ظهرت الممثلة الألمانية "ويلما إيليس" في حفل عقد قرانها من رجل الأعمال التركي كرم جوش، مرتدية الحجاب، وبفستان زفاف أبيض طويل الأكمام، وظهر أمام العروسين مصحف، حيث تم الزواج على الطريقة الإسلامية عن طريق مأذون شرعي.
انتهى الخبر، لكن أصداءه لم تنته، فالممثلة التي عرفها العرب من خلال دور "كارولين" في المسلسل التركي المدبلج "على مرّ الزمان" أعلنت اعتناق الإسلام خلال حفل زواجها من رجل الأعمال الشاب الذي ربطتها به قصة حب تابعتها وسائل الإعلام التركية لعدة أشهر، وركزت على طريقة عرضه الزواج عليها من خلال مناطيد هوائية ولافتات ضخمة كُتب عليها "هل تقبلين الزواج مني؟".
باتت تصريحات إيليس عن اعتناق الإسلام أكثر أهمية في العالم العربي من خبر زواجها، وتناقلت وسائل إعلام عربية عدة ما قالته حول ما دفعها للتفكير في اعتناق الإسلام، وخاصة تأثرها بالأجواء الروحانية وشعورها بالراحة خلال ذهابها للمساجد برفقة صديقها، قبل زواجهما.
إعلاميا، لم يعد أحد يهتم بموهبتها ولا بأدوارها، ولا حتى بزيجتها المفاجئة من شاب تركي، بات إسلامها أهم من كل ذلك، وباتت وسائل الإعلام تتداول أخبارها مسبوقة بأنها الممثلة الألمانية التي أشهرت إسلامها.
لا ضير في العادة من الاهتمام بنشر تلك الأخبار، فجزء من عمل الصحافي يتمثل في نشر ما يرغب فيه جمهور القراء، والتركيز على الأخبار المثيرة أمر متعارف عليه إعلاميا، وشعار "الجمهور عاوز كدة"، ليس قاصرا على السينما، وإنما هو صالح لكل المجالات، خاصة في الإعلام.
وتتبارى الصحف في رصد أخبار المشاهير الذين تحولوا من ديانة إلى أخرى على مدار التاريخ، كونها أخبارا يهتم بها القراء، لكن الاهتمام يفتر سريعا، خاصة إذا ما انزوى النجم لاحقا عن الأضواء، أو تم إبعاده قسرا عنها.
قبل يوم واحد، الأحد، كانت وسائل الإعلام العربية مشغولة بخبر مشابه، بطل الخبر هذه المرة نجم هوليودي شهير هو ممثل أفلام الحركة "ليام نيسون" (60 عاما)، الذي كان في تركيا أيضا، للمصادفة، لتصوير فيلم "got into his spirit" وبهرته المساجد وشعائر المسلمين في إسطنبول، فبدأ يدرس اعتناق الإسلام.
وبينما تضاربت الأخبار حول إسلامه الذي أكدته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وتفكيره في الإسلام بحسب "ذا صن" البريطانية أيضا، إلا أن الإعلام العربي صنع من الخبر قصة، وتحول نيسون، بطل سلسلة أفلام (Taken)، إلى نجم فوق العادة.
ظل اسم كات ستيفنز ملء السمع والبصر في وسائل الإعلام العربية لفترة قبل أن يتوارى. المطرب ونجم موسيقى البوب البريطاني، الشهير سابقا، أشهر إسلامه منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وسمّى نفسه "يوسف إسلام"، وقبل إسلامه حقق أعماله مبيعات تجاوزت 60 مليون نسخة، وبعد إسلامه تحول إلى منشد ديني، وقدم عددا من الأعمال، آخرها ألبوم غنائي بعنوان Road Singer أو "مغني الطريق" في عام 2009، ثم أغنية لصناع الربيع العربي في 2011 بعنوان MY People أو "أهلي".
على عكس "يوسف إسلام"، واصل نجم شهير آخر تألقه بعد إعلان إسلامه، هو أسطورة الملاكمة العالمي محمد علي كلاي، في عام 1964 صدم كلاي العالم، عندما استطاع إقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة، وكان عمره لا يتجاوز 22 عاما آنذاك، وبعد انتصاره فاجأ العالم مرة أخرى بإعلانه اعتناق الإسلام عام 1965 وتغيير اسمه إلى اسم جديد وهو محمد علي فقط، من دون اسمه الأخير "كلاي" لأنه كان اسم العبودية المطلق عليه ويعني الطين باللغة الإنجليزية.
لكن على عكس كلاي، لم يساعد اعتناق الإسلام رياضي آخر على البقاء في دائرة الضوء، هو بطل الملاكمة مايك تايسون الذي اعتنق الإسلام في السجن، واختار لنفسه اسم "مالك عبد العزيز"، لكن ظلَّت وسائل الإعلام تناديه بمايك تايسون؛ وتتعامل مع إسلامه بنوع من العنصرية التي تذكر المتابعين بتلك التي انطلقت مع إعلان إسلام محمد علي كلاي، لولا أن كلاي واصل الانتصارات، وأجبر الجميع على احترامه.
وتعد أخبار وتفاصيل اعتناق المشاهير الإسلام متداولة ويحاول بعضهم كل فترة مع تجدد الحدث استرجاع تاريخها، والتنقيب في تفاصيلها، حيث كان الشغل الشاغل للكثيرين قبل شهر واحد، ما إذا كانت الشحرورة صباح أعلنت إسلامها من عدمه، رغم أنها شخصيا أكدت عدة مرات أنها لم تفعل، وتناول بعضهم في نفس السياق، وفور انتشار خبر وفاتها، قصصا متداولة حول إجبارها لابنتها هويدا على اعتناق المسيحية، رغم كونها ابنة الموسيقي المصري المسلم أنور منسي.
ورغم مرور نحو نصف قرن، ما زال بعضهم يسأل النجم المصري العالمي عمر الشريف عن حقيقة إسلامه، والكيفية التي تزوج بها من النجمة المسلمة فاتن حمامة، كما لا ينسون لفت النظر إلى كون حفيده يهودي الديانة.
وفي السياق الكثير من المشاهير بينهم ليلى مراد وماري منيب وجورج أبيض ونيللي مظلوم، وصولا إلى آخر قادة الحملة الفرنسية على مصر "الجنرال مينو"، وسليمان باشا الفرنساوي قائد الجيش المصري في عهد محمد علي باشا.