مطار "بايكونور" الفضائي... وجهة سياحية رومانسية جديدة في كازاخستان

27 ديسمبر 2017
تستأجر روسيا المطار الفضائي (جويل كوسكي/NASA)
+ الخط -
لم تعد كل عملية إطلاق من مطار "بايكونور" الفضائيالذي تستأجره روسيا من كازاخستان، حدثاً هاماً لرواد الفضاء فحسب، وإنما أيضاً للعديد من السياح القادمين من مختلف الدول للاستمتاع بمشاهد انطلاق الصواريخ.

وفي مقال بعنوان "كيف تصبح سائحاً فضائياً"، تذكر صحيفة "فونتانكا" الإلكترونية الروسية، أن حركة السياحة بدأت تتوافد إلى مطار "بايكونور" منذ نهاية التسعينيات، ولكنها اليوم لم تعد تقتصر على ضيوف رفيعي المستوى، بل هناك إقبال متزايد من المصورين والأزواج لدوافع رومانسية.

تقدم شركات السياحة عروض رحلات إلى عالم الفضاء لمدة بين ثلاثة وخمسة أيام شاملة رحلة طيران من موسكو ذهاباً وإياباً، وثلاث وجبات يومياً، وتبدأ أسعار الرحلات من 80 ألف روبل (حوالى 1400 دولار). ولا يقتصر حجز الرحلات على السياح الروس، بل هي متاحة للأجانب أيضاً شريطة أن يتم الحجز بواسطة شركة سياحية روسية. ويرجع ذلك إلى عدم طرح تذاكر السفر إلى مطار "كرايني" في "بايكونور" للبيع بشكل علني، بل يتم ملء الطائرة بموظفي مؤسسة الفضاء الروسية "روس كوسموس" والهيئات المتعاونة معها والصحافيين والسياح المنظمين فقط.

وتحظى عمليات إطلاق الرحلات المأهولة بإقبال أعلى من إطلاق المركبات الأوتوماتيكية، وتقع النقاط التي يمكن المشاهدة منها على بعد 1.2 - 2.5 كيلومتر من منصة الإطلاق.
ونظراً لدورها الرائد في تاريخ غزو الفضاء، تحولت مدينة "بايكونور" في حد ذاتها إلى متحف متكامل يضم منزلي أول رائد فضاء في العالم، يوري غاغارين، وعالم الفضاء السوفييتي، سيرغي كوروليوف، الذي أشرف على عملية إطلاق أول قمر صناعي وأول رحلة مأهولة إلى الفضاء.

وتضم المدينة متحفين كبيرين للفضاء، بالإضافة إلى العديد من التماثيل المجسدة لأبرز محطات تاريخ استكشاف الفضاء الكوني، بما فيها تمثال لصاروخ "سويوز" وآخر لإحياء ذكرى ضحايا الانفجار الذي وقع بمنصة الإطلاق في "بايكونور" عام 1960، كما تحمل المتاجر أسماء لها دلالات فضائية، بينما تقدم المطاعم معلبات فضائية أيضاً.

ويضم "بايكونور" أسراراً تعود إلى حقبة الحرب الباردة، ومنها وجود مطار فضائي إضافي وهمي كان الهدف من بنائه هو إحداث حالة الإرباك لدى "العدو".

ولكن الأهم ما يجذب الزائرين هو عمليات الإطلاق في حد ذاتها، حيث يمكنهم المشاركة في مراسم وداع رواد الفضاء، ورؤيتهم مرتدين بدل الفضاء وركوبهم حافلة، متجهين إلى مركبة الفضاء.

وإلى جانب قاعدة فضائية، فإن "بايكونور" هي مدينة عادية يقطنها نحو 70 ألف نسمة، أغلبهم من الكازاخ ويعملون في قطاعات لا علاقة لها بالفضاء مثل المتاجر والمطاعم والفنادق وتجارة أصواف الجمال بالأسواق، وحتى يمكن سماع الآذان فيها، لأن نحو نصف سكان كازاخستان من المسلمين.

أما السهول المحيطة بالمطار الفضائي، فتبدو وكأنها أرض مهجورة مع إمكانية رؤية آثار بعض الحيوانات البرية على الثلج في الشتاء.


المساهمون