لجأ مستثمرون مصريون إلى القضاء للمطالبة بإلغاء قانون الضرائب على الأرباح الرأسمالية في البورصة، الذي أقرت الحكومة هذا الشهر اللائحة التنفيذية له، مما تسبب ضمن عوامل أخرى في تكبّد الأسهم خسائر جسيمة.
وتأتي الدعاوى القضائية في تصعيد جديد لأزمة قانون الضرائب على المكاسب الرأسمالية في البورصة والتوزيعات النقدية، والذي انتقده رئيس البورصة نفسه قائلا: "إنه شخصياً لا يفهم بعض تفاصيل لائحته التنفيذية".
ورفعت الجمعية المصرية للتمويل والاستثمار قضية أمام القضاء الإداري، فيما أقام مستثمرون آخرون دعوى منفصلة أمام المحكمة الاقتصادية للمطالبة بإسقاط قانون الضرائب على أرباح البورصة، قائلين إنه يهدد أموال واستثمارات المتعاملين.
وقال محسن عادل نائب رئيس الجمعية المصرية للتمويل والاستثمار، التي تمثل مجموعة من المستثمرين والمتعاملين في البورصة لرويترز، اليوم الثلاثاء: "بالفعل قمنا برفع قضية أمس الاثنين أمام محكمة القضاء الإداري للمطالبة ببطلان عدد من مواد قانون الضرائب على الأرباح الرأسمالية والتوزيعات النقدية في البورصة، وأيضا على بعض بنود اللائحة التنفيذية للقانون".
وذكر المسؤول أن مستثمرين آخرين رفعوا أيضا دعوى أخرى أمام المحكمة الاقتصادية.
وكتب عادل، الذي يشغل أيضا عضوية مجلس إدارة البورصة المصرية والمجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "نظرا لعدم الاستجابة من كل باب، تم طرقه لحل أزمة قانون الضرائب التي تهدد الوضع الاستثماري للبورصة المصرية وأموال واستثمارات المتعاملين والعاملين، فإن الجمعية قامت باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لرفع دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري ضد قانون الضرائب على الأرباح الرأسمالية والتوزيعات".
اقرأ أيضاً: صدمة إقرار لائحة الضريبة تهز البورصة المصرية
وكانت مصر أقرت في يوليو/تموز 2014 فرض ضريبة 10% على الأرباح الرأسمالية المحققة في البورصة المحلية وعلى التوزيعات النقدية، وكذلك الأرباح الناتجة عن الاستثمار في الأوراق المالية في الخارج أو التصرف فيها.
وعقب صدور اللائحة التنفيذية للقانون في وقت سابق من هذا الشهر، قال وزير المالية هاني دميان للوكالة: "طبقنا أخف شكل من أشكال ضرائب الأرباح الرأسمالية وتوزيعات الأرباح.. سياستنا الضريبية تسير في الاتجاه الصحيح وتتوافق مع أفضل الممارسات الدولية".
وكانت البورصة المصرية معفاة تماما قبل ذلك من أي ضرائب على الأرباح المحققة نتيجة المعاملات، أو التي توزع في شكل نقدي أو مجاني على المساهمين بالشركات المقيدة.
وقال عوض الترساوي المستشار القانوني للجمعية المصرية للتمويل والاستثمار: "قمنا بمخاصمة القانون ووزير المالية الذي أصدره ورئيس الوزراء وهو الرئيس الأعلى للوزير.. هدفنا من القضية إلغاء القانون، لأنه يضر بالمستثمرين وبسوق المال ويضر بالمنافسة مع الأسواق المجاورة لنا".
وقال محمد عمران رئيس بورصة مصر في تصريحات صحافية، الأسبوع الماضي: "هناك أمور في اللائحة التنفيذية الخاصة بفرض ضرائب على البورصة، لا أفهمها حتى الآن، وأنا رئيس البورصة".
ويشكو المتعاملون في سوق المال من أنهم لا يعرفون حتى الآن كيفية حساب الضريبة أو طرق تحصيلها أو طرق الخصم.
وتشهد بورصة مصر منذ بداية العام شحا شديدا في السيولة مع تدهور شديد في المستويات السعرية للأسهم، باستثناء سهم البنك التجاري الدولي صاحب أكبر وزن نسبي في السوق.
وهوت أسهم بالم هيلز منذ بداية العام نحو 38% وبايونيرز 35% وأوراسكوم للاتصالات 28%، كما فقدت أسهم القلعة 24% وسوديك 22% وجلوبال 21% وهيرميس 11.5%.
وليست ضرائب البورصة فقط هي السبب الوحيد لتكبد الأسهم المصرية خسائر كبيرة، ولكنها أحد الأسباب الرئيسية بجانب عدم اكتمال خارطة الطريق السياسية التي أعلن عنها الجيش في يوليو/تموز 2013- وهو تاريخ الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي- والتي لا يزال ينقصها إجراء الانتخابات البرلمانية.
وفي الوقت التي تعمل فيه مصر على فرض ضرائب على الأرباح المحققة في سوق المال لديها تتجه أسواق عربية أخرى لفتح أسواقها أمام الأجانب وتعزيز التداولات وطرق التمويل لديها من خلال سوق المال.
اقرأ أيضاً: البورصة المصرية تخسر 1.3 مليار دولار.. وغضب لصغار المستثمرين