مصر.. ارتفاع كبير في أسعار "لحوم الفقراء"

قبل ساعات من حلول شهر رمضان المعظم، شهدت كافة أسعار السلع الغذائية في مصر ارتفاعا كبيرا في كافة السلع الغذائية، في ظل تغيّب حكومي عن ضبط الأسعار، الأمر الذي أصاب المواطنين بحالة من السخط، وتعد اللحوم والدواجن من أكثر السلع التي شهدت ارتفاعا في الأسعار، حيث سجل سعر كلغ اللحم أكثر من 90 جنيها وتجاوز الـ100 في بعض الأحياء الراقية، كما راوح سعر كلغ الدواجن بين 20 و35 جنيها.

وأمام ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، لجأ الكثير من الفقراء إلى شراء اللحوم الرخيصة (هياكل الدجاج) مثل "الأرجل والرقاب والأجنحة والرؤس وغيرها"، لتناولها على مائدة إفطار أول أيام رمضان.

و"الهياكل" وجبة مألوفة للكثير منهم، ولجأ التجار إلى رفع السعر من 5 جنيهات للكلغ إلى 13 جنيها، خاصة في المناطق الشعبية التي يعيش فيها عدد كبير من الفقراء، على عكس الأغنياء الذين يفضلون إطعام تلك الهياكل للقطط والكلاب.

"العربي الجديد" أجرى جولة في أحد المناطق الشعبية بمحافظة القليوبية والتي يوجد بها سوق كبير لشراء هياكل الدواجن.

 يقول يوسف محمد (بائع)، إن هياكل الدواجن تعد تجارة رابحة في رمضان للكثير من الفقراء بسبب ارتفاع الأسعار والغلاء الذي يعانيه الجميع في الوقت الحالي، مؤكداً أن ارتفاع أسعار الهياكل جاء بسبب ارتفاع أسعار الدواجن، حيث تجاوز سعر الكلغ أكثر من 13 جنيها، ومن الممكن أن يصل إلى 14 جنيها خلال الساعات القادمة. وأشار إلى أن "الغلابة" (الفقراء) هم من يقومون بشراء الهياكل، وأن الزحام عليها حالياً بسبب إقبال الأهالي على الشراء وتخزين مستلزماتهم قبل أول يوم من رمضان.

وتابع عمرو محمد (بائع)، أن أسعار الهياكل رغم ارتفاع أسعارها مقارنة بالعام الماضي إلا أنها في متناول الجميع، وهناك أسواق مخصصة لبيع الهياكل، مثل السيدة زينب والحسين ومنشية ناصر.

ويرى محمد حماد (تاجر)، أن الأوضاع الاقتصادية الطاحنة للمصريين وراء شراء الهياكل، موضحاً أن هناك زبائن يطلبون نصف كلغ من الهياكل فقط من شدة الفقر وضيق الحال، مضيفاً "الناس غلبانة وتعبانة، هيعملوا إيه"، مشيراً إلى أن غلاء الأسعار المستمر تأثر به الجميع، وأن الباعة أكثر الملاحظين لذلك.

يقول مصطفى علي (بائع)، إن كمية الهياكل التي يعرضها تباع بالكامل كل يوم، حيث يلجأ إليها البعض من شدة الفقر.

وأمام أحد التجار، قالت سيدة في العقد الخامس من عمرها وبدت عليها آثار المشقة والتعب، إنها قامت بشراء الهياكل خلال تلك الأيام لتناولها على الإفطار في أول وثاني أيام رمضان حيث لا تملك شراء لحوم، وخاصة أن زوجها عامل باليومية.

تقول سعاد علي (ربة منزل): أشتري 2 كلغ هياكل، فالحالة المادية لا تسمح بشراء اللحم، فالزوج متوفى تاركا 6 من البنات، وأضافت أن معاش الضمان الاجتماعي لا يتعدى 200 جنيه "لا بيقدم ولا بيأخر، بينصرف على الكهرباء والمياه والخبز، وباقي الشهر حسب تساهيل ربنا".

وفي سياق متصل، حذر أستاذ طب الباطنة بجامعة القاهرة الدكتور محمد توفيق، من تناول الهياكل لكونها تصيب الكثيرين بمرض قرحة المعدة، مشيراً إلى أن الهياكل فيها كميات كبيرة من الدم الذي يصيب الجسم من خلال ترسبات في المعدة، ويؤدي إلى الفشل الكلوي على المدى البعيد، كما أن أكل الهياكل يصيب الأطفال بالديدان الخطيرة، موضحاً أن الكثير من الدواجن الموجودة في السوق يتم حقنها في رقابها بمادة "الأسترويدس"، وهذه المادة تعمل على سرعة نمو الدجاج، وهذه المادة خطيره جداً على جسم الإنسان الذي يتناول الهياكل لأنها تستقر في الأرجل والأجنحة.