مصر .. منظومة الخبز الجديدة تثير أزمة في الإسكندرية

31 اغسطس 2014
أزمة خبز مستمرة في مصر (أرشيف/ getty )
+ الخط -
يعيش المواطنون في محافظة الإسكندرية، شمال مصر، اليوم الأحد، وضعاً صعباً، لعدم تمكنهم من الحصول على حصتهم اليومية من الخبز، بسبب اقتصار المنظومة الجديدة التي تتبعها الحكومة المصرية في توزيع الخبز، على 30 يوماً فقط، وعدم احتساب يوم "31" في الشهر.

وتسبب الأمر في تجمهر مئات المواطنين أمام عدد من المخابز في المحافظة الساحلية، ورفضهم سياسة التجويع التي تنتهجها الحكومة، ونسيانها شهور السنة التي يفوق عدد أيامها 30 يوماً.

وقال المواطن، أحمد فوزي، لمراسل" العربي الجديد"، إنه لم يستطع الحصول على حصته اليومية من الخبز، بسبب المنظومة الجديدة لتوزيع الخبز، التي تم برمجتها على 30 يوماً فقط.

تصفير الحسابات

وقال عبد العال درويش، رئيس الشعبة العامة لأصحاب المخابز، في الغرفة التجارية، في تصريحات خاصة لـ" العربي الجديد"، إن الشركة المسؤولة عن تسوية الحسابات، قامت بتصفير حسابات الكروت الذكية للمواطنين، لاقتصار المنظومة على 30 يوماً فقط، ما أدى إلى وجود حالة من الاحتقان بين المواطنين وأصحاب المخابز.

ووصف درويش، الوضع أمام المخابز في المحافظة بـ" الكارثي "، مشيراً إلى وجود حالة من الغضب الشعبي، الأمر الذي تسبب في نشوب مشاحنات ومشاجرات بين المواطنين وأصحاب المخابز، واحتمالية تطور الوضع، بسبب تضرر أصحاب المخابز وتوقف صرف أرغفة الخبز اليومية، مما يهدد المنظومة برمتها.

وخفضت الحكومة المصرية، في منتصف يونيو الماضي، الدعم على الخبر بنسبة 13% في موازنة عام 2014 الجاري، وإعلانها عن منظومة جديدة لتوزيع الخبز، تعهدت فيها بالقضاء تماماً على الطوابير أمام المخابز.

الخبز.. رحلة معاناة

وتستمر رحلة معاناة المصريين مع رغيف الخبز المدعوم، رغم المنظومة الجديدة التي أعلنها وزير التموين والتجارة الداخلية، خالد حنفي، الذي تعهد فيها بالقضاء تماماً على طوابير الخبز، إلا أنها لم تتوقف بل ازداد تعقيد الأزمة مع المنظومة الجديدة، التي خصصت خمسة أرغفة يومياً من خلال البطاقة الذكية، وخفضت وزن الرغيف المدعوم بنسبة 35% ( من 130 جراماً إلى 90 جراماً ).

وقال المواطن أحمد جمال لمراسل" العربي الجديد"، إن مشاكل وزارة التموين أصبحت لا تطاق، مشيراً إلى أنها تتعمد خلق عراقيل في وجه المواطن، ومنها نقص السلع التموينية، وشكاوى البقالين ( تجار التجزئة ) من عدد توافر 20 سلعة، بسبب منظومة التموين الجديدة.

وأضاف:"على الرغم من الوعود المتكررة بصرف المخصصات التموينية، إلا أنه لا يوجد أي تطور، وبعد مرور أكثر من شهرين لم تصل السلع، ولم يصرف المواطنون تموينهم، لشهري يوليو/تموز وأغسطس/آب".

وحاولت الحكومات المصرية المتعاقبة، منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات، التخلص من عبء دعم رغيف الخبز، الذي يطلق عليه المصريون اسم "العيش"، والذي كان أول شعارات الثورة على الرئيس الخلوع حسني مبارك "عيش.. حرية ..عدالة اجتماعية .. كرامة إنسانية".

استهتار بالمواطن

ويرى مواطنون بأن المنظومة الجديدة التي تتبعها الحكومة، استهتار بأبسط حقوق يمكن أن تقدم للشعب.

واعتبرت منى طه، عاملة في وزارة الزراعة، في تصريح لمراسل" العربي الجديد"، إن تأخير المقررات التموينية حتى اليوم، يعد استهتاراً بأبسط حقوق يمكن أن تقدم للمواطن البسيط، مشيرة إلى، أن المنظومة بقدر ما هي جيدة للمواطن، إلا أن خطوات تنفيذها لم تدرس دراسة وافية، مما جعلها تظهر بهذا السوء.

من جهته، قال مبارك عبد الرحمن، وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية في الإسكندرية، في تصريحات لـ" العربي الجديد" إن عدم صرف مقررات الخبز، يرجع إلى إنهاء حصة المواطن من الخبز، بسبب صرفه لكل مقررات الشهر عن طريق وسيلة صرف 3 أيام مقدماً، مشيراً إلى وجود مشاكل كبيرة في المنظومة بسبب عجز الشركة المسؤولة عن استيعاب تلك الأعمال.

ويستفيد نحو 67 مليون مواطن، من بين أكثر من 86 مليون مواطن يعيشون في مصر حالياً، من منظومة دعم المواد التموينية، من خلال 18 مليون بطاقة تموينية.

المساهمون