تجتاح بعض المسلسلات المُنتجة "لبنانيًا" محطات التلفزيون العربية طوال أيام السنة، كأن شركات الإنتاج باتت تضع روزنامة لهذه الأعمال، ليس مهمًا ما هي القصة، أو السيناريو، ليس مهمًا من هو المخرج، وهل يفقه في بعض التفاصيل أم غابت عنه "بديهيات" الإخراج؟
ليس هنالك ما هو مهم، في اعتقاد المنتج، سوى المدة الزمنية التي بإمكانها الإسهام في الانتهاء من تصوير المسلسل، وتسليمه إلى المحطات التي اشترته بعيداً عن التفاصيل الدقيقة التي قام عليها. الواضح أن عدداً كبيراً من المنتجين اللبنانيين لا يقرؤون النصوص أو يكلفون كاتباً أو ناشطاً أو خبيراً درامياً قبل تحويلها إلى مسلسلات من باب تصويب الأمور بالاتجاه السليم لنصبح أمام "وجبة" متكاملة العناصر.
منذ عشرة أشهر، تحاول شركة الصبّاح للإنتاج الترويج لمسلسل يحمل عنوان "ما فيّي"، قصة كلوديا مرشليان، وإخراج رشا شربتجي. تعاون ليس الأول بين شربتجي والصباح؛ إذ وقعت المخرجة السورية من قبل على أعمال من إنتاج الشركة نفسها، مثل "طريق" مقتبس عن فيلم مصري (الشريدة) و"سمرا" كلوديا مرشليان أيضاً.
تحاول شركة الصباح "التذاكي" والقول إنها تعمل كمنتج منفذ للدراما العربية التي تعاني من ركود، وعدم وجود دعم مالي، لكن الشركة نفسها دخلت منذ سنوات في عصر "البازار"، ونجحت قليلاً في الشراكة العربية بين الممثلين، وبنت على ذلك خطة للسيطرة على السوق. تتجه مسلسلات الصبّاح في معظمها إلى الخط التسويقي الذي يقلل من أهمية المعايير الأساسية لصناعة أو تصوير مسلسل، لا بل تُغلّب الشركة مراراً عنصر الاستهلاك على منتجاتها الدرامية، وفي اعتقادها العكس وأنها في ذلك تُسهم في رفع درجة المهنية لعمل يكاد يراعي الشروط المطلوبة للنجاح.
مسلسل "ما فيي" قصة مقتبسة عن مسلسل تركي ذاع صيته قبل سنتين في العالم العربي، هو "جسور والجميلة". نشر الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للبوستر الدعائي مأخوذة عن النسخة التركية، لكن لم يقف المنتج أو المخرجة عند هذا الحد، بل توسعوا في الاقتباس ونقلوا بعض المشاهد كما هي.
اقــرأ أيضاً
هكذا، نعود إلى الاستسهال عند بعض المنتجين، الذين يتخذون من الترويج والحضور المعنوي المؤثر للممثلين بعداً يتوقعون معه النجاح، لكنهم ينجحون فقط تجاريًا، ويرفعون من شأن بعض الممثلين ليتحولوا بين ليلة وضحاها إلى "نجوم"، كتجربة الممثل السوري معتصم النهار الذي يلعب للمرة الثانية في هذا النوع من المسلسلات الذي يُسمى دراما مُشتركة.
خطان متوازيان، بين القصة والممثلين، كان بإمكانهما أن يلتقيا ليوحدا الهدف من وراء "ما فيي"، لكنهما تباعدا بفعل الاقتباس. المسلسل التركي ما زال في أذهان الجمهور العربي المتابع، فضلاً عن مسؤولية المخرجة في تحمل أعباء الاستنساخ، وهل يدخل ذلك في إطار ما يُعرف بالإخراج الدرامي؟ أم مجرد نقل ولصق كما درجت العادة.
الدراما اللبنانية، لا بل العربية عموماً، التي تعاني من حالات مشابهة لما يعرضه مسلسل "ما فيّي"، الجمهور أحيانًا يفتقد الطريق ليصوب الهدف من وراء متابعته للمسلسل، على الرغم من تملكه للبنية الأساسية، كونه تابع النسخة التركية مدبلجة إلى العربية قبل وقت، رغم كل شيء لا يتخذ المنتج قراراً بتناول قصة جديدة، لا تنساق إلى التقليد والاستعانة بمشهد حقيقي ومتجدد؟
منذ عشرة أشهر، تحاول شركة الصبّاح للإنتاج الترويج لمسلسل يحمل عنوان "ما فيّي"، قصة كلوديا مرشليان، وإخراج رشا شربتجي. تعاون ليس الأول بين شربتجي والصباح؛ إذ وقعت المخرجة السورية من قبل على أعمال من إنتاج الشركة نفسها، مثل "طريق" مقتبس عن فيلم مصري (الشريدة) و"سمرا" كلوديا مرشليان أيضاً.
تحاول شركة الصباح "التذاكي" والقول إنها تعمل كمنتج منفذ للدراما العربية التي تعاني من ركود، وعدم وجود دعم مالي، لكن الشركة نفسها دخلت منذ سنوات في عصر "البازار"، ونجحت قليلاً في الشراكة العربية بين الممثلين، وبنت على ذلك خطة للسيطرة على السوق. تتجه مسلسلات الصبّاح في معظمها إلى الخط التسويقي الذي يقلل من أهمية المعايير الأساسية لصناعة أو تصوير مسلسل، لا بل تُغلّب الشركة مراراً عنصر الاستهلاك على منتجاتها الدرامية، وفي اعتقادها العكس وأنها في ذلك تُسهم في رفع درجة المهنية لعمل يكاد يراعي الشروط المطلوبة للنجاح.
مسلسل "ما فيي" قصة مقتبسة عن مسلسل تركي ذاع صيته قبل سنتين في العالم العربي، هو "جسور والجميلة". نشر الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للبوستر الدعائي مأخوذة عن النسخة التركية، لكن لم يقف المنتج أو المخرجة عند هذا الحد، بل توسعوا في الاقتباس ونقلوا بعض المشاهد كما هي.
هكذا، نعود إلى الاستسهال عند بعض المنتجين، الذين يتخذون من الترويج والحضور المعنوي المؤثر للممثلين بعداً يتوقعون معه النجاح، لكنهم ينجحون فقط تجاريًا، ويرفعون من شأن بعض الممثلين ليتحولوا بين ليلة وضحاها إلى "نجوم"، كتجربة الممثل السوري معتصم النهار الذي يلعب للمرة الثانية في هذا النوع من المسلسلات الذي يُسمى دراما مُشتركة.
خطان متوازيان، بين القصة والممثلين، كان بإمكانهما أن يلتقيا ليوحدا الهدف من وراء "ما فيي"، لكنهما تباعدا بفعل الاقتباس. المسلسل التركي ما زال في أذهان الجمهور العربي المتابع، فضلاً عن مسؤولية المخرجة في تحمل أعباء الاستنساخ، وهل يدخل ذلك في إطار ما يُعرف بالإخراج الدرامي؟ أم مجرد نقل ولصق كما درجت العادة.
الدراما اللبنانية، لا بل العربية عموماً، التي تعاني من حالات مشابهة لما يعرضه مسلسل "ما فيّي"، الجمهور أحيانًا يفتقد الطريق ليصوب الهدف من وراء متابعته للمسلسل، على الرغم من تملكه للبنية الأساسية، كونه تابع النسخة التركية مدبلجة إلى العربية قبل وقت، رغم كل شيء لا يتخذ المنتج قراراً بتناول قصة جديدة، لا تنساق إلى التقليد والاستعانة بمشهد حقيقي ومتجدد؟