أسبوعان، وتنقضي سنة 2016. السنة التي حفلت بالأحداث السياسية والأمنية المستمرة حتى هذه اللحظات، لتعتبر امتداداً للسنوات السابقة التي شهدت حروباً مأساوية في العالم العربي، رمت بثقلها على العالم الفنيّ بشكل مباشر وواضح. لكن ماذا عن دور الدراما العربية، هل تقدّمت؟ أم لا تزال هي الأخرى تُعاني من تداعيات الحروب؟
تعمل ماكينة الدراما العربية، اليوم على مجموعة جديدة من المسلسلات، منها ما سيُعرض في الموسم الرمضاني (2017) ومنها خارجه. الواضح حتى الساعة أن هدف المنتجين بات يرتكز على الترويج الإعلاني والإعلامي لمسلسلاتهم، أكثر من الرتكيز على السيناريو والحبكة وحتى الإخراج، لذلك شهدنا في السنوات السابقة تراجعا كبيرا في بعض المسلسلات التي توقّع المسلسل أن تكون مختلفة نظراً للترويج الكبير الذي سبق عرضها.
من دون شك قفزت الدراما المصرية عام 2016 إلى الواجهة، بعد سنوات من الركود، وقلة الإنتاج بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها مصر هذه الأيام. وشكل موسم رمضان الدارمي بعداً جديدا، يستحق التوقف عنده، وساهم في تطور وتقدّم هذه الصناعة.
مصرياً
نبدأ من مسلسل "أفراح القبّة" المقتبس عن رواية الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ. العمل شكّل حالة خاصة لمتابعي الدراما، والنقاد في العالم العربي الذين أجمعوا على فرادته. إلى جانب الأداء الممتاز لبطليه المصرية منى زكي، والأردني إياد نصار إلى جانب كل من رانيا يوسف، وجمال سليمان وكندة علوش وصبا مبارك وغيرهم ممن ساهموا في نجاح المسلسل. كسب إذا هؤلاء الرهان، واعتبر المسلسل من الأنجح.
إلى جانب أفراح القبة، ترك المسلسل المصري "غراند أوتيل" بصمته على الدراما في العام 2016 فكان هو أيضاً من أنجح الأعمال التي نافست "أفراح القبة". ونقل المخرج محمد شاكر خضير المشاهد إلى حقبة الأربعينيات والخمسينيات، مختارا المكان المناسب (لوكيشن) لتنفيذ العمل، إلى جانب اختيار ممثلين محترفين، وآخرين برزت موهبتهم الكبيرة في هذا العمل بينهم الممثل المصري عمرو يوسف الذي فتح دوره الباب مجدداً أمام الممثلين الشباب في البروز، بعد فترة من سيطرة الوجوه نفسها على المشهد الدرامي.
واعتبر الجمهور أن عودة الفنان يحيى الفخراني، في "ونوس" خطوة دعم كبيرة للدراما المصرية في هذا العام. الدراما نفسها التي خسرت نجوماً بارزين في 2016 بينهم ممدوح عبد العليم، ومحمود عبد العزيز، وأحمد راتب. ونجحت أيضاً الممثلة نيللي كريم في تجسيد دور زوجة مصابة بمرض نفسي، يصل بها إلى اتهامها بمقتل زوجها وشقيقتها، في بعد درامي، اعتمد على عنصر التشويق، رغم اتهام المتابعين لكريم بأنها تكرر نفسها في الأدوار التي تتطلب عناية نفسية مركزة. من جهتها شهدت الكوميديا عودة قوية من خلال مسلسل "نيللي وشيريهان" مع الأختين دنيا وايمي سمير غانم. لكن النجم المصري الذي خرج في العام 2016 برصيد شعبي كبير مع مسلسل "الأسطورة"، رغم مستواه الفني الذي لم يكن الأفضل.
اقــرأ أيضاً
سورياً
الدراما السورية، لم تعش سنة نجاح بالمعنى الكبير للكلمة، بل قدمت نماذج أخرى عن حال وأحوال سورية ما بعد الثورة، بمستوى فني كان رديئا في أغلب الأوقات، وسيناريو سطحي وضعيف فشل بمقاربة مأساة السوريين الحقيقية، كما فشل في اتخاذ موقف أخلاقي مباشر من كل ما يحصل، وذلك مرتبط بشكل أساسي بموالاة أغلب الممثلين والمنتجين والمخرجين للنظام السوري.
تقدم "الندم" على غيره من الأعمال السورية التي تناولت الشأن السوري في ثلاثين حلقة. روى العمل قصة عائلة من سورية عاشت صراع الأزمة بعد بداية الثورة، وتغيرت أحوالها بين دمشق والمحافظات السورية، قدم "الندم صورة جديدة من إخراج الليث حجو، وتقدم الممثل محمود نصر بدور (عروة) في دور البطولة إلى الصفوف التي بإمكانه منافسة مجموعة من زملائه السوريين.
ومن الأعمال السورية الجيدة 2016 كان مسلسل "نبتدي منين الحكاية" لسلافة معمار، وغسان مسعود، صورة مُصغرة عن الحب في سورية، تأليف فادي قوشقجي واخراج سيف الدين سبيعي. وقدم أيضاً مسلسل "دومينو" صورة عن واقع الفساد بشكل غير مباشر وغير واضح إطلاقاً مع بسام كوسا وسلافة معمار، من إخراج فادي سليم. وكذلك قدمت بعض الاعمال المعروفة بالبيئة الشامية مثل خاتون، فيما وُصف الجزء الثامن من مسلسل "باب الحارة" بأنه الأسوأ، وبدا واضحاً أن ذلك أثر على الجزء التاسع الذي يعدّ له اليوم فكانت اعتذارات بالجملة من قبل عدد من الممثلين، ومنهم سلاف فواخرجي وشكران مرتجى وغيرهما.
اقــرأ أيضاً
لبنانياً
على صعيد لبنان، لم تتقدم الدراما اللبنانية ولا حتى المُشتركة المصوّرة أو المُنتجة لبنانياً، أي جديد. الكاتبة والممثلة كارين رزق الله، قدمت نصاً جيداً قياساً إلى باقي النصوص اللبنانية التي عرضت في الموسم نفسه. واجهت رزق الله، الكاتبة كلوديا مرشليان، في مسلسل "ياريت"، والكاتبة نور شيشكلي في "جريمة شغف".
ويمكن اعتبار هذا الأخير بأنه الاسوأ على صعيد الأعمال الدرامية المُشتركة في 2016. لكن رغم نجاح الدراما اللبنانية من حيث نسب المشاهدة، فضلت أغلب المحطات المحلية عرض مسلسلات مشتركة، فقدمّت مسلسلات مثل "نص يوم "لسامر برقاوي، و"يا ريت" لفيليب أسمر وكلوديا مرشليان، وكذلك "جريمة شغف". لكن هذه المسلسلات كلها، لم تؤكد إلا واقعاً واحداً: لا تزال الدراما اللبنانية والمشتركة تعيش في غربة عن واقع المواطن اللبناني أو العربي.
اقــرأ أيضاً
تعمل ماكينة الدراما العربية، اليوم على مجموعة جديدة من المسلسلات، منها ما سيُعرض في الموسم الرمضاني (2017) ومنها خارجه. الواضح حتى الساعة أن هدف المنتجين بات يرتكز على الترويج الإعلاني والإعلامي لمسلسلاتهم، أكثر من الرتكيز على السيناريو والحبكة وحتى الإخراج، لذلك شهدنا في السنوات السابقة تراجعا كبيرا في بعض المسلسلات التي توقّع المسلسل أن تكون مختلفة نظراً للترويج الكبير الذي سبق عرضها.
من دون شك قفزت الدراما المصرية عام 2016 إلى الواجهة، بعد سنوات من الركود، وقلة الإنتاج بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها مصر هذه الأيام. وشكل موسم رمضان الدارمي بعداً جديدا، يستحق التوقف عنده، وساهم في تطور وتقدّم هذه الصناعة.
مصرياً
نبدأ من مسلسل "أفراح القبّة" المقتبس عن رواية الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ. العمل شكّل حالة خاصة لمتابعي الدراما، والنقاد في العالم العربي الذين أجمعوا على فرادته. إلى جانب الأداء الممتاز لبطليه المصرية منى زكي، والأردني إياد نصار إلى جانب كل من رانيا يوسف، وجمال سليمان وكندة علوش وصبا مبارك وغيرهم ممن ساهموا في نجاح المسلسل. كسب إذا هؤلاء الرهان، واعتبر المسلسل من الأنجح.
إلى جانب أفراح القبة، ترك المسلسل المصري "غراند أوتيل" بصمته على الدراما في العام 2016 فكان هو أيضاً من أنجح الأعمال التي نافست "أفراح القبة". ونقل المخرج محمد شاكر خضير المشاهد إلى حقبة الأربعينيات والخمسينيات، مختارا المكان المناسب (لوكيشن) لتنفيذ العمل، إلى جانب اختيار ممثلين محترفين، وآخرين برزت موهبتهم الكبيرة في هذا العمل بينهم الممثل المصري عمرو يوسف الذي فتح دوره الباب مجدداً أمام الممثلين الشباب في البروز، بعد فترة من سيطرة الوجوه نفسها على المشهد الدرامي.
واعتبر الجمهور أن عودة الفنان يحيى الفخراني، في "ونوس" خطوة دعم كبيرة للدراما المصرية في هذا العام. الدراما نفسها التي خسرت نجوماً بارزين في 2016 بينهم ممدوح عبد العليم، ومحمود عبد العزيز، وأحمد راتب. ونجحت أيضاً الممثلة نيللي كريم في تجسيد دور زوجة مصابة بمرض نفسي، يصل بها إلى اتهامها بمقتل زوجها وشقيقتها، في بعد درامي، اعتمد على عنصر التشويق، رغم اتهام المتابعين لكريم بأنها تكرر نفسها في الأدوار التي تتطلب عناية نفسية مركزة. من جهتها شهدت الكوميديا عودة قوية من خلال مسلسل "نيللي وشيريهان" مع الأختين دنيا وايمي سمير غانم. لكن النجم المصري الذي خرج في العام 2016 برصيد شعبي كبير مع مسلسل "الأسطورة"، رغم مستواه الفني الذي لم يكن الأفضل.
سورياً
الدراما السورية، لم تعش سنة نجاح بالمعنى الكبير للكلمة، بل قدمت نماذج أخرى عن حال وأحوال سورية ما بعد الثورة، بمستوى فني كان رديئا في أغلب الأوقات، وسيناريو سطحي وضعيف فشل بمقاربة مأساة السوريين الحقيقية، كما فشل في اتخاذ موقف أخلاقي مباشر من كل ما يحصل، وذلك مرتبط بشكل أساسي بموالاة أغلب الممثلين والمنتجين والمخرجين للنظام السوري.
تقدم "الندم" على غيره من الأعمال السورية التي تناولت الشأن السوري في ثلاثين حلقة. روى العمل قصة عائلة من سورية عاشت صراع الأزمة بعد بداية الثورة، وتغيرت أحوالها بين دمشق والمحافظات السورية، قدم "الندم صورة جديدة من إخراج الليث حجو، وتقدم الممثل محمود نصر بدور (عروة) في دور البطولة إلى الصفوف التي بإمكانه منافسة مجموعة من زملائه السوريين.
ومن الأعمال السورية الجيدة 2016 كان مسلسل "نبتدي منين الحكاية" لسلافة معمار، وغسان مسعود، صورة مُصغرة عن الحب في سورية، تأليف فادي قوشقجي واخراج سيف الدين سبيعي. وقدم أيضاً مسلسل "دومينو" صورة عن واقع الفساد بشكل غير مباشر وغير واضح إطلاقاً مع بسام كوسا وسلافة معمار، من إخراج فادي سليم. وكذلك قدمت بعض الاعمال المعروفة بالبيئة الشامية مثل خاتون، فيما وُصف الجزء الثامن من مسلسل "باب الحارة" بأنه الأسوأ، وبدا واضحاً أن ذلك أثر على الجزء التاسع الذي يعدّ له اليوم فكانت اعتذارات بالجملة من قبل عدد من الممثلين، ومنهم سلاف فواخرجي وشكران مرتجى وغيرهما.
لبنانياً
على صعيد لبنان، لم تتقدم الدراما اللبنانية ولا حتى المُشتركة المصوّرة أو المُنتجة لبنانياً، أي جديد. الكاتبة والممثلة كارين رزق الله، قدمت نصاً جيداً قياساً إلى باقي النصوص اللبنانية التي عرضت في الموسم نفسه. واجهت رزق الله، الكاتبة كلوديا مرشليان، في مسلسل "ياريت"، والكاتبة نور شيشكلي في "جريمة شغف".
ويمكن اعتبار هذا الأخير بأنه الاسوأ على صعيد الأعمال الدرامية المُشتركة في 2016. لكن رغم نجاح الدراما اللبنانية من حيث نسب المشاهدة، فضلت أغلب المحطات المحلية عرض مسلسلات مشتركة، فقدمّت مسلسلات مثل "نص يوم "لسامر برقاوي، و"يا ريت" لفيليب أسمر وكلوديا مرشليان، وكذلك "جريمة شغف". لكن هذه المسلسلات كلها، لم تؤكد إلا واقعاً واحداً: لا تزال الدراما اللبنانية والمشتركة تعيش في غربة عن واقع المواطن اللبناني أو العربي.