مشيرة إسماعيل تتقن الفن برائحة الطعام

05 نوفمبر 2015
مشيرة إسماعيل تتقن الفن برائحة الطعام (العربي الجديد)
+ الخط -
حتى ترسم صورة فإنك بحاجة لريشة وحبر وقلم، وهذا هو الطبيعي جداً لأي فنان في العالم، لكن الأمر في غزة مختلف حيث الإبداع بشكل آخر والرسم برائحة الطعام! 
الفنانة من قطاع غزة مشيرة إسماعيل منصور ابنة التسعة عشر ربيعاً، رزقت بمهارة الرسم والفن التشكيلي بواسطة أصناف من الطعام مثل (البرغل - الملح - الصلصة - الدقيق - الرمان)، كشخصية الرئيس الراحل ياسر عرفات التي جسدت بـ "الدقيق".


كما أنها تمكنت من تصوير صورة الفنان الشاعر محمود درويش لكن هذه المرة بحبات "البرغل" على لوحة ورقية، كما برزت مهارتها أيضاً في تصوير حياة الشهيد يحيى عياش بـ "الدقيق"، كما أن رمل البحر كان بمثابة أول لوحة رسمتها، حيث رسمت عليها صورة القدس.

وأصبحت منصور بسبب اتقانها لهذه المهارة النادرة، تلقب بالفنانة الشيف، وهي الأصغر على مستوى فلسطين، وتدرس بكلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصى في سنتها الأولى.

وتقول منصور: "اخترت طريقاً مختلفًا حيث تركت المرسم والألوان الاصطناعية، ولجأت للطبيعة والخيرات من حولي خاصة أنني أعشق المطبخ وفن الطبخ" ومن هنا جعلت منبع ريشتها من مطبخها، والتي اكتشفتها عائلتها منذ نعومة أظافرها بينما كانت الفنانة "تخربش بعض الخرابيش" التي سرعان ما تحولت لرسومات، استثمرتها الطفلة بعد ذلك بتزيين الأطباق الغذائية.

وكان لأسرتها دور في تشجيع ابنتهم فبدؤوا بجلب كل الاحتياجات اللازمة من كتب مختصة في التزيين إلى الأدوات وهي لم تبلغ بعد الثماني سنوات، وهي فترة الانطلاقة الرسمية إن صح التعبير لمهارتها في سماء الإبداع، فشكلت هذه الظروف حاضنة لها ما مكن منصور من الحصول على المراكز الفنية خلال المرحلة الدراسية.

ويبدو أن الفنانة أرادت من خلال هذه الموهبة في الرسم أن تمنح نفسها أسلوباً خاصاً بعيداً عن الفنون التقليدية، كون ذلك يدخلها من وجهة نظرها في عالم متميز وجديد، فكان المطبخ مكان الرسم، وكانت الأطعمة أدوات الفن، وتلفت النظر إلى أن حبها للرسم ساعدها بطريقة كبيرة في التزيين، فجعلها تبدع في تزيين الأطباق بخلاف المعهود على الرسم بالورق.

وتعود منصور بنا لأصل الحكاية، حيث التجربة الأولى في صناعة أطباق الطعام، تشير إلى أن: "أول طبق زينته هو كيكة الفراولة"، وأن الأمر لم يستغرق معها سوى بضع دقائق، "ثم قمت بتزيين أطباق السمك حتى سرت مؤخرا أزيين ثمانية أطباق بمعدل عشر دقائق".

وأصبح المطبخ بالنسبة لمنصور مكان الرسم، وباتت الأطعمة أدوات الفن، حتى أن الأطباق تحولت إلى لوحة فنية تعجب الناظرين وتزرع السرور في قلوبهم، وكثير منهم طلبوا اقتناءها وشراءها، وفق الفنانة.

حتى أن مهارة الرسم والفن خففت من هموم الحياة اليومية بالنسبة لها، وأضافت الاستمتاع بالحياة الجمالية كما منحتها ثقة عززت من شخصيتها، ويبدو أن هذه التجربة - وفق الفنانة - ستحاول إسقاطها على أبنائها عند زواجها، استناداً إلى أن "المهارة الجميلة تورث للأبناء".

وتنصح منصور "المشغوفات" بالفن بإضافة الجديد لمجتمعهن، الذي يعاني من الاحتلال والحصار والمشكلات المجتمعية المختلفة، فالفن بنظرها كالإعلام له دور في بناء الثقافة والإنسان، داعية لإبراز معاناة الفقير الذي لا يجد قوت يومه والطالب الذي لا يجد مستقبلاً، إضافة لتجسيد معاناة أمهات وزوجات الشهداء.

وتحلم الفنانة خلال الوقت المنظور بإعداد كتب مختصة في تزيين الطعام، إضافة إلى افتتاح مرسم خاص بها على طريقة تعليم التزيين خلال الرسم، لكن طموحها الاستراتيجي كما تتطلع يتمثل بأن تصل موهبتها للعالم عبر المشاركة في مسابقات الهواة العربية والعالمية.

(فلسطين)
المساهمون