مصطفى حجازي لمواجهة السيسي في انتخابات 2018؟

26 سبتمبر 2016
تخوّف داخل النظام من انفجار الشارع ضد السيسي(عمر عبدالرحمن/الأناضول)
+ الخط -
بين تصنيفه بأنه مرشح من داخل النظام أو مرشح قوى المعارضة المنتمية سابقاً لمعسكر 30 يونيو، يُطرح اسم أستاذ العلوم السياسية مصطفى حجازي، مستشار الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، كأحد المرشحين لانتخابات الرئاسة المصرية المتوقعة في 2018، لمواجهة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. ويأتي طرح اسم حجازي، في وقت تردّت فيه الأوضاع الاقتصادية والسياسية في عهد السيسي، وسط تلاحق الأزمات الكبرى من دون قدرة الأخير على حلها، فضلاً عن تفاقم التضخم وارتفاع الأسعار وفرض الضرائب والرسوم.
ويواجه السيسي حالة غضب شعبي مكتوم، لم تصل إلى خروج تظاهرات حاشدة ضده، بسبب التضييق الأمني وسياسة القمع، وهي تظاهرات تحاول بعض الأطراف والأجنحة داخل النظام، فضلاً عن قوى سياسية قريبة منه، تفاديها من خلال الضغط لإدخال إصلاحات في ظل النظام الحالي. ولكن رفض السيسي تغيير سياساته، دفع قوى سياسية إلى التفكير في تجهيز بديل للرئيس الحالي عبر اختيار شخصية يمكن دعمها في انتخابات الرئاسة عام 2018.
وبرز اسم حجازي كأحد حلول القوى السياسية لمواجهة السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما دفع بعض مؤيدي النظام الحالي لشن هجوم عنيف على الرجل. وفي هذا السياق، تبدي بعض الأطراف في جهاز سيادي موافقتها على ترشح حجازي في الانتخابات المقبلة.
وتؤكد مصادر متطابقة، أن حجازي أحد أبرز الأسماء المرشحة لدعمها حال قراره خوض انتخابات الرئاسة المقبلة. وتقول المصادر لـ"العربي الجديد"، إن عدداً من أطراف المعارضة داخل مصر، من "القوى المدنية التي كانت ضمن معسكر السيسي حتى وقت قريب"، تواصلت مع حجازي لجس نبضه لإمكانية الترشح خلال الانتخابات الرئاسية 2018، خصوصاً أن الرجل من وجهة نظرها، له كاريزما ويلقى قبولاً في الأوساط السياسية.
وتضيف أن "حجازي لديه شخصية قوية بالإضافة إلى أنه مدني وبالتالي يمكن التعامل معه بشكل أفضل وسيكون نقلة في تقوية الحياة السياسية والحزبية، من دون التفرّد باتخاذ القرارات المصيرية". وتشدد على أن "لديه قبولاً كبيراً، وهناك محاولات لإقناعه بالترشح لانتخابات الرئاسة، في ظل الأوضاع التي تشهدها مصر حالياً من تردٍّ في كل القطاعات والمجالات".
وتلفت المصادر إلى أن المرشح الرئاسي الخاسر في انتخابات 2014 حمدين صباحي، لن يترشح مجدداً، وهو ما أعلنه في أحد الحوارات التلفزيونية، فضلاً عن المناقشات داخل ما يسمى "التيار الديمقراطي". وتذهب إلى أن بعض الأحزاب داخل هذا التيار، تطرح أكثر من اسم للتشاور معها في شأنهم تمهيداً لدعم أحدهم خلال انتخابات الرئاسة 2018، ولكن هذا ليس معناه الاستقرار بشكل تام على شخصية بعينها، بل كلها مجرد مشاورات لم ترتقِ للتنسيق التام، خصوصاً مع وجود فترة طويلة قبل انتخابات الرئاسة.


وتشدد المصادر على أن "حجازي لا يظهر في الإعلام إلا نادراً، وهو ما جعله بعيداً عن حالة الهجوم وتشويه الشخصيات العامة، انتصاراً لشخص السيسي حتى يكون البديل الأوحد لتولي الحكم"، معتبرة أن بعض الأقلام المحسوبة على النظام الحالي وتحديداً أطراف في مؤسسة الرئاسة، بدأت بشن حملة هجوم موسعة على حجازي عبر مقالات وهجوم منظم على مواقع التواصل الاجتماعي. وحول حملة دعم حجازي للرئاسة، ترجح أن تكون "لعبة" من أطراف في الرئاسة لمحاولة حرق الرجل في الشارع المصري وقطع الطريق عليه لخوض المنافسة.
وتكشف مصادر مقربة من دوائر اتخاذ القرار عن "موافقة أجهزة سيادية على ترشح حجازي للانتخابات الرئاسية، باعتباره شخصية لا تمثل أي ضرر بالأمن القومي ولديه علاقات جيدة بأجهزة الدولة، ولا ينتمي لأي فصيل سياسي".
وتتردد في الأوساط السياسية معلومات عن وجود مشاورات بين حجازي والدكتور عصام حجي، العالم المصري في وكالة "ناسا" الفضائية، حول مبادرة الأخير لتشكيل فريق رئاسي. ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التأكد من المشاورات بين حجازي وحجي، لعدم رد الأخير على الاتصالات.
وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول الخبير السياسي محمد عز، إن الأسماء التي تُطرح بين الحين والآخر لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، في الغالب لن يكون لها حظ في هذه المعركة، لأن الإعلان عن اسمها بمثابة انتحار سياسي. ويضيف عز لـ"العربي الجديد"، أن القوى السياسية ربما لا تزال تتعامل بمنطق حسن النية وأنها تعمل في المضمار السياسي وبالتالي من حقها تجهيز مرشح للرئاسة، ولكن هذا خطأ كبير، فلا بد من السرية التامة في مثل هذه الأمور.
ويشير عز إلى أن النظام وأجهزته الأمنية، وبشكل أكثر دقة بعض أجنحة الأجهزة الأمنية، تراقب عن كثب ما تسعى له المعارضة سواء التي كانت في معسكر 30 يونيو أو رافضي النظام الحالي من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وغيرهم من المعارضين، لافتاً إلى أن طرح اسم شخص لانتخابات الرئاسة المقبلة قبل موعدها بفترة طويلة، سيعقبه هجوم عنيف لإسقاطه شعبيّاً، من خلال أذرع النظام الإعلامية.