مصريات يلجأن لـ "سلاحف النينجا" لصد التحرش

الأناضول

avata
الأناضول
02 مايو 2015
747C501B-E2FB-413B-AFE6-8F7AF6FC05E9
+ الخط -

لم تجد "كريمة"، الفتاة المصرية التي تضطرها ظروف العمل للعودة إلى منزلها في ساعة متأخرة من الليل، أمامها غير وسيلة واحدة تجنبها مخاطر ما قد تتعرض له، في طريقها اليومي، وهي تعلم إحدى رياضات الدفاع عن النفس التي اعتمد عليها أبطال المسلسل الكرتوني الأميركي الشهير "سلاحف النينجا".

كريمة، الفتاة العشرينية، تقول بملامح تتحدى بها كل المضايقات اليومية: "نعم، فكرت في تعلم تلك الرياضة اليابانية (بودو تايجوتسو)، ولما لا وهي وسيلتي في الدفاع عن نفسي، من الآن وصاعداً، في ظل كل حالة الانفلات التي نشهدها في الشارع".

تتابع كريمة التي تعمل موظفة حكومية: "شعرت بحاجتي إلى حماية نفسي في ظل المناخ العام الذي نراه، وجرائم التحرش التي تزداد يوماً بعد يوم، وقتها اتخذت قراري بالحضور إلى هذا المركز، وتعلم تلك الرياضة".

كريمة، وعشرات الفتيات غيرها، من اللواتي حضرن ورشة تدريبية مجانية لتلك الرياضة، في "مؤسسة اليابان للتدريب" (هيئة مستقلة متخصصة تم تأسيسها عام 1972 تحت رعاية وزارة الخارجية اليابانية) جمعهن نفس الهدف لتعلم تلك الرياضة، والتي تعني بالعربية (طريق القتال)، وهو حماية أنفسهن من التحرش وغيره من المضايقات التي قد يتعرضن لها في الشارع، لا سيما أن تلك الرياضة لا تتطلب منهم حمل سلاح.

وتحتل مصر المركز الثاني عالمياً، بعد أفغانستان، في قائمة الدول التي تعاني من التحرش، إذ إن 64% من المصريات يتعرضن للتحرش في الشوارع، سواءً باللفظ أو بالفعل، وفقاً لدراسة حديثة للمجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر (حكومي)، وهناك دراسات أخرى تحدثت عن نسب أعلى من ذلك.

يقول المصري تامر طلعت، مدرب الـ "بودو تايجوتسو" في "مؤسسة اليابان للتدريب": "هذه الرياضة تقوم على القتال الأعزل ضد شخص قد يحمل السلاح، وفيها يتعلم المُتدرب كيف يتعامل مع مواقف مختلفة قد يواجهها في الشارع كالسرقة بالإكراه أو التحرش بشكل يُمكِن الضحية من المعتدي".

ويتابع طلعت، شارحاً أسلوب عمله: "في مرحلة لاحقة يخضع المُتدرب لدروس تدريبية في رياضة البودو تايجوتسو على كيفية التعامل مع أكثر من خصم مسلح، من خلال مهاجمة مناطق الأعصاب في جسم الإنسان بهدف إصابته بما يشبه الشلل المؤقت".

وعن دخول هذه الرياضة إلى مصر قال طلعت: "منذ خمس سنوات كانت البودو تايجوتسو وليدة في مصر، ولم يكن أحد يعرف عنها أي شيء؛ فبدأنا في محاولة نشرها بين الناس، وتدريب الراغبين في ذلك عليها، أما اليوم ونظراً للظروف الأمنية غير المستقرة التي تمر بها البلاد، وارتفاع معدلات التحرش في المجتمع، بدأ الإقبال على هذه الرياضة يشهد ازدياداً ملحوظاً، لا سيما بين الفتيات، رغم أنها رياضة للرجال أيضاً".

وتطرق المدرب الشاب للحديث عما وصفها بـ "الأفكار المغلوطة" لدى المجتمع المصري بشأن رياضات الدفاع عن النفس، وأبرز هذه الأفكار أن هذه الرياضات تشجع الناس على ممارسة العنف؛ لكن مؤخراً بدأ الشباب عامة، والفتيات خاصة، بالإقبال على تعلم رياضة الـ"بودو تايجوتسو" اليابانية، بعدما أدركوا أن الهدف منها هو تشجيعهم على حماية أنفسهم لا على العنف.

المدرب لفت إلى أن المسلسل الكرتوني الأميركي الشهير "سلاحف النينجا " قائم بالأصل على رياضة الـ "بودو تايجوتسو" باستثناء المشاهد غير الواقعية التي تطير فيها السلاحف أو تمشي فوق الماء، أما استخدام السيوف والسلاسل الحديدية والعصي فهو من صميم رياضة "البودو تايجوتسو"، لكن تم استبدالها؛ لأن الناس لا تستخدم هذه الأدوات في حياتها اليومية.

يمضي طلعت: "أوجدنا لكل سلاح من الأسلحة السابقة بديلاً عصرياً ملائماً كتطوّر طبيعي لهذه الرياضة العتيقة، فأصبحت الشمسية تستخدم كبديل عن العصا، والحزام كبديل عن السلسلة الحديدية، وبطاقة الهوية الشخصية (كونها مصنوعة من البلاستيك) بديلاً عن النجوم التي تلقى على الشخص المستهدف لتصيبه بأطرافها، أما المفتاح أو مبرد الأظافر فهو بديل جيد جيداً للسلاح الأبيض".


اقرأ أيضاً: مصر: انتشار التحرش سببه صمت الفتيات

دلالات

ذات صلة

الصورة
جواز سفر مصري - مصر (إكس)

مجتمع

أُحيل محامٍ مصري إلى المحاكمة الجنائية بتهمة تزوير محرّرات رسمية وجمع أموال من عائلات سوريّة في مصر، وذلك في مقابل إتمام إجراءات الجنسية المصرية المنتظرة
الصورة
الدرس انتهى لموا الكراريس

منوعات

أحيا مصريون وعرب على مواقع التواصل الذكرى الـ54 لمذبحة مدرسة بحر البقر التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي يوم 8 إبريل/نيسان عام 1970 في مدينة الحسينية.
الصورة
المؤرخ أيمن فؤاد سيد (العربي الجديد)

منوعات

في حواره مع " العربي الجديد"، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إنه لا يستريح ولا يستكين أمام الآراء الشائعة، يبحث في ما قد قتل بحثاً لينتهي إلى خلاصات جديدة
الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
المساهمون