مصر: متى يخرج شوكان من السجن؟

18 نوفمبر 2018
انقضت مدة عقوبة شوكان كاملة (محمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -

رغم صدور حكم محكمة جنايات القاهرة على المصور الصحافي المصري، محمود أبو زيد، الشهير بـ"شوكان"، بالسجن المشدد لخمسة أعوام، وهي المدة التي قضاها كاملة، إلا أنه مضى 70 يومًا على صدور الحكم، ولم يخرج حتى الآن.

شوكان الذي تم الحكم عليه بالسجن 5 سنوات في 8 سبتمبر/ أيلول الماضي، كان حتى هذا التاريخ قد قضى بالفعل خمس سنوات و24 يوماً منذ القبض عليه في 14 أغسطس/ آب عام 2013. وبدلا من الإفراج الفوري عنه، لا يزال محتجزاً، لتصبح المدة التي قضاها في السجون المصرية 5 سنوات و94 يوماً إضافية، بينها 70 يومًا بعد صدور الحكم.

وطوال هذه المدة، كانت الإجابة الوحيدة عن سؤال "لماذا لم يخرج شوكان و212 متهمًا آخرين في القضية المعروفة إعلاميًا بـ(فض اعتصام رابعة العدوية) أنهوا مدة عقوبتهم بالسجن المشدد 5 سنوات كاملة، مع فترة مراقبة لـ5 سنوات إضافية، والمنع من إدارة الأموال والعزل من الوظائف الأميرية؟" بأنها "مسألة وقت" أو "إجراءات".

لكن المحامي الحقوقي في "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان"، كريم عبد الراضي، توصل إلى أن النيابة قررت أن شوكان و214 متهمًا آخرين ستنطبق عليهم عقوبة الحبس 6 أشهر كإكراه بدني في القضية، لـ"عدم سداد قيمة التلفيات والمصاريف"، استنادًا إلى نص المادة 514 من قانون الإجراءات المتعلقة بتعدد الأحكام وتعدد الجرائم التي تبيح إضافة مدة عقوبة 6 أشهر كإكراه بدني.


وأكد عبد الراضي أن "حبس شوكان لعدم تسديد المصاريف والتلفيات يظل غير قانوني وأيضاً غير مبرر، لأنه لا يجوز توقيع إكراه بدني قبل إعلان الصادر في حقه الحكم بقيمة المبالغ المستحقة"، وتابع "حاولنا نسأل إيه قيمة التلفيات؟! محدش في النيابة عارف!! طيب إيه قيمة المصاريف؟! محدش برضه عارف!! طيب عايزين نسدد؟ مش هينفع لأن مش معروف قيمة المستحقات دي قد إيه".

وقال عبر حسابه على موقع "فيسبوك" إنه "مش كفاية 5 سنين من الظلم!! اللي تسجنهم شوكان بدون جرم لمجرد إنه نزل يعمل شغله، لأ كمان مضطر يفضل 6 شهور كمان وميخرجش قبل يوم 16 فبراير/ شباط 2019.. هذا غير العقوبات الإضافية اللي مستنياه لما يخرج، زي المراقبة الشرطية والحرمان من إدارة أمواله!! مستقبل كامل بيتبهدل لمجرد بس إنه لبّى دعوة وزارة الداخلية وراح يعمل شغله!! منتهى العبث اللي مش عايز يتوقف ولا يخلص".


وبدأت المحكمة نظر القضية في مطلع عام 2016، واستغرقت أكثر من 40 جلسة على مدى عامين، استمعت خلالها للشهود ومرافعة النيابة العامة ودفاع المتهمين.

من المؤكد أن شوكان لم يتخيل للحظة واحدة وهو يؤدي عمله ويصور فض الاعتصام لصالح وكالة "ديموتكس" الأجنبية أنه سيدان هو وآخرون لأنهم نجوا من المذبحة.

وظل شوكان رهن الحبس الاحتياطي منذ فض الاعتصام وحتى أغسطس/ آب عام 2015، عندما قررت النيابة إحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية موجهة إليهم تهم ارتكاب جرائم "التجمهر واستعراض القوة والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والإتلاف العمدي وحيازة مواد في حكم المفرقعات وأسلحة نارية من دون ترخيص".

وكان شوكان يعاني من مرض مزمن، وهو مرض أنيميا البحر الأبيض المتوسط الذي يتطلب عناية طبية متواصلة، لا تتوفر له في ظل تردّي الرعاية الطبية في السجن، وكذلك تعنُّت إدارة السجن في نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب. وأدى طول فترة حبس شوكان احتياطيًا إلى تدهور حالته الصحية بشكل ملحوظ.

ورغم حبسه، فقد كان شوكان حاضرًا بقوة في مواقف كثيرة، آخرها الإعلان رسميًا عن منحه "جائزة اليونسكو/ غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة" لعام 2018.

وتكرم "جائزة اليونسكو/ غييرمو كانو" العالمية لحرية الصحافة الأشخاص والمنظمات والمؤسسات التي تسهم مساهمة بارزة في الدفاع عن حرية الصحافة وتحفيزها في كلّ مكان في العالم، لا سيّما هؤلاء الذين يتحدّون المخاطر لتحقيق هذه الغاية. وتحمل الجائزة هذا الاسم تكريماً لغييرمو كانو إيسازا، وهو صحافي كولومبي اغتيل أمام مقر صحيفته "إسبيكتادور" في بوغوتا يوم 17 ديسمبر/ كانون الأول عام 1986.

كذلك كرّمته "شعبة المصورين الصحافيين المصريين"، في أكثر من مناسبة، وخصصت جائزة سنوية باسمه.

وكرمته أيضًا "لجنة حماية الصحافيين الدولية"، ضمن 4 صحافيين من مصر والهند وتركيا والسلفادور بمنحهم جائزتها الدولية لحرية الصحافة لعام 2016.

يشار إلى أنه للسنة الثانية على التوالي كانت تركيا والصين ومصر تضم أكثر من نصف الصحافيين السجناء بسبب عملهم.

كما أن مصر قد احتلت المركز الثاني في قائمة الأسوأ في مؤشر "لجنة حماية الصحافيين الدولية" عام 2015. وكانت من ضمن المراكز العشرة الأولى في بلدان حبس الصحافيين عام 2014.

المساهمون