مسلسل "ذات"... شبّان حالمون بالتغيير

11 ابريل 2020
لعبت نيللي كريم واحداً من أفضل أدوارها (فرانس برس)
+ الخط -
قبل سبع سنوات، تقاسم المُخرجان كاملة أبو ذكرى وخيري بشارة، تحويل رواية الكاتب صنع الله ابراهيم "ذات"، إلى مسلسل درامي، وذلك في نص عدّلته السيناريست مريم نعّوم. المسلسل صُنف على أنه من أفضل المسلسلات التي قدمت في السنوات العشر الأخيرة. يجمع مسلسل "ّذات" كثيراً من علامات أو عناصر النجاح التي وضعته على قائمة الأعمال الدرامية المُفضّلة. إذْ يطرح صورًا من مشاكلنا اليومية في قالب يلقي الضوء على وضع الطبقة المتوسطة، وما يحيط بها من صراعات سياسية واجتماعية. منذ البداية، لا يخرج النص أو المسلسل عن حال وأحوال الثورات العربية بمختلف تسمياتها. عام 1952 عندما أطيح بحكم الملك الفاروق، وتسلم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الحكم، إلى الاحتجاجات أيام السادات، وزيارته إلى عاصمة دولة الاحتلال تل آبيب، وصولاً إلى ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري الراحل حسني مبارك.

في "ذات" (وهو اسم بطلة العمل الذي تؤدّيه نيللي كريم) ثمّة أربع شخصيات محورية تشارك في التغيير والثورة. تمثلت بداية بـ"عزيز" الذي يلعب دوره الممثل هاني عادل الشاب الجامعي الوسيم الذي يسعى لحقوق الناس والدفاع عن بلده بكل ما أوتي من قوة وعنفوان الشباب. يتزوج "عزيز" من "صفية" ( ليلى سامي) والتي تحاول بعد مرحلة الإنجاب ثني زوجها عن الحماس الثوري، بسبب الاعتقالات التي يتعرض لها، ما انعكس سلبًا على صحته، وأقعدهُ أسيراً لمرض الضغط. لكن "عزيز" لا يهادن، والواضح أنه لن يعرف طعم الهزيمة رغم عدم تحقيقه لأي مطلب سوى التظاهر والمعارضة والاعتقالات. لكن صورة "عزيز" تتناسب مع ذلك الزمن، حيث لا تتوافر مواقع التواصل الاجتماعي مثل الآن. تبقى صورة "عزيز" طوال المسلسل، كمعارض لسياسة مبارك، وخصوصاً مسألة ترشيح نجله جمال للرئاسة، في حوارات تركز على البحث عن وطن يؤمن بحقوق الناس.



تعود حماسة "عزيز" بعد ثلاثين عاماً وحلمه بالثورة في نهاية المسلسل، لتأخذنا إلى جيل آخر، عندما ترث "ابتهال" الممثلة (ثراء جبيل) وهي ابنة "ذات" الصغرى، وابن عمها هو "سعد" ( أحمد خيري). جيل مليء بالحماس الثوري والجماهيري. فتبدأ من هناك ثورة 25 يناير، ضد حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك. "ابتهال"، كما يصورها المسلسل، كانت الوقود لقيام ثورة 25 يناير بعد اعتقالها من قبل الأمن المصري وضربها، وفشل كل محاولات أهلها لإخراجها من المعتقل. لينتهي المسلسل بمشهد يؤكد على صوابية الثورات في الحياة، فتسير "ذات"، المرأة العادية التي انقلب عليها الزمن وأثقل كاهلها بيوميات ومشاكل اجتماعية، وتهتف "الشعب يريد إسقاط النظام" قبيل أيّام من الإطاحة بالرئيس مبارك. رؤية خاصة عبر عنها المسلسل بعد سبع سنوات من إنتاجه. يمكننا إسقاط يوميات الثوار الأربعة "عزيز" و"صفية" و"ابتهال" و"سعد"، على أحوال الشباب في كلّ أنحاء العالم العربي، سورية ولبنان والعراق والسعودية. يوميّات شبان يناضلون من أجل تحسين الأوضاع الاجتماعية.
المساهمون