مغامرة سيلتا فيغو..وانتصرت كرة القدم!

24 سبتمبر 2015
سيلتا فيغو انتصر على برشلونة برباعية (العربي الجديد)
+ الخط -
حصل حليق الرأس، باكو خيميز، مدرب رايو فايكانو، على مديح كبير من أغلبية المتابعين خلال السنوات الأخيرة، بسبب تقديمه كرة جريئة مختلفة نالت استحسان الجماهير، مع اتباعه فلسفة الهجوم الصريح، مهما كانت قوة الخصم وقدراته، لذلك أصبح فريق فايكانو حالة كروية خاصة بالليغا، رغم تواضع تاريخ النادي وقلة موارده بالمقارنة مع منافسيه.


سار سيلتا فيغو على نفس الخطى بالعام الماضي مع مدربه بيريزو، ورغم بدايتهم السيئة خلال جدول الموسم المنصرم إلا أنهم عادوا في النهاية وقدموا دوراً ثانياً رائعاً، لتكون الانطلاقة الحقيقية هذا العام بفوزهم في 4 مباريات وتعادلهم في لقاء واحد، مع اكتساحهم برشلونة بالأربعة في قمة الأسبوع الخامس، بعد مباراة عبقرية على كافة الأصعدة، وفوز قاس عمّق من ضعف الكتلان، وأعطى رجال البالايدوس حقهم المهضوم بعد بداية تاريخية.

التلميذ النجيب
بعد رحيل لويس إنريكي إلى برشلونة، تعاقد سيلتا فيغو مع اسم جديد نوعاً ما على الملاعب الأوروبية، وزاد عامل الغموض من جانب جماهير الكرة في الأوساط الرياضية ،من أجل معرفة طبيعة الرجل القادم من أميركا اللاتينية. إنه الأرجنتيني الشاب، مانويل إدواردو بيريزو، مدرب ستوديانتس، أوهيغينز الشيلي، والمساعد السابق للمجذوب مارسيلو بيلسا في تجربته الشهيرة مع منتخب شيلي.

بيريزو رفقة سامباولي، خافيير تورينتي، كلاوديو فيفاز، وآخرين، ضمن أشهر طاقم فني في تاريخ الشيلي، والخطة الأشهر على الإطلاق في ملاعب الكوبا أميركا، 3-3-1-3، ومثله مثل غيره، تعلم بيريزو الكثير من بيلسا، ليحصل على فرصته فيما بعد، ويحقق حلمه القديم بالتدريب في ملاعب الليغا الإسبانية.

بيريزو يعترف بفضل بيلسا عليه، وأنه أثر فيه كثيراً، ويتمنى أن يُظهر قدراً من الدروس والملاحظات التي دوّنها خلال مرحلة العمل المشترك، لذلك نجح الرجل في تجربته اللاتينية، وغامر مع السيلتا فيغو كأولى تجاربه في الأجواء الأوروبية.

طريقة اللعب
يلعب سيلتا هذا الموسم بطريقة لعب  تعتبر مزيجاً بين 4-4-2 و4-3-3، بتواجد رباعي خلفي، بينهما ثنائي على الأطراف يصعد كثيراً للأمام، مع تغطية مستمرة من الرقم 6 بالتشكيلة، نيمانيا رادوجا، الصربي الشاب الذي يلعب كارتكاز دفاعي صريح، ويتحول إلى الخط الخلفي من أجل تمديد الملعب، وجعل قلبي الدفاع أقرب إلى الأطراف.

بمجرد انتقال كرون دلهي إلى إشبيلية، حصل الأرجنتيني، فيرنانديز، على أريحية أكبر في مركز الوسط المساند، وبدأ المدرب الجريء في التخلي تدريجياً عن ثلاثية الوسط، في سبيل اللعب بثنائي هجومي صريح أمام دفاعات الخصوم.، مع الزيادة العددية في الثلث الهجومي الأخير، من جانب طرفي الملعب، الأجنحة يمينا ويسارا.

ومع تقدم نوليتو في الأمام، يعود الجناح الآخر أوريلانا لشغل مركز الوسط الثالث، وتصبح الخطة أقرب إلى 3-3-1-3، الارتكاز وقلبي الدفاع، لاعب الوسط المدافع رفقة الأظهرة، مع أوريلانا كلاعب حر بين الوسط والأطراف، ثم ثنائي متحرك خلف المهاجم الصريح في المقدمة، هكذا يكون ترتيب فريق السيلتا في حالات الهجوم، أسباس داخل المنطقة، وخلفه في الغالب ثنائية متحركة من اللاعبين.

اكتساح
يقدم برشلونة موسماً سلبيّاً حتى الآن، دخل مرماه أربعة أهداف أمام إشبيلية في السوبر الأوروبي، ثم هزمه بلباو بالأربعة في السوبر الإسباني، وها هو سيلتا فيغو يكرر العملية، وينتصر بنفس النتيجة العريضة في الليغا هذه المرة. وبعيداً عن سقوط حامل اللقب، يجب الإشادة بالفريق الخصم الذي فرض شخصيته، ورسم سيناريو المباراة وفق رغبته الخاصة، لذلك ظهر البارسا وكأنه منافس صغير أمام لاعبي سيلتا.

يلعب إدواردو ورفاقه باستحواذ عالٍ، مع فتح الأطراف، والاختراق المتنوع من العمق والخط، بالإضافة إلى ضغط راديكالي في نصف ملعب الخصم. استراتيجية تحتاج إلى لياقة حديدية وجماعية مفرطة، حتى يستمر العرض المثالي لمدة 90 دقيقة كاملة، وهذا ما حدث بالنص أمام فريق يضم ميسي، نيمار، وسواريز في صفوفه.

"صحيح برشلونة صنعت عدة فرص، لكن حارسنا كان بالمرصاد، وفي المقابل لعبنا بشكل رائع، وصنعنا أيضاً فرصاً كثيرة، وكنا الأكثر حسماً في أوقات النهاية، لذلك انتصرت كرة القدم هذه الليلة"، هكذا صرح المدرب، إدواردو بيريزو، بعد صافرة الحكم، لتكون هذه المباراة إحدى المناسبات القليلة والنادرة، التي تنتصر فيها كرة القدم رغم خسارة برشلونة، الفريق صاحب الكرة الجميلة على مر تاريخه، لذلك تعظيم سلام للسيلتا.

اقرأ أيضاً:7 نجوم من العيار الثقيل..رفض فيرغسون التعاقد معهم

 

المساهمون