مفاعيل العدوان الروسي تتواصل: النظام يتقدّم في ريف اللاذقية

19 فبراير 2016
الغارات والمجازر الروسية المتواصلة في حلب (مصطفى سلطان/الأناضول)
+ الخط -
واصل الطيران الروسي، أمس، شنّ غاراته، مستهدفاً مناطق سيطرة المعارضة السورية، خصوصاً شمالي البلاد، وقد منحت هجماته الجوّية تلك تقدّماً جديداً للنظام والمليشيات الأجنبية التي تقاتل معه، بريف اللاذقية الشمالي، فيما خلفت الغارات الروسية مجازر جديدة بحق المدنيين، وهذه المرّة بمحافظة الحسكة شمالي شرق البلاد.

اقرأ أيضاً: النظام السوري يواصل تقدمه بريف اللاذقية

وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، شمالي حلب، أنّ "الطيران الحربي الروسي، شنّ غارات، ظهر أمس، استهدفت أحياء الأنصاري وطريق الباب ومساكن الفردوس، وأدت لوقوع إصابات بين المدنيين". فيما ألقى "الطيران المروحي براميل متفجرة، استهدفت بلدة حيان في ريف حلب الشمالي، الذي قطع تقدّم النظام فيه، بداية هذا الشهر، مناطق سيطرة المعارضة هناك إلى قسمين: جنوب، وهو امتداد لأحياء المدينة نحو بداية الريف الشمالي وصولاً لحيان وبيانون. وأقصى الشمال المتاخم للحدود التركية، والذي بات يقتصر تواجد المعارضة فيه على مساحةٍ صغيرة أهم مدنها مارع وإعزاز".

في السياق، أكد الناشط الإعلامي المتواجد في تلك المناطق، ماجد عبدالنور، لـ"العربي الجديد"، أن "نحو 500 مقاتل غالبيتهم من فيلق الشام وصلوا، مساء الأربعاء، إلى مدينة إعزاز، قادمين من معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا"، لمؤازرة قوات المعارضة في المدينة، التي باتت محاصرة من ثلاث جهات: فمن الشرق، يحاصر مسلّحو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مدينة إعزاز ومحيطها. فيما يخضع شمالها، لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية"، والتي تشكل وحدات "حماية الشعب" الكردية عمودها الفقري، وتحاول التقدم من مناطق نفوذها، لقضم المزيد من مناطق المعارضة، آخرها مدينة تل رفعت ومطار منغ العسكري. بينما تتواجد قوات النظام منذ الثالث من هذا الشهر، إلى الجنوب من امتداد إعزاز ومارع، بعدما نجحت في فتح الطريق الواصل بين باشكوي ونبل والزهراء.

وسادَ أمس، هدوءٌ حذر قياساً بالأيام الماضية، على جبهات تلك المناطق، التي باتت السيطرة فيها متداخلة إلى حد كبير بين أربع جهات (فصائل المعارضة، الوحدات الكردية، تنظيم (داعش)، قوات النظام) وهي من ضمن المساحات، التي كانت تركيا، اعتزمت مراراً إنشاء منطقة "عازلة" فيها، وطالبت شركائها الدوليين بتسهيل إقامتها، دون أن تكلل جهودها هذه بالنجاح.

وبعد مضي نحو أسبوع على التوصيات التي أقرّتها مجموعة الدعم الدولية لسورية في ميونخ، وأبرزها "وقف الأعمال العدائية"، تمهيداً لوقف إطلاق النار (باستثناء مناطق تواجد (داعش) وجبهة النصرة)، من دون حصول مؤشرات على الأرض حول هذه النقطة، اشتدت الغارات الروسية، في محافظة درعا، إضافة إلى حلب وريف اللاذقية.

ومنحت هذه الهجمات الجوية الروسية النظام ومليشياته، يوم أمس، تقدّماً جديداً في جبهات الساحل، تمثل بالسيطرة على بلدة كنسبا وقلعة السلف القريبة منها لتصبح قوات النظام، بذلك قاب قوسين أو أدنى، من القضاء بشكل كامل على وجود قوات المعارضة السورية بريف اللاذقية الشمالي بالكامل. 

وأكد الناشط عمر البانياسي لـ"العربي الجديد"، انسحاب "قوات المعارضة السورية، صباح اليوم، (أمس) من قلعة الشلف وبلدة كنسبا، أكبر البلدات التي كانت تسيطر عليها المعارضة بريف اللاذقية، لتتقدّم قوات النظام السوري إلى المنطقتين وتبسط سيطرتها عليهما"، وذلك بعد يوم واحد فقط من سيطرة قوات النظام على قرى شير القبوع ومرج الزاوية والعيدو والقسطل، بالإضافة إلى سيطرتها على قمتين استراتيجيتين في المنطقة ما أدى لرصدها خطوط إمداد المعارضة هناك، الأمر الذي أجبر فصائل المعارضة على الانسحاب من كنسبا.

ولفت البانياسي إلى أنّ "تقدّم قوات النظام تحقق بفضل الغارات الجوية الروسية من جهة، وبسبب تمكّن قوات النظام السوري من السيطرة على النقاط الجبلية العالية التي تحكم خطوط الإمداد" في المنطقة، من جهة ثانية.

وبهذا التقدّم، بات النظام على بعد أقل من خمسة عشر كيلو متراً، من مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وأصبحت سيطرة المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي تقتصر على أقل من خمس عشرة قرية، منها نحو تسع قرى في جبل الأكراد قرب الحدود الإدارية لمحافظة إدلب، ونحو ست قرى في منطقة جبل التركمان قرب الحدود التركية.

وفي سياق التطورات الميدانية، لكن بعيداً عن مناطق نفوذ المعارضة، قُتل نحو 12 مدنياً بينهم أطفال، بغارةٍ جوية، استهدفت حافلة ركاب في مناطق خاضعة لتنظيم "داعش" بريف محافظة الحسكة، شمال شرق سورية.

وقال الناشط الإعلامي يمان الحسكاوي لـ"العربي الجديد"، إن "الغارة (ووقعت ليل الأربعاء - الخميس)، استهدفت حافلة ركاب قرب قرية الجاير، و أوقعت 12 قتيلاً، بينهم فتيان خرجا قبل وقت من سجن للتنظيم، وكانا في طريقهما إلى مدينة الحسكة، فيما قتل طفلان وأصيبت والدتهما جراء استهداف الطيران الروسي منزلهم في قرية الناصري بريف الحسكة".

وأضاف الناشط أن "جميع القتلى مدنيون من أبناء عشيرة البومعيش المنتمين لقبيلة البكارة". وأكد ذلك الناشط الإعلامي حسام الحسكاوي، إذ قال إن الغارة "استهدفت سيارة نقل عام، ما تسبب في مقتل عشرة أشخاص، بينهم خمسة من عائلة واحدة، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح بالغة".

وأضاف الحسكاوي أن "الطيران استهدف أيضاً المدنيين في قرية الناصر بمنطقة جبل عبدالعزيز، ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من أربعة أشخاص، بينهم طفلان، وجميعهم من عائلة واحدة".

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "15 شخصاً بينهم 3 أطفال ومواطنة على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف طائرات التحالف الدولي لأماكن في قرى الهليل والطريخم والحدادية وأماكن أخرى بريف الحسكة الجنوبي، والتي يسيطر عليها (داعش)، وعدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة، ووجود معلومات عن 8 شهداء آخرين".

المساهمون