معرض صور لضحايا تعذيب سجون الأسد في نيويورك

افتتح في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، معرض صور لضحايا تعذيب، التقطها مصور سابق بالشرطة العسكرية في سورية، يظهر فيها آثار تعذيب وحشي على الضحايا في سجون سورية من قبل عناصر النظام.

والتقطت الصور بين عامي 2011 و2013 في مستشفيات سورية، بحسب القائمين على المعرض، وعرضت للمرة الأولى على مجلس الأمن خلال اجتماع مغلق عقد في أبريل/نيسان الماضي.

وجاء عرض الصور كأدلة على انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان وفي محاولة لإحالة الوضع في سورية للتحقيق من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

واستخدمت كل من روسيا والصين في مايو/أيار الماضي حق النقض (الفيتو) بغية منع إحالة الملف إلى المحكمة الدولية.

واشتركت في تنظيم المعرض عدة دول، بينها قطر والسعودية والإمارات والكويت وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، وجاء في محاولة للتذكير بانتهاكات حقوق الإنسان ومعاناة السوريين وضرورة السعي إلى حل سياسي لإنهاء الصراع في سورية.

وقال المتحدث الرسمي للسفارة الفرنسية في الأمم المتحدة، تيري كبوش لـ"العربي الجديد": إننا نأمل أن يسلط المعرض الضوء على معاناة السوريين والكارثة الإنسانية التي حلت بالبلد، ويؤسفنا أن روسيا والصين قامتا باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار الذي قدم في مجلس الأمن في مايو/أيار الماضي رغم أن مشروع القرار لم يتحدث عن تحقيق في الجرائم التي ارتكبها النظام فحسب، بل تحدث عن تحقيق بجميع الجرائم المرتكبة على الأراضي السورية من قبل جميع الأطراف".

وأكد كبوش: "رغم عدم وجود مشروع قرار في الوقت الحالي على الطاولة للتوجه مرة أخرى للمحكمة الجنائية، إلا أن توثيق الجرائم المرتكبة في سورية بعدة طرق مهم لمستقبل سورية والأمن والسلام المستقبلي فيها، حتى لو تأخر ذلك".

والتقط صور المعرض، رقيب أول سابق بالجيش السوري، وعمل كمصور للطب الشرعي في مستشفى عسكري، والتقطها في ثلاثة مراكز احتجاز في محيط العاصمة دمشق، وعرف باسم "قيصر" وقام بتهريبها بين الأعوام 2011 و2013، بحسب المنظمين للمعرض.

ويقدر عدد الجثث التي توثقها الصور بحوالي 10 آلاف جثة. وقام "قيصر" بتقديم شهادته في هذا الصدد أمام الكونغرس الأميركي قائلاً إنه "شهد مجازر جماعية ارتكبت بحق السوريين من قبل النظام".

وتعرض في مقر الأمم المتحدة 24 صورة من أصل ما يقارب 55 ألف صورة التقطها قيصر، ويظهر في الصور بعض الأشخاص الذين فقدوا عيونهم أو تعرضوا للتعذيب بكافة أنواعه.

ويقف زوار المعرض، غالباً مدهوشين أمام الصور التي ترصد بشاعة التعذيب والتنكيل بالضحايا.

وأشار القائمون على المعرض إلى أن ممثلي ادعاء سابقين قاموا بفحص صحة الصور، ووصفوها بأنها "دليل دامغ" على ممارسة تعذيب ممنهج وعمليات قتل جماعي في الحرب السورية.

ويأتي المعرض ضمن سلسلة من المعارض التي تنظم في هذا السياق في الولايات المتحدة، بما فيها معرض نظم في الكونغرس الأميركي.