مسلمو الروهينغا.. الفرار من الموت إلى الموت

14 ديسمبر 2016
يعيشون ظروفاً مزرية (كريستوف أغشامبو/Getty)
+ الخط -

ارتفعت وتيرة ممارسات العنف والتعذيب بحق مسلمي أراكان بشكل ملحوظ منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما أسفر عن موجات نزوح جديدة نحو الدول المجاورة، أملا في حياة آمنة.

لكن هذه الآمال سرعان ما تتبدد أمام استهداف مسلحي المليشيات البوذية، ولا يظفر بها سوى أصحاب الأموال القادرين على الاتفاق مع شبكات مهربي البشر لإخراجهم من البلاد.

وذكر لاجئون روهينغيون، وصلوا أخيراً إلى مدينة "كوكس بازار" البنغالية، أن متطرفين بوذيين هاجموا عددًا من القرى والمدارس الدينية، وقتلوا عشرات المسلمين، وغادروا القرى بعد إضرامهم النيران في المنازل.

وأضافوا في حديث لوكالة "الأناضول" أن "كل من يسعى إلى الهروب من الموت، يلقى الرصاص في جميع أنحاء جسمه، سواء كان طفلاً أو امرأة أو مسنا".



ولفت هؤلاء إلى أنه حتى من ينجح في ركوب أحد القوارب، وعبور نهر "الناف" نحو السواحل البنغالية، يترصده الجنود الميانماريون ويطلقون عليه الرصاص، لدرجة أنه صار طبيعيا رؤية أجساد المسلمين ملقاة على الساحل، بعد غرق قواربهم.

وعلى الرغم من نجاح الشاب ديلفورجان رحيم الله في الوصول إلى السواحل البنغالية عجز عن الحديث، وترك دموعه تسرد ما رأته عيناه من آلام.

قتل جنود ميانماريون زوجته وابنه الذي لم يكمل عامه الأول أمام عينيه. أمّا أخوه ففقد اتزانه العقلي لما شاهده.

ولم يكن نصيب رسمينارة رحمة كريم أقل من أشقائها، فطفلها الصغير محمد رفيق، قتله أحد الجنود ورمى جثته بين أنقاض البيوت المهدمة.

وعن الوضع بمراكز اللاجئين في بنغلادش، أوضحت "الأناضول" أن فرق خفر السواحل في البلاد لا تسمح لكثير من قوارب النازحين بالعبور، وتعيدهم إلى ميانمار مرة أخرى.

ومن يُسمح لهم بالمرور يعيشون في ظروف أقل ما توصف به أنها مزرية، نظرا لسوء وضع المخيمات وانعدام الخدمات الأساسية بها.

ويعيش الغالبية المسلمة والمعروفون باسم الروهينغا، في مناطق موانغداو، وياثاي توانغ بإقليم أراكان بالبلاد.

وكشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، أخيراً، أن صور الأقمار الصناعية عالية الدقة، أظهرت دمار 820 منزلًا، خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2016، في 5 قرى يقطنها مسلمو الروهينغا، في إقليم أراكان.

ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهينغا في مخيمات بأراكان، بعدما حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار في 1982؛ إذ تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بـ"الأقلية الدينية الأكثر اضطهادا في العالم".



(الأناضول)




 

المساهمون