معاناة متجددة مع أزمة النقل الجامعي في موريتانيا

25 أكتوبر 2016
تتكرر أزمة النقل في بداية كل موسم دراسي(العربي الجديد)
+ الخط -
تتجدّد فصول معاناة طلاب جامعة نواكشوط مع النقل الجامعي مع بداية العام الدراسي الجديد، إذ يتكرر مشهد تزاحمهم على الباصات التي تنقلهم من "كارفور مدريد" إلى مقر الجامعة الجديد (شمال العاصمة)، في ظل النقص الحاصل في عددها، وعدم توفير إدارة الجامعة باصات كافية بعد أن كانت تعهدت بذلك العام الماضي.

ويرابط مئات الطلاب الجامعيين في الصباح الباكر عند تقاطع "مدريد"، وحين تأتي الباصات يتدافعون للركوب ومن فاته الباص عليه الانتظار لدورة قادمة، ويتّهم الطلاب إدارة المركز الوطني للخدمات الجامعية بعدم تنفيذ اتفاقية إنهاء إضراب الطلاب عام 2015 بحل أزمة النقل الجامعي.

ويتحدث الطلاب عن حالة تكدس في الباصات جرّاء عجزها عن استيعاب أعدادهم الكبيرة، خاصة في المحطات التي تقع بالأحياء الشعبية، ما يؤخر الطلاب عن الوصول إلى الجامعة عدة ساعات ويفوتون الحصص الأولى.

ويقول الأمين العام للاتحاد الوطني لطلاب موريتانيا، حبيب ولد اكاه، لـ"العربي الجديد"، "إنّها معاناة قديمة متجددة لم توضع لها أي حلول مع نقل ثلاث كليات إلى مقر الجامعة الجديد خارج العاصمة، وهي كليات الطب والتقنيات والآداب، فيما يصل عدد طلاب هذه الكليات بحسب ولد اكاه نحو سبعة آلاف طالب لا يتوفر سوى 20 باصاً لنقلهم إلى الجامعة، وهو ما يؤشر على وجود عجز كبير".


ويضيف ولد اكاه "إثر الإضرابات التي نظمها الطلاب، خلال العام الماضي، تعهّد لنا مدير المركز الوطني للخدمات الجامعية بتوفير 50 باصاً، خلال خمسين يوماً، وانتهت السنة الجامعية الماضية دون شراء باص واحد، وفي مطلع العام الحال جاءوا بباصات صفراء قديمة، وعددها لا يكفي، إذ ينتظر الطالب من الساعة السابعة صباحاً حتى العاشرة قبل أن يجد باصاً".

ويقترح ولد اكاه إكمال بناء السكن الجامعي حتى يستوعب الأعداد الكبيرة من الطلاب، ويتم تخفيف الضغط على النقل من وإلى الجامعة، إضافة إلى زيادة المحطات التي يتم نقل الطلاب حالياً منها، هناك خمس محطات فقط ينقل منها حوالى سبعة آلاف طالب، يعني بمعدل أكثر من ألف طالب في كل محطة وهو شيء متعذر بسبب قلة الباصات الحالية".

انتظار باصات النقل الجامعي لساعات (العربي الجديد)


ويتأسف المتحدث عدم اهتمام الجهات المعنية بالأزمة وإيجاد حلول واقعية لهذا الملف، بل تلجأ إلى استدعاء الشرطة لقمع الطلاب إذا تظاهروا طلباً لأبسط حقوقهم الجامعية".

وكانت وزارة التعليم العالي قد ألغت تعاقدها مع باصات النقل العام الخصوصية وأسندت مهمة نقل الطلاب إلى شركة النقل العمومي، غير أن غالبية باصات الشركة تعطلت، كما تعاني الشركة بدورها من مشاكل مالية وسرحت عددا من عمالها، وهو ما فاقم من أزمة النقل الجامعي، وقلّل من عدد الباصات المخصصة لنقل الطلاب بعد انتقال جامعة نواكشوط من مقرها القديم وسط العاصمة إلى مقر جديد خارجها.

 

المساهمون