مصر: 11 عاملاً و4 مضيفات وراقصة ضحايا ملهى العجوزة

القاهرة

أروى أبو اليزيد

avata
أروى أبو اليزيد
05 ديسمبر 2015
91A8B307-2779-4075-BFEA-CC455C12FD43
+ الخط -


كشفت المعاينة الأولية التي أجراها فريق من "نيابة العجوزة" بشمال الجيزة، لملهى "لصياد" الذي احترق فجر اليوم الجمعة، عن مصرع 16 شخصاً بداخله، وأن الجثث تخص 11 رجلاً و5 نساء، مشيرة إلى أنه يقع على مساحة تراوح بين 350 إلى 400 متر.

وذكر قائمون على المعاينة أن باب "الملهى" وجدرانه من الداخل خشبية، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها بسرعة، فضلاً عن كميات الكحول والخمور الكبيرة، مضيفين: "سادت حالة من الهلع بين رواد المكان الذين تتفاوت أعمارهم، بين كبار السن والشباب من رواد الملهى والعاملين، ولم يتمكنوا من الخروج ما أدى إلى مصرع معظمهم مختنقين".

وأمرت النيابة العامة بانتداب فريق من الطب الشرعي، لتشريح الجثث وانتداب المعمل الجنائي لشرح سبب الحريق، وسرعة إجراء تحريات المباحث العامة لضبط مرتكبي الواقعة، كما ناظرت النيابة جثث القتلى داخل مستشفيات إمبابة العام والعجوزة وبولاق الدكرور، وتحفظت على البطاقة الشخصية لعدد من أسر المجني عليهم، لسماع أقوالهم حول الواقعة، وقررت استدعاء مالك المحل لسماع أقواله.

وكشفت التحقيقات الأولية أن الجناة يتراوح عددهم بين 4 إلى 6 متهمين، وكانوا يستقلون دراجتين ناريتين، وألقوا 3 زجاجات مولوتوف على باب الملهى الليلي، ما أدى إلى احتراق المكان بالكامل.

وبدأت الواقعة بمشاجرة بين مالك الملهى وبعض الرواد، والذين يتردد أنهم "مسجلين خطرا" لمنعهم من الدخول، فعادوا للانتقام باستخدام قذائف المولوتوف وسلاح ناري.



واستمعت النيابة لشهادات شهود العيان وأهالي الضحايا، والذين كشفوا عن عدم وجود أي كاميرات مراقبة داخل الملهى أو بمحيط تواجده، وسط اتهام مالكه لثلاثة أشخاص بالوقوف وراء الحادث.

وروى أحد شهود العيان الواقعة قائلاً "فوجئت بدراجتين ناريتين نزل منهما 6 ملثمين، دخلوا عبر الباب الأمامي للبار شاهرين سلاحا ناريا، وزجاجات مولوتوف ألقوا بها داخله، ثم أغلقوا الباب من الخارج، وفروا هاربين باتجاه شارع النيل"، مشيراً إلى أنه علم بمقتل راقصة تدعى "سهى" و4 مضيفات، و11 من العاملين بينهم موظفون وعمال وأفراد أمن.

اقرأ أيضاً: مصر..مصرع 16 في حرق ملهى ليلي بالقاهرة (صور وفيديو)

وأضاف الشاهد "صاحب الملهى"، ويدعى حسام حسن، تشاجر ليلاً مع شباب رفض دخولهم المكان، فانصرفوا، إلا أنهم عادوا للانتقام منه، فيما كان قد غادر قبل الحادث. باب الطوارئ مغلق منذ فترة بعد ضمه لمساحة المكان، ولا وجود لكاميرات مراقبة في محيط الملهى.

وقال حارس العقار الذي يضم الملهى في شهادته بمحضر الشرطة والنيابة: "في السابعة صباحاً، كنت نائماً في غرفتي بمدخل العقار، وفوجئت بأصوات استغاثات ودخان كثيف ينبعث من المكان، فأسرعت بإبلاغ المطافئ والنجدة والإسعاف، وعند خروجي لمحاولة النجدة، فوجئت أن الباب الأمامي ضيق ولا يسمح بدخول أفراد أو حتى خرطوم مياه، فانتقلت إلى باب الطوارئ الخلفي، فلم أجده ووجدت جداراً أسمنتياً مكانه".

وقال عامل الصيدلية المجاورة لمكان الحادث: "اختنقنا داخل الصيدلية من الدخان الكثيف فهرعنا إلى الخارج نحاول المشاركة في الإطفاء، إلا أن المكان كان ضيقاً"، مشيراً إلى أن محتويات المكان من خمور وأخشاب ساعدت على انهياره من الداخل وتصاعد أرقام الضحايا.



وأكد أحد سكان العقار أن "الملهى في الأصل جراج خاص بالعقار، إلا أن القائم على إدارة العقار استغله في إقامة ملهى بالمخالفة للقانون"، مضيفاً: "سكان العقار تقدموا بعدة بلاغات إلى شرطة السياحة والحي والدفاع المدني والمرافق دون جدوى حتى حصلت المصيبة".

وداخل مستشفى العجوزة الذي استقبل الضحايا، وقف عدد من الأهالي ينتظرون استلام جثامين ذويهم، فيما وصل فريق من النيابة العامة إلى المستشفى لمناظرة الجثث، وعبر الأهالي عن حزنهم ومصابهم الأليم بالبكاء والصراخ ومحاولة اقتحام مكان تواجد الجثث.

بدوره، قال صاحب الملهى في التحقيقات، إن "خلافات نشبت بينه وبين الجناة، مساء ليلة الحادث، لكنه لم يكن يتوقع أنهم سيرتكبون هذا الهجوم"، مضيفاً "كنت متواجداً بالمكان حتى السادسة والربع صباحاً، والواقعة بدأت بمحاولة 5 أفراد مسجلين خطر الدخول قبل مغادرتي، إلا أني منعتهم فحدثت مشادة بيننا، ليغادروا ويأتوا بعدها للانتقام".

إلى ذلك، قال مصدر أمني إنه تم تحديد الجناة الثلاثة، والذين نفذوا الجريمة، وتبين أنهم من منطقتي إمبابة وميت عقبة شمال الجيزة، لافتاً إلى أنه يجري ضبطهم.

وأكد العقيد أحمد كشك، مدير مباحث السياحة، أن المكان عبارة عن بار ومطعم مرخص من شرطة السياحة، ولا علاقه له بمباحث الآداب باعتباره منشأة سياحية، مضيفاً: "هناك فارق بين البار والملهى الليلي، لأن المحل الذي تعرض للاقتحام بار مصرح له بتقديم الخمور وترخيص المحل ينتهي في 31 من الشهر الجاري".

بينما قال الدكتور كمال الشريف، مدير مكتب وزارة التضامن الاجتماعي، إن الوزارة لن تصرف تعويضات للقتلى في حادث "ملهى الصياد" الليلي في العجوزة، والذي أسفر عن مقتل 16 شخصاً وإصابة 3 آخرين، إثر اندلاع حريق، مضيفاً في تصريحات صحافية: "العمال الذين قتلوا في الحادث يتم صرف تعويضات لهم من صاحب الملهى، في حال كان العامل يخضع لنظام (التأمين)".


اقرأ أيضاً: حريق هائل في سنترال "العتبة" وسط القاهرة (صور وفيديو)

دلالات

ذات صلة

الصورة
جواز سفر مصري - مصر (إكس)

مجتمع

أُحيل محامٍ مصري إلى المحاكمة الجنائية بتهمة تزوير محرّرات رسمية وجمع أموال من عائلات سوريّة في مصر، وذلك في مقابل إتمام إجراءات الجنسية المصرية المنتظرة
الصورة
حريق المنقف أسفر عن أكثر من 41 حالة وفاة، 12 يونيو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

استيقظت الكويت، صباح اليوم الأربعاء، على فاجعة "حريق المنقف" الذي تسبب في وفاة أكثر من 49 عاملاً، وإصابة العشرات معظمهم من الجنسية الهندية
الصورة
الدرس انتهى لموا الكراريس

منوعات

أحيا مصريون وعرب على مواقع التواصل الذكرى الـ54 لمذبحة مدرسة بحر البقر التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي يوم 8 إبريل/نيسان عام 1970 في مدينة الحسينية.
الصورة
المؤرخ أيمن فؤاد سيد (العربي الجديد)

منوعات

في حواره مع " العربي الجديد"، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إنه لا يستريح ولا يستكين أمام الآراء الشائعة، يبحث في ما قد قتل بحثاً لينتهي إلى خلاصات جديدة