مسلسلات التلفزيون السعودي: فشل وتهريج وسماجة

24 يونيو 2015
خلال تصوير "حصاد الزمن" (العربي الجديد)
+ الخط -

فشلت المسلسلات السعودية الأربعة التي تعرض على التلفزيون السعودي في الحصول على المشاهدة المتوقعة، على الرغم من اكتفاء التلفزيون الرسمي بأربعة مسلسلات فقط، بهدف عدم التشويش على المشاهد والتركيز على نجاح هذه الأعمال. 

وتسببت المنافسة القوية من قِبل مسلسلات سعودية وعربية تعرض على بقية القنوات في سحب البساط من تحت المسلسلات المحلية. فأخفق نجوم الكوميديا المحلية بقيادة عبدالله السدحان في الفوز بكعكة المشاهدين، بعد أن ظهر مسلسل "منا وفينا" باهتاً وبلا جديد، وبتكرار سمج ومملل للقضايا الاجتماعية. أما مسلسل "شباب البومب" فهو في نظر النقاد كارثة فنية لا تغتفر للتلفزيون السعودي.

المسلسل جاء سطحياً وبلا أدنى مقوّمات العمل الفني الكوميدي، ووصفه الناقد الفني يحيى العسيري بأنه: "عمل معتوه". فالمسلسل بحسب العسيري لم يقدم ما يمكن وصفه "فناً يمكن أن يُشاهد"، وظهر مليئاً بالنكات السمجة، ويعتمد على تشويه شكل الممثلين وإظهارهم غريبي الأطوار؛ لاستجداء الضحكة من أفواه المشاهدين. ويضيف: "لحسن الحظ أن أحداً لم يشاهد هذا المسلسل الكارثة، لأنه جاء في وقت تعرض فيه مسلسلات حقيقية، لا مجرد تهريج وسخافة".


اقرأ أيضاً: بعد الحلقة الثانية من "سيلفي": تكفير ناصر القصبي علناً

المسلسل الثالث التاريخي الفنتازي "ورق التوت"، كان محاولة فاشلة لاستحضار نجاح مسلسلات مشابهة، ولكنها على التلفزيون السعودي جاءت، ضعيفة وبلا مقومات للنجاح. فالمسلسل يعرض في إطار من الفانتازيا التاريخية؛ أحداث تدور في المملكتين الخياليتين "درامهان" وإمبراطورتها الوثنية "ليلانتا"، ومملكة شارنقاه وإمبراطورها (ديوسيوس) اللتين تعدان من أهم بلدان ذاك العالم. حيث يتقاطع وصول الطبيب المسلم ذي الأخلاق الحسنة (بن أحمد) إلى البلاد بعدما غرقت سفينته، مع احتدام الصراع بين المملكتين.

الممثل ماجد العبيد الذي يريد أن يعود لأدوار البطولة على حساب ممثلين كبار؛ أمثال يوسف شعبان وصابرين لم يبد قادراً على تأدية هذا الدور. الحلقات الأولى أظهرت ضعفاً واضحاً في العمل. يؤكد المؤلف السعودي عبدالله السالم أن هناك قصوراً كبيراً في العمل، ويقول لـ"العربي الجديد": "مع أنه لا يمكن الحكم على مسلسل من حلقاته الخمس أو الست الأولى إلا أن ما شاهدناه حتى الآن من (ورقة التوت) لا يدعو إلى التفاؤل، محاولة تقليد أعمال ناجحة قبل 15 عاماً، أمر يثير الضحك".

اقرأ أيضاً: هذه المسلسلات لمعت في الأيّام الأولى من رمضان

الكارثة الحقيقة كانت في المسلسل الذي يعرض في وقت الذروة المسائية، وهو المسلسل الاجتماعي "حصاد الزمن". كان من المفترض أن يعرض هذا المسلسل خارج رمضان، ولكن الوساطة أعادته إلى خارطة شهر الصوم. المسلسل الذي يضم سبعين ممثلاً من السعودية والخليج والوطن العربي، من بينهم الكويتي حسين المنصور إلى جانب ماجد مطرب فواز، زهرة عرفات، خالد البريكي، بدرية أحمد، مريم الغامدي، لطيفة المجرن، يفترض أن يعالج قضايا المجتمع السعودي. حسناً، كل المسلسلات المحلية كان من المفترض أن تؤدي هذا الدور إلا أنها جميعها فشلت.

يقول السالم: "حتى الآن لم يظهر المسلسل أياً من ملامح المجتمع السعودي". ويضيف: "مسلسل يتم تصويره في الإمارات العربية المتحدة، ومعظم نجومه من الخليج والعالم العربي، فلا يمكن أن ينجح في تصوير المجتمع السعودي، النتيجة هي عمل مشوه وأعرج، هذا ما نشاهده حالياً".

 

يؤكد الناقد سعيد السريحي أن ما يقدم في رمضان بات يهدد ذائقة المشاهد، ويقول بلهجة لاذعة: "رمضان بات يشكل لمنتجي المسلسلات التلفزيونية تحريضاً على استثمار نهاراته ولياليه وملئها بكل ما يمكن أن يسد فراغ المشاهدين والمشاهدات من قصص وحكايات في الحقيقة تزيد من الفراغ".

ويضيف: "مسلسلات رمضان باتت في غالبيتها العظمى إعلانا للقطيعة مع الواقع والفن والذوق، وتأكيداً أن هؤلاء الذين يعدون أنفسهم ممثلين ومخرجين ومنتجين يعيشون في كوكب آخر غير الكوكب الذي نعيش فيه".

المساهمون