مغنّون ولجان تحكيم... حلقات مُفرغة

26 ديسمبر 2019
ملحم زين آخر الأصوات القادمة للجان تحكيم البرامج (LBCI)
+ الخط -
تواصل فضائية MBC السعودية سياسة كسب جمهور عن طريق التفاعل مع مواهب غنائية لم تجد فرصة إلا عبر الخروج من خلال القناة ومشاركة في برنامج، يحكمه مجموعة من المغنين في العالم العربي. القصة ليست في المواهب التي تبحث عن بصيص نور، بل في تراجع نسبة المشاهدة لهذا النوع من البرامج التي سئم منها الجمهور العربي، أو لم تعد تعنيه بعد سنوات من التكرار، واستغلال بعض القضايا، كالتهجير القسري من سورية، والأسر المتواضعة ويومياتهم المعيشية، وكذلك بعض المتلازمات المرضية وغيرها من الأمور التي بإمكانها تحريك شعور المتفرج، وحثّه على المتابعة.
لكن ثمة معضلة يعيشها المتلقي، أو المشترك صاحب الموهبة، وهي غياب سياسة التبني الفنّي من قبل شركات الإنتاج بداية، والدعم الذي يفترض أن تحظى به موهبة، بعد إثباتها مقدرة هائلة في الصوت والأداء، حتى حملها للقب الفائز.
نهاية هذه السنة، لم يُكتب لبرنامج "ذا فويس" النجاح الجماهيري الذي حققه قبل سنوات. المشاهد اللبناني انشغل عن البرنامج بعد أسبوعين من بداية عرضه، لمتابعة الانتفاضة الشعبية في الشارع، وربما الحال نفسه بالنسبة للجمهور السعودي الذي ما عاد يبهره هذا النوع من البرامج، بسبب انشغاله بالفعاليات المُستجدة على محيطه؛ فخلال عام، أقيم أكثر من 12 مهرجاناً داخل المملكة. كما أن هناك معلومات عن احتفال العربية السعودية هذا العام بليلة رأس السنة الميلادية. كل ذلك أوقع البرامج الترفيهية، وحمل مجموعة من الفنانين، يشارك بعضهم في لجان تحكيم البرامج الخاصة بالمواهب، للغناء في الرياض، وغيرها من المحافظات السعودية (طنطورة).
أعلن قبل أيام عن تعيين الفنانة اللبنانية نجوى كرم، ومواطنها ملحم زين، والمطرب المصري هاني شاكر، والفنانة سميرة سعيد، في لجنة مدربي "ذا فويس" لمواهب ما فوق الستين عاماً، النسخة عبارة عن أربع حلقات فقط يتبارى فيها المشاركون، على أن يختاروا مدربًا من الفنانين لإنقاذهم عندما يتطلب الموقف ذلك.
اللافت أن إدارة المحطة السعودية تبحث دائماً عن مغنين يعيشون في كنف دائرتها الضيقة. قد تكون الاستعانة بالفنان المصري هاني شاكر جديدة هذه المرة، وكذلك ملحم زين، هي كل ما هو جديد، لكن ذلك لا ينفي الإصرار على المغنية نجوى كرم التي قضت خمسة مواسم في برنامج "غوت تالنت"، أو سميرة سعيد التي خرجت للتو من برنامج "ذا فويس" بنسخة الكبار، وهذا ما حصل أيضاً في برنامج "فويس كيدز"، إذ عاد عاصي الحلاني كمدرب للمواهب المشاركة بعد أن قضى أربعة مواسم في نسخة الكبار، وكذلك نانسي عجرم وزميلها محمد حماقي، بعد مشاركة الأولى لأربعة مواسم في "أرب آيدول"، والثاني في لجنة مدربي "فويس الكبار".

اللافت هو غياب اسم الفنانة نوال الكويتية، بعدما سرت معلومات، أكدتها الفنانة بنفسها، تُفيد بأنّها كان تتحضّر لتولي كرسي التحكيم في فويس، لكن حسابات MBC الضيقة مع بعض المغنين تدفعها دائمًا إلى تكرار المُكرر، في وقت يتجه الجمهور إلى ما يشبه اللامبالاة لهذا النوع من البرامج، بعدما دخلت نفق "التخمة" في المواهب، وقلة الاهتمام بعد تخرجهم من البرنامج.
المساهمون