"عازم أو معزوم" هي الخيارات التي يتيحها مطعم "عِزوتي" لزبائنه في العاصمة الأردنية عمّان، ساعياً لتحقيق قيم التكافل الاجتماعي والتضامن الاقتصادي. هي مبادرة يتكفل "العازم" من خلالها بدفع ثمن وجبة لشخص لا يعرفه، ويعلق ورقة بذلك على الجدار. عندها يحصل "المعزوم" القاصد للمكان على وجبة مجانية قد يكون غير قادر على دفع ثمنها.
المبادرة طريقة مبتكرة في دعم المحتاجين وتعزيز مبادئ التعاون بين أفراد المجتمع على حد سواء، بحسب مها السعد، مؤسِّسة "عزوتي"، التي توضح لـ"العربي الجديد" أن هذه الآلية تساهم إلى حد كبير في الابتعاد عن منطلق تقديم المعونة، أو "التفضيل على أحد"، حسب تعبيرها.
وتقول السعد "بدأت فكرة عزوتي عام 2015، وكان الهدف منها خدمة كافة طبقات المجتمع الأردني، وتعزيز قيم التكافل الاجتماعي والاقتصادي بين مختلف الفئات".
كذلك تشير إلى أن "عزوتي تركز بالأساس على العازم والمعزوم، فيأتي شخص إلى المطعم ويقرر أن يدفع ثمن وجبة لشخص محتاج، وبذلك يعلق على الجدار ورقة تبيّن أنها بدل وجبة يمكن لأي كان أن يتناولها، وهكذا يأخذ المعزوم الوجبة من الشخص دون أن يعرف من هو".
وفي حين تعتبر السعد أن "عزوتي" كناية عن حلم تحقق، تقول "تمكنّا من تحويل حلمنا إلى واقع في مبادرة عزوتي التي تهدف إلى دعم المحتاجين بطريقة عفيفة، وخدمة كافة طبقات المجتمع الأردني".
ويتكوّن كادر العمل في المطعم من 25 شاباً وشابة من المتطوعين الذين يقومون بأعمال الطبخ والتنظيف وتلبية احتياجات الزبائن، يتناوبون العمل في فترات النهار وأيام الأسبوع.
ويعبّر عماد المجدلاوي، وهو متطوع في "عِزوتي"، عن شغفه بالعمل ضمن هذه المبادرة، ويقول: "تطوعت في عزوتي منذ سنتين ونصف السنة، ويولد لدي هذا العمل في مساعدة الآخرين شعوراً رائعاً".
ويقدّم المطعم عدداً من الوجبات الشعبية مثل "قلاية البندورة والمفرّكة" بالإضافة إلى الجبنة البلدية واللبنة والمكدوس، وغيرها من حواضر المنزل.
كذلك يساهم "عِزوتي" في دعم مشاريع مجتمعية أخرى، إذ يشتري مواد غذائية تحضرها مجموعة من السيدات في المحافظات الأردنية المختلفة في منازلهن.
ويأمل القائمون على المبادرة في أن تكون نموذجاً محفزاً لشباب وشابات الجيل الجديد، وتشجيعهم على تنفيذ أفكارهم التي تخدم العمل الإنساني.