مشاريع "وحدوية" لسلفيي المغرب

18 يناير 2016
يستصعب البعض قدرة السلفيين على الاتحاد (فضل سنّا/فرانس برس)
+ الخط -
يستعدّ زعماء سلفيون مغاربة، تمّ الإفراج عنهم بمقتضى عفو ملكي خاص بمناسبة الذكرى الأربعين لتنظيم "المسيرة الخضراء" (نوفمبر/ تشرين الثاني 2015)، لتأسيس جمعية أو هيئة تهدف إلى جمع صفوفهم، لينشطوا في المجالات السياسية والدعوية والحقوقية بالبلاد.

في هذا السياق، يحشد الشيخ عبد الرزاق سوماح، زعيم ما يُسمّى "حركة المجاهدين بالمغرب"، الذي كان مُداناً بـ20 سنة سجناً قبل أن ينال العفو الملكي في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والشيخ حسن الخطاب، زعيم "خلية أنصار المهدي"، الذي كان مُداناً بـ30 عاماً سجناً قبل خروجه بعفو من الملك، أصوات السلفيين المؤيدين لتأسيس هيئة وطنية باسم "السلفية الإصلاحية".

وتُعدّ مبادرة الخطاب وسوماح، بمثابة التطبيق الفعلي لمراجعات فكرية أعلناها قبل أشهر في السجن، وضمّا إليها عدداً من المعتقلين السلفيين السابقين، بينما يسعى آخرون إلى تأسيس ما سمّوه "الحركة السلفية للإصلاح السياسي"، المنبثقة من حزب "الحركة الديمقراطية الاجتماعية"، بيدَ أن مشايخ ومراقبين أبدوا "تشاؤمهم" من نجاح هذه المبادرة، لأسباب شتى.

يقول الناشط الإسلامي الشيخ أبو حفص عبد الوهاب رفيقي، المعتقل السابق على ذمة قضايا الإرهاب قبل أن يحظى بعفو من الملك قبل سنوات قليلة، إنه لا يتوقع أي نجاح لهذه الخطوة مع أنه يأمل ذلك، بسبب عوامل عدة، أبرزها البنية الهشة لهذا الفكر السلفي بالمغرب، وفقاً له. ويوضح، في تصريحاتٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ "بذور التيار السلفي بالمغرب تحمل في طيّاتها أسباب الانقسام والتفرّق والتشتّت، في ظلّ عدم وجود مرجعية متفق عليها ومنسجمة، يمكنها قيادة هذا الملف، واستيعاب المقتنعين به".


اقرأ أيضاً: المغرب: مصالحة حزب "الاستقلال" استعداداً للانتخابات

ويستطرد أبو حفص بأنه "يُمكن استثناء هذا التشاؤم في حال وجود دعم مادي مهم لمثل هذه المشاريع، باعتبار أن غالب الملتحقين بهذه المبادرات يشكل لهم الهاجس المادي أكبر دوافع وبواعث الالتحاق. وهو أمر مشروع في ظل الأوضاع المادية السيئة التي يعيشونها بعد الإفراج".

ويُشدّد الناشط الإسلامي على أن "المشروع الوحيد الذي يمكن أن يكون مغرياً للمعتقلين السابقين، هو ما تضمّن وعوداً حقيقية وملموسة بالإدماج وحل الإشكالات المادية". ويُبرِز بأنه "في غياب هذا المعطى لا يعدو الأمر أن يكون مناورات إعلامية فقط، أو استفادات محدودة لبعض الأشخاص".

ويرى الكاتب والخبير في الحركات الإسلامية، إدريس الكنبوري، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "التيار السلفي بالمغرب يعيش في الوقت الراهن حالة من الارتباك، منذ مغادرة رموزه السجن خلال الفترة بين عامي 2011 و2015". ويعزو ذلك إلى أنه "هناك حالة من عدم إدراك للواقع السياسي الذي يريدون الانخراط فيه، لافتقادهم للخبرة السياسية، ما يجعلهم يراوحون بين خيارات مختلفة عدة، بعضها متناقض". ويضيف الكنبوري أن "هناك صراعاً خفياً بين هؤلاء الرموز، وهو صراع يُشكّل استمراراً للخلافات التي كانت بينهم داخل السجون، وتتركّز بشكل خاص في قضية الزعامة أو المشيخة. فعقدة السلفيين هي المشيخة، وكل واحد يريد أن يكون زعيماً، وأن يكون له أنصار".

ويسترسل المحلل بأنه "يمكن للسلفيين أن ينجحوا في مبادرة تأسيس جمعية موحدة بينهم، إذا تركوا خلافاتهم العقدية ونقاشاتهم الفقهية، وانخرطوا في هذه المبادرة باعتبارها مبادرة مدنية بدون خلفية سلفية واضحة، لأن حضور المرجعية السلفية سوف يظلّ دائماً مصدر خلاف وجدل في ما بينهم". ويلفت إلى "عدم وجود نماذج أو تجارب سابقة للعمل السياسي أو الجماعي المنظم لدى التيار السلفي، فالتجارب الراهنة تتعلق بهيئات أسسها مشايخ سلفيون، وهي هيئات مرتبطة بشيوخها المؤسسين، وليست هيئات مدنية تجمع مختلف السلفيين، بصرف النظر عن مرجعياتهم الفقهية والدينية واختلافاتهم العقائدية".


اقرأ أيضاً: المغرب يلغي الزيادة في أسعار المياه

دلالات
المساهمون