصّ على عرض المقابلة كاملة (30 دقيقة) والتي سجلتها خلال زيارتها سورية في الشهر الأخير من عام 2015.

وتؤكد معلوف أنّ مصدراً من داخل القناة سرّب المعلومات، ما نتج عنه اتصالات وصلت إلى حد التلويح بإمكانية لجوء الحزب إلى المجلس الوطني للإعلام والضغط عليه من أجل الانعقاد وأخذ قرار بمنع عرض المقطع المصور.

وتوضح معلوف لـ"العربي الجديد" أنّ "الضغوط اقتصرت على اتصالات هاتفية دفعت بالقناة إلى ممارسة الرقابة الذاتية، واجتزاء الفيديو بنفسها، وبذلك لا يكون المجلس الوطني للإعلام مسؤولا عما طُلب اجتزاؤه".

لكن عبود يشير إلى أن "اتصالات عديدة أُجريت على مستويات عديدة مع وزارة الإعلام والمجلس الوطني للإعلام بسبب طبيعة مضمون الفيديو الحساس الذي يتناول حياة أسرى لبنانيين، ليتم بعدها اختيار المقاطع المناسبة لعرضها على الرأي العام".

ويؤكد عبود أن قرار الاجتزاء لم يحصل بسبب أي ضغوط سياسية وحزبية، وإنما هو قرار ارتأت محطة الـ Mtv والقائمون على برنامج بموضوعية، القيام به تلافيا لخرق أي مواثيق إعلامية.




اقرأ أيضاً: لبنان: "الجديد" تفتش عن المخلوقات الفضائية لحل "مشكلة العنوسة"
المساهمون