من منّا لا يعاني من مشاكل داخل عائلته، أو أهله أو مع أصدقائه. لكنها مشاكل تبقى، في غالب الأحيان، بين جدران المنزل، أو ضمن حدود متّفق عليها ومعروفة. وهي إذ تلقى اهتمام الناس، فلا تصير "حديث البلد" إلا إذا وصلت إلى مرحلة "الجريمة"، من قتل أو سرقة أو أذية مالية كبيرة.
في حالة المشاهير يختلف الأمر كثيراً. فأخيراً باتت مشاكل الفنانين العائلية هي الطاغية على الأخبار الفنية، في ظلّ تراجع الإنتاج الفني، خصوصاً لمن يعملون في قطاع الغناء. وبات انتشار أخبارهم أكثر سرعة وأوسع انتشاراً بفضل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي. حيث المشتركون والناشطون يحبّون الأخبار الاجتماعية، فكيف إذا كانت عن حياة المشاهير؟
خلال السنوات الأخيرة كان لافتاً المشاكل التي وقعت بين الفنانة السورية أصالة وبين شقيقتها ريم، سواء في المواقف السياسية أو في الخلافات العائلية. ما يجب قوله هنا إنّ شقيقة أصالة، ريم نصري، ما كانت لتحظى بالشهرة لو لم تكن شقيقة أصالة نصري. حينها لكانت فتاة عادية وموقفها السياسي مع أو ضدّ الرئيس السوري بشار الأسد بلا وزن. هنا لا شكّ أنّها تسلّقت على ظهر شهرة شقيقتها، وقالت "أنا ضدّها في السياسة" لتضيف: "وأمتلك صوتاً جميلاً فاسمعوني"، وليسمعها الناس أردفت بشكل مباشر أو غير مباشر: "ها أنا أغنّي لبشار الأسد... ألا تريدون الاستماع إلى الأغنية؟".
وبعدما طفح كيل أصالة من شقيقتها ردّت عليها بطريقةٍ غير مباشرة، بعدما أعلنت الأخيرة قبل أيّام أنّها حين تسمع صوت شقيقتها أصالة تشعر "بالاختناق، إذ أستعيد كلّ الذكريات القاسية والكلام والمعاملة القاسية التي تلقّيتها منها".
فمن خلال حسابها على تويتر ردَّت أصالة بشكل مبطن. لم تذكر ريم بالاسم ضمن تعداد أفراد عائلتها الذين أشارت إلى أسمائهم فرداً فرداً، وصنّفت مكانتهم في حياتها قائلة: "إنّه روحي، ومن ينافس بالغلا أغلى أولادي إنّه الحنون الكريم الطيب، إنّه سندي ونور حياتي، إنّه أخي أنس". وأضافت: "الحياة ابنتي والقلب زوجي وعيناي لودي وفرحي وابتسامتي آدم وعلي وروحي أخي أنس وتوأمي أختي أماني وحبيبتي أمي ومن صديقاتي الأوفى ليلي وهنادي وصديقة قلبي وبيت سري ربي".
وتابعت أصالة: "يمكن حبيت بتويتتي الأخيرة أحكي عن صداقاتي لأنّ الصداقه هي اختيار حقيقي لتكوين عائلتك الخاصّة وعندي أخ بعشقه وبشتقله وكأنّه من دمي، نور أتاسي، أخي الغالي".
ومن الفنانة أصالة ننتقل إلى الفنان المصري مصطفى قمر، وخلافه الذي خرج إلى الإعلام مع شقيقته، تلك التي لم تلقَ ضجيجاً كبيراً كما توقعت ربما. فهي أثارت الجدل حول صحّة إثبات نسبه لوالدته، وقالت إنّه "عاق لوالديه"، واتّهمته بأنّه "قام بتزوير أوراق تأدية الخدمة العسكرية".
وكان ردّ قمر عليها، هو الغائب عن الساحة الفنية والإعلامية منذ سنوات، بإبراز مستندات عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك.. أكّد فيها أنّ والده ووالدته غير راضين عنها بسبب ما تفعله، وأنّ والدته توفت "وهي غاضبة عليها". وكشف أنّه أنقذها هي وزوجها من السجن مرّات عديدة.
من جهة أخرى نرى نجوماً لم يصلوا إلى الصفّ الأوّل يتحدثون ويُخبرون الناس عن مشاكلهم العائلية، وبالتفصيل المملّ، وذلك ربما للفت النظر إليهم أو للتذكير بأنفسهم، أو حتى للترويج لعمل ما سيطلقونه قريباً.
فمنذ فترة ليست طويلة انتشر خبر زواج المغنّي اللبناني جورج الراسي، من عارضة الأزياء اللبنانية جويل حاتم، ثم انتشر خبر إنجابهما طفلاً. ومنذ يومين انتشر خبر طلاقهما، بعد بوست فيسبوكي أعلنت خلاله جويل طلاقهما. لم تمرّ 24 ساعة حتّى تراجعت وأعلنت ندمها وتراجعت وكتبت أنّها تشعر بالندم الكبير لما قالته سابقاً وأنّها لا تريد الطلاق من زوجها جورج الراسي وتريد الحفاظ على عائلة جميلة معه.
بلا مكر يمكن القول إنّه لولا الزواج والإنجاب والطلاق لما تذكّر أحد هذه العارضة المغمورة، والمغنّي البعيد عن الأضواء وذا الصوت العادي. هنا تبدو المشاكل العائلية رافعة إعلامية وليس "جرصة" بالمعنى الحقيقي.
نذكر هنا أيضاً مشاكل الفنانة اللبنانية نوال الزغبي مع زوجها السابق، والتي تحوّلت إلى مادة مثيرة للجدل، وغنّت له الأغنية الشهيرة التي طالبته بأن يترك لها أولادها، واشتهرت حول العالم العربي، بعنوان "بترجّاك تخلّيهون". وحظيت بعد الأغنية بتعاطف كبير مع "أمومتها"، إذ قالت لطليقها: "مش رجولة إنّك تاخد منّي روحي، مش بطولة منّك تمشي فوق جروحي، بدّك ترحل عادي، بس تركلي ولادي، آاااه، بترجّاك تخلّيهم، شو ذنبن لنؤذيهم، جايي تحاربني فيهم، أنا كرمالن ضحّيت..".
كذلك في فترة سابقة عانت الفنانة نجوى كرم من مشكلات مع شقيقيها طوني ونقولا، إثر الأخبار عن زواجها السري من متعهّد الحفلات يوسف حرب، ومثلها تعاني النجمة هيفاء وهبي من حرب "صور خليعة" هي وأختها غير الشقيقة رولا يموت، وصلت بينهما إلى القضاء اللبناني.
مشكلات كثيرة كان يمكن أن تبقى بين الأخت وأخيها، أو بين الزوج وزوجته، أو في أسوأ الأحوال أن تصير حديث العائلة الموسّعة أو القرية أو الضيعة. لكنّ الفنانين ينحون دوماً إلى إشهار مشكلاتهم أملاً في تعاطف الجمهور، مثلما فعلت نوال الزغبي، أو أملاً في الابتزاز، مثل شقيقة مصطفى قمر، أو طمعاً في الشهرة، مثل شقيقة هيفاء وهبي وشقيقة أصالة نصري. والإعلام غالباً ما يلتقط "الطعم"، ويلعب على أوتار يريدها صانعو الخبر، وليس الإعلام دوماً هو "المتلصّص".