الفقر في مصر (Getty)
02 يوليو 2020
+ الخط -

تعد مصر ولبنان من أكثر الدول المتضررة من جائحة كورونا التي تدفع بهما إلى مزيد من الفقر والبطالة والأزمات الغذائية. وأفقد الفيروس الملايين من أصحاب العمالة المؤقتة في مصر مصدر رزقهم بشكل كامل، وامتدت تداعيات الأزمة إلى المزارعين والتجار والعاملين بشركات القطاع الخاص، واضطر بعضهم لإغلاق أعمالهم جزئياً أو كلياً.

زيادة الفقر في مصر

وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي)، أكد أن عدد فقراء مصر في تزايد مستمر كل عام، ليصل عدد الواقعين تحت خط الفقر عام 2018 إلى 32.5% بدلاً من 27.7% عام 2015، بينما يعكف الجهاز حالياً على البحث عن تأثيرات أزمة كورونا على الأوضاع الاقتصادية داخل البلاد خلال العام الجاري 2020، حسب مصادر مسؤولة، لـ"العربي الجديد".

نسبة الفقراء في مصر تزيد على 40% بعد أزمة كورونا، وريف الوجه القبلي (جنوب) أكثر الأقاليم فقراً، حيث لا يستطيع 49% من سكانه تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.

وأكدت دراسة أعدها المعهد القومي للتخطيط "حكومي" أن 824 ألف مصري معرضون لفقد وظائفهم منذ بداية أزمة جائحة كورونا حتى نهاية العام المالي 2019/ 2020 الذي انتهى في 30 يونيو/حزيران الماضي، متوقعة زيادة معدلات البطالة.

ومن جانبه، أكد أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، حاتم القرنشاوي، أن نسبة الفقراء في مصر تزيد على 40% بعد أزمة كورونا، وأن ريف الوجه القبلي (جنوب) أكثر الأقاليم فقراً، حيث لا يستطيع 49% من سكانه تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً للحكومة المصرية. وأوضح أن الإصلاحات الاقتصادية أثرت على الطبقة الوسطى التي انتهت تماماً نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة، مشدداً على أن مصر بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود لتسريع الاحتواء الاقتصادي، واستيعاب القوى العاملة المتنامية خاصة بعد عودة البعض من الخارج.

لبنان يدخل مرحلة الخطر

دخل لبنان مرحلة هي الأخطر في تاريخه نظراً لشمولية الأزمة الاقتصادية والمعيشية والمالية التي طرقت باب مختلف الطبقات الاجتماعية من دون استثناء بدءاً بالفقيرة مروراً بالمتوسطة فالغنية، وفاقمها فيروس كورونا وفوضى سعر الصرف وتدهور العملة الوطنية، ما أدى إلى رفع معدلات الفقر والبطالة والجوع وساهم في غلاء فاحش في أسعار المواد والسلع الغذائية والبضائع المستوردة في ظلّ انعدام السوق التوظيفي والأمن الغذائي.

وتقول المسؤولة الإعلامية لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان التابع للأمم المتحدة، ملاك جعفر، لـ"العربي الجديد" إنّ "البرنامج أطلق مسحاً عشوائياً ومجهولاً يساهم في رسم أول صورة كاملة لتأثيرات الأزمة الاقتصادية وفيروس كورونا على سبل العيش والأمن الغذائي في البلاد".
وأضافت: "وتبعاً لمسح يطاول أسعار السلع الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي شهرياً في أكثر من 400 متجر، تبيّن أن أسعار السلع الغذائية الأساسية وعددها 8 (الأرز، البرغل، المعكرونة، الفاصولياء البيضاء، السكر، الزيت، الملح واللحوم المعلّبة) ارتفعت بنسبة 56 في المائة بين سبتمبر/أيلول 2019 وإبريل/نيسان 2020، ووصلت في مايو/أيار الماضي إلى 56.4 في المائة".
من جهته، يشير مستشار وزير الشؤون الاجتماعية عاصم أبي علي بحديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ لبنان يعيش واقعاً اقتصادياً واجتماعياً صعباً جداً، حيث إنّ البنك الدولي يقدّر أن انتشار الفقر في البلاد سيرتفع إلى 45 في المائة عام 2020 بينما كان 37 في المائة عام 2019.