للعام الثالث على التوالي، يتشارك الثنائي الناجح، نادين نجيم وتيم حسن، ببطولة مسلسل من إخراج سامر البرقاوي، وتسببت هذه الشراكة الفنية بتحقيق مسلسل "الهيبة" لنسبة مشاهدة هي الأعلى للدراما السورية على المستوى العربي؛ إلا أن المسلسل كان عرضة للانتقادات على مدار شهر رمضان، فانتقد الجمهور بطء الأحداث في المسلسل، وانتقدوا المسلسل أيضاً من الناحية الأخلاقية، فـ"الهيبة" يبرر العنف ويجمّل الجريمة. ومن ناحية أخرى، حاول بعض النقاد أن يبحثوا عن جذور المسلسل، فاعتبره البعض منسوخاً عن مسلسل "ناركوس" الذي يحاكي قصة تاجر مخدرات يعيش في كولومبيا، واعتبره البعض مستوحى من الواقع، وأن شخصية "جبل شيخ الجبل"، مستلهمة من شخصية تاجر المخدرات اللبناني، نوح زعيتر. ولكن مؤلف المسلسل، هوزان عكو، خرج عن صمته ليؤكد أن المسلسل من وحي الخيال، ولا يمت للواقع بصلة.
وإذا ما سلمنا بادعاء الكاتب بأن الهيبة من وحي الخيال، فما هي الحكاية التي تقوم عليها "الهيبة"؟ وإلى ماذا ترمز؟ وما مغزاها؟
إن أحداث المسلسل تدور حول رجل يحكم مدينة حدودية، وهو مجرم لكنه خلوق، يتاجر بالممنوعات، كالأسلحة والحشيش، ولكن بحدود، فهو يرفض المتاجرة بالأسلحة الثقيلة والمحرمة دولياً، ويخشى بأن تلحق به تهمة الإرهاب! وأخلاقيات المجرم "جبل شيخ الجبل"، تدفع تجار الأسلحة الثقيلة لتحيك مؤامرة تنهي حكمه على "الهيبة"، فيبدأ الصراع على السلطة، ويبدو خلال هذا الصراع أن "جبل شيخ الجبل" هو أفضل الأطراف الموجودة، ويتعاطف الجمهور معه حتى وإن كانوا يرفضون القيم التي يعتنقها "جبل"، لأنه أفضل الموجود ولانعدام البدائل؛ وهذا الفكر الذي نخرج منه بالمسلسل، يمثل بالضبط فكر الدول الغربية، التي تبدي تعاطفاً مع النظام السوري، وتخلت عن محاربته، باعتباره أفضل البدائل.
ومن الممكن أن نقرأ عائلة "شيخ الجبل" في مسلسل "الهيبة" بوصفها صورة رمزية ومجملة عن عائلة الأسد الحاكمة في سورية؛ فـ"جبل شيخ الجبل" وزوجته "عليا"، يرمزان لبشار الأسد وزوجته أسماء، أي المجرم الحاكم بقوة السلاح وزوجته الداعية للسلام؛ وأما "صخر"، الأخ الأكثر إجراماً ووحشية، فهو يرمز لشخصية ماهر الأسد؛ وأما العم المنفي في سجون الدولة اللبنانية، والذي يحلم بالعودة والسيطرة على الحكم، فهو يرمز لرفعت الأسد، الذي كان يوماً أحد أدوات النظام السوري الأكثر فتكاً، ووقف لاحقاً إلى جانب الثورة؛ وأما زوج شقيقتهم منى، فهو يمثل دول الجوار التي تسعى للتقسيم، بهدف الاستفادة من خيرات البلد.
وبهذا السياق، يمكننا أن نقرأ ظروف المسلسل، والأفعال التي يقوم بها "جبل" في المسلسل باعتبارها تبريراً وتلميعاً لفكر الأسد وصورته في ظل الأزمة. فمنذ بداية المسلسل يظهر أشخاص مجهولو الهوية يؤكدون أن أيام "جبل" باتت معدودة، وهو ما أشيع عن الأسد منذ بداية الثورة؛ وبالنسبة لـ"جبل" فهو لا يقتل سوى الخونة، ولا يمارس هواية القتل إلا بخدمة الجماعة، التي يبرر كل أفعاله من خلالها، وحتى عندما يقتل جنين منى، فهو يبرر فعله من خلال الجماعة، وقتله لبذرة الخيانة القادمة، فـ"جبل" هو السلطة والشر الذي لا بد من وجوده لتستمر الأمور على خير؛ ومسلسل "الهيبة" يقدم بذلك أخطر أنواع الدراما منذ اندلاع الثورة في سورية.
اقــرأ أيضاً
وإذا ما سلمنا بادعاء الكاتب بأن الهيبة من وحي الخيال، فما هي الحكاية التي تقوم عليها "الهيبة"؟ وإلى ماذا ترمز؟ وما مغزاها؟
إن أحداث المسلسل تدور حول رجل يحكم مدينة حدودية، وهو مجرم لكنه خلوق، يتاجر بالممنوعات، كالأسلحة والحشيش، ولكن بحدود، فهو يرفض المتاجرة بالأسلحة الثقيلة والمحرمة دولياً، ويخشى بأن تلحق به تهمة الإرهاب! وأخلاقيات المجرم "جبل شيخ الجبل"، تدفع تجار الأسلحة الثقيلة لتحيك مؤامرة تنهي حكمه على "الهيبة"، فيبدأ الصراع على السلطة، ويبدو خلال هذا الصراع أن "جبل شيخ الجبل" هو أفضل الأطراف الموجودة، ويتعاطف الجمهور معه حتى وإن كانوا يرفضون القيم التي يعتنقها "جبل"، لأنه أفضل الموجود ولانعدام البدائل؛ وهذا الفكر الذي نخرج منه بالمسلسل، يمثل بالضبط فكر الدول الغربية، التي تبدي تعاطفاً مع النظام السوري، وتخلت عن محاربته، باعتباره أفضل البدائل.
ومن الممكن أن نقرأ عائلة "شيخ الجبل" في مسلسل "الهيبة" بوصفها صورة رمزية ومجملة عن عائلة الأسد الحاكمة في سورية؛ فـ"جبل شيخ الجبل" وزوجته "عليا"، يرمزان لبشار الأسد وزوجته أسماء، أي المجرم الحاكم بقوة السلاح وزوجته الداعية للسلام؛ وأما "صخر"، الأخ الأكثر إجراماً ووحشية، فهو يرمز لشخصية ماهر الأسد؛ وأما العم المنفي في سجون الدولة اللبنانية، والذي يحلم بالعودة والسيطرة على الحكم، فهو يرمز لرفعت الأسد، الذي كان يوماً أحد أدوات النظام السوري الأكثر فتكاً، ووقف لاحقاً إلى جانب الثورة؛ وأما زوج شقيقتهم منى، فهو يمثل دول الجوار التي تسعى للتقسيم، بهدف الاستفادة من خيرات البلد.
وبهذا السياق، يمكننا أن نقرأ ظروف المسلسل، والأفعال التي يقوم بها "جبل" في المسلسل باعتبارها تبريراً وتلميعاً لفكر الأسد وصورته في ظل الأزمة. فمنذ بداية المسلسل يظهر أشخاص مجهولو الهوية يؤكدون أن أيام "جبل" باتت معدودة، وهو ما أشيع عن الأسد منذ بداية الثورة؛ وبالنسبة لـ"جبل" فهو لا يقتل سوى الخونة، ولا يمارس هواية القتل إلا بخدمة الجماعة، التي يبرر كل أفعاله من خلالها، وحتى عندما يقتل جنين منى، فهو يبرر فعله من خلال الجماعة، وقتله لبذرة الخيانة القادمة، فـ"جبل" هو السلطة والشر الذي لا بد من وجوده لتستمر الأمور على خير؛ ومسلسل "الهيبة" يقدم بذلك أخطر أنواع الدراما منذ اندلاع الثورة في سورية.