مسلسل "النداء" الحلقة العاشرة

13 ابريل 2015
تكمن خطورة الأزمة بانعكاسها على الحكومة والبلاد عموماً(فرانس برس)
+ الخط -
لا يبدو أن أزمة حزب نداء تونس تسير نحو حل ممكن، أو توافق على حدّ أدنى من التفاهمات السياسية عشية مؤتمره الذي لا يعرف أحد كيف سيتم ولا متى ولا بأي خارطة طريق. الخطورة وصلت إلى حد التعامل مع حزبين مختلفين تحت المسمّى ذاته. اجتماعات رسمية وموازية، قرارات ونقيضها، بيانات وعكسها. ووصل الأمر إلى الهياكل نفسها، فشقّ يعلن عن مكتب سياسي موسّع، وآخر عن مجلس وطني استثنائي، وتنسيقيات جهوية تناصر هذا وأخرى تنتصر لذاك. وبلغ الخلاف في الأسبوع الماضي تطورات خطيرة طالت الاعتداءات والتلاسن بين قيادات وقواعد الحزب في أكثر من منطقة. وعلى الرغم من أن بعض الندائيين من هذا الشق أو ذاك يقلّلون من حدّة هذه الخلافات وينفون باستمرار إمكانية تطورها إلى انقسام كبير داخل الحزب، فإن الواقع يؤكد العكس تماماً، إذ يُرابط "التصحيحيون" ومنافسوهم على مواقفهم بحدّة كبيرة، حتى أنه لا يبدو أن تصالحاً أو توافقاً ما يمكن أن يجمع بين الطرفين لأهمية الرهان المطروح بينهما.

غير أن الخطورة ليست في مسيرة الحزب داخلياً، فأحزاب تونسية كثيرة تلاشت وتراجعت في السنوات الأخيرة، وبعضها اندثر تماماً، إنما تكمن الخطورة في انعكاس هذه الأزمة على الحكومة وبالتالي على البلاد في توقيت حرج للغاية. ذلك أن بعض الندائيين أصبحوا يهاجمون الحكومة ورئيسها ويتهمونه بالفشل وبالولاءات في التعيينات، وآخرون يسارعون إلى بيان مساندة، في مشهد مضحك مبكٍ على ما آلت إليه حسابات الربح والخسارة الموضوعية والشخصية لدى بعض الأحزاب.

آخر حلقات مسلسل النداء الدرامي أو الكوميدي، بحسب المتفرج على المشهد، صدرت منذ يومين عن المكتب السياسي الذي قرر تجميد أحد أعضائه عن النشاط ـ على رغم من أنها نائبة في مجلس نواب الشعب ـ وتوبيخ آخر ومنعه من التحدث في المجلس ذاته باسم الحزب، ولا أحد يعرف كيف سيُمنع نائب من الكلام في زمن ليس فيه إلا الكلام، اللّهُمّ إلا إذا تدخل "تويكس اليمين" في تلك اللقطة الدعائية.
المساهمون