على الرغم من احتفالات عيد الأضحى في المدن الجزائرية، خرج المئات من طلاب الجامعات، اليوم الثلاثاء، في مظاهرات جديدة وسط العاصمة الجزائرية وعدة مدن أخرى تأكيداً على مطالب الحراك الشعبي، في الثلاثاء الـ25 من الحراك الطلابي.
وتجمع المئات من الطلاب، اليوم، في ساحة الشهداء قبل ان ينطلقوا في مسيرة واكبتها الشرطة، مطالبين باستقالة رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، ورفض الحوار مع رموز من يسميهم المحتجون بـ"العصابة"، وبرحيل رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي، مشددين في شعاراتهم على مواصلة الحراك حتى تحقيق مطالب الشعب منذ الـ22 من فبراير/ شباط الماضي.
وقال الطالب في كلية الطب عبد الله صاولي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن خروج الطلبة اليوم نابع من إيمانهم بضرورة التغيير، مضيفا أن الجزائريين يصرون على عدم الاستسلام والإذعان لوعود الحوار مع بقاء حكومة تشكلت من طرف نظام بوتفليقة، علاوة على وجود شخصيات فاعلة في هذا الحوار "تريد فرض منطق العصابة".
ورغم ارتفاع درجة الحرارة، يصر الطلبة على مواصلة الحراك الذي يعد حلقة من حلقات الحراك الشعبي في الجزائر الذي بدأ في 22 فبراير/شباط الماضي.
ورفع الطلاب شعارات تطالب بـ"تطبيق الدستور والسلطة للشعب"، داعين إلى "دولة مدنية لا عسكرية"، وهو ما يؤكد رفض المتظاهرين بشكل قاطع لأي تدخل أو هيمنة للجيش على المشهد والخيارات السياسية، وتجنب أي تلاعب بحقوق الشعب في اختيار الرئيس القادم بانتخابات نزيهة وشفافة وتحت إشراف هيئة انتخابية مستقلة.
ووصف الطالب في جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا سعد الدين بوحراتي لـ"العربي الجديد"، حراك الطلاب بـ"الوقود" الذي يحافظ على استمرار الحراك منذ أكثر من ستة أشهر، مشيرا إلى أن إطالة الأزمة تسبب مزيدا من الأضرار للدولة وللشعب، وتجعل البلد يظهر في صورة غير مستقرة، الأمر الذي يضر باقتصاد البلد ويؤثر على المشاريع وموارد الدخل للبلد.
ومن بين الشعارات واللافتات التي رفعت في مظاهرة اليوم "سلمية ضد القمع والشعب خاوة خاوة" و"سلميين سلميين وماراناش حابسين".
ومع استمرار احتجاجات الطلاب الجزائريين، تدخل البلد شهرها السادس من استمرار الحراك الشعبي وضغط الشارع كل جمعة في احتجاجات تشل مختلف الولايات.
وشارك المواطنون اليوم في احتجاجات الطلاب بالتضامن معهم ورفع الراية الوطنية، تحت راية "صامدون صامدون وللعصابة رافضون".
وشهدت ولايات عنابة وقسنطينة ووهران وبجاية مسيرات الثلاثاء الـ25 التي تأتي في ظل مواصلة المحاكمات في قضايا الفساد وتوقيف عدد من مسؤولي النظام السابق وحبسهم في السجون.