تدخلت مؤسسة الرئاسة المصرية، ممثلة في مدير مكتب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي اللواء عباس كامل، وأجهزة سيادية في الدولة، فضلاً عن وزارة الدفاع، في أزمة تصفية الحسابات الداخلية بوكالة الشرق الأوسط للأنباء عبر بث خبر في صورة استغاثة للسيسي الصادرة من مدير التحرير سيد النشار، ضد رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير علاء حيدر.
وكشفت مصادر خاصة، عن تلقي حيدر اتصالات من عدة جهات بلهجات حادة وعنيفة في إطار الاستفسار عن كيفية بث خبر الاستغاثة، وتطوّر اﻷمر لاتهامات بعدم قدرة رئيس التحرير على السيطرة على المؤسسة لهذا الحد.
ونشر أحد المواقع اﻹخبارية المجهولة، قبل أقل من شهرين، مقالاً مطولاً تم تخصيصه للحديث عن الفساد والمحسوبية داخل وكالة أنباء الشرق اﻷوسط، ذاكراً وقائع محددة واﻷحرف اﻷولى من بعض المتورطين في عمليات فساد مالي وإداري، ولكن سرعان ما تم حذفه.
وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن الخبر الذي تم بثه كان مساء اﻷربعاء، بعد مغادرة حيدر وكل المسؤولين، وفور نشره هرعوا لاجتماع في الوكالة، لبحث كيفية مواجهة اﻷزمة، خصوصاً بعد الاتصالات التي حذرت من بث أخبار جديدة، إلا بعد صدور أوامر جديدة، وهو ما تم الالتزام به.
وأشارت المصادر إلى وجود حالة غضب شديدة لدى اﻷجهزة السيادية، ومن المقرر أن تشهد اﻷيام المقبلة تشديدات على العاملين لمنع تكرار مثل هذه اﻷحداث، فضلاً عن إعادة تنظيم عملية بث اﻷخبار بشكل نهائي بعد تحريرها.
وتتوقع عدم استمرار حيدر في منصبه كرئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الوكالة الرسمية، وذلك في أول تعديل لرؤساء التحرير في المؤسسات القومية.
ومن المقرر بحسب قرار مجلس إدارة الوكالة الرسمية، التحقيق مع مدير التحرير سيد النشار، الذي بث خبر الاستغاثة الشخصي، 4 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بعد حضور عضو مجلس نقابة الصحافيين التحقيقات.
وفوجئ مشتركو الوكالة بـ"استغاثة" منشورة موجهة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من قبل مدير التحرير، سيد النشار، يشكو له فيها من رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير علاء حيدر، والذي حوّل الوكالة الرسمية للدولة، إلى "عزبة خاصة لخدمة مصالحه الشخصية، من خلال استغلال نفوذه، كما حوّلها إلى خرابة "، على حد تعبيره.
بعد ذلك، استغرب المشتركون حذف الاستغاثة، ونشر اعتذار من الوكالة عمّا بدر من "أحد الصحافيين من تصرف غير مسؤول بإذاعة أكاذيب وافتراءات على الوكالة عبر نشرتها الرسمية"، بحسب الاعتذار.
وقالت الوكالة في اعتذارها إنها شرعت في اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الزميل عمّا بدر منه من خروج عن الأمانة الصحافية، وانتهاك ميثاق الشرف الصحافي، والتشكيك في القدرات المهنية للزملاء الصحافيين بالوكالة.