مساعٍ جمهورية لعرقلة تقدّم ترامب

25 فبراير 2016
حقق ترامب انتصاراً كاسحاً بنيفادا (جايدن بوستفورد/Getty)
+ الخط -

توصّل قادة الحزب الجمهوري الأميركي، غير المرحّبين بإمكانية ترشح رجل الأعمال دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، لقناعة بأن السبيل الوحيد لوقف تقدمه هو "مواجهته بمرشح واحد تدعمه المؤسسة الحزبية، وعدم تشتيت الأصوات بين مرشحين لم يتمكن أي منهم من تغيير المعادلة".

في ثلاث ولايات من أربع، تغلّب ترامب الذي لم يتولّ منصباً عاماً في حياته، على منافسين أقوياء، حكم بعضهم ولايات مهمة، فيما يتمتع اثنان منهم بعضوية أبرز مجلس تشريعي في البلاد، هو مجلس الشيوخ. لهذا بدأ بعض الجمهوريين يعربون عن اعتقادهم، بأن سرّ تفوّقه عائد فقط إلى تعدّد منافسيه، وبدأوا يطرحون علناً على كل من السيناتور تيد كروز والسيناتور ماركو روبيو، فكرة أن ينسحب أحدهما لصالح الآخر، على أن تتم مكافأة المنسحب بموقع نائب الرئيس، إذا ما أعلن انسحابه قبل يوم الثلاثاء الكبير في الأول من مارس/آذار المقبل. يقول أصحاب هذه الدعوة إنه بمجموع أنصار كروز مع روبيو، يُمكن التغلّب على الأصوات التي قد يحصدها ترامب في يوم الثلاثاء الكبير.

غير أن الجدل الدائر في أوساط الحزب يكشف عن أن المرشح المفضّل للمؤسسة الحزبية من بين الثلاثة هو روبيو، وأن اعتراض مؤسسة الحزب على كروز، يتجاوز أحياناً اعتراضها على ترامب. وإذا ما فشل الحزب الجمهوري في إقناع كروز بالانسحاب لصالح روبيو، فإن الحزب الجمهوري معرّض للانقسام حيال القضية إلى ثلاثة أجنحة: الجناح الأول، وهو الجناح الذي يدعو لاستيعاب ترامب وقبول عقد صفقة معه، ويضمّ هذا الرأي غالبية الجمهوريين، ممّن هم خارج نطاق اللجنة القيادية في الحزب.

الجناح الثاني يؤيد روبيو، ويريد فرضه، إما مرشّحاً للرئاسة أو نائباً للرئيس على أقلّ تقدير، استثماراً لجاذبيته بين الناخبين والأقليات بحكم خلفيته العرقية كأميركي من أصل لاتيني. أما الجناح الثالث فهو المؤيد على استحياء لكروز، الذي يعتبره الحزب دخيلاً عليه وأكثر خطورة من ترامب، ويريد هؤلاء صياغة معادلة جديدة، للجمع بين جاذبية روبيو وعمق كروز، لتكون المحصّلة هي الإطاحة بترامب. لكن الجمع بين الرجلين، يقتضي اختيار أحدهما ليكون نائباً للآخر، وهو ما اختلف عليه قادة الحزب، ربما لأن لدى بعضهم مرشحاً جاهزاً للموقع الثاني.

اقرأ أيضاً ترامب يفوز في نيفادا: نصف الطريق نحو البيت الأبيض

من المتوقع أن تكون جولة الثلاثاء الكبير حاسمة، لأنها تشمل 12 ولاية أميركية، تمثل في حجمها أكثر من 20 في المائة من القوة الناخبة في الولايات المتحدة، في حين أن الولايات الأربع التي شملتها الجولات السابقة لا تمثل مجتمعة، سوى أقلّ من 5 في المائة.

أما في المعسكر الديمقراطي، فإن اقتصار التنافس على مرشحين اثنين فقط، لم يخلق حتى الآن أي معضلة، غير أن الحسم قد يتأخر إلى فترة أطول مما سيكون عليه الحال لدى الجمهوريين. ومن المتوقع ألا ينتهي شهر مارس/ آذار المقبل، إلا وتكون اتضحت ملامح الصورة في الحزبين، فيكون أكثر من نصف الناخبين قد قالوا كلمتهم في أكثر من نصف الولايات الخمسين.

كما يبدو جدول أعمال المرحلة المقبلة حافلاً، فاليوم الخميس، ستُقام مناظرة بين المرشحين الجمهوريين، في هيوستن ـ تكساس (معقل كروز)، أما السبت فسيخوض الحزب الديمقراطي انتخاباته في ولاية كارولينا الجنوبية. وفي "الثلاثاء الكبير"، يوم الثلاثاء المقبل، ستجري الانتخابات في 12 ولاية: ألاباما، وألاسكا، وأركنساس، وجورجيا، وماساشوسيتس، ومينيسوتا، وأوكلاهوما، وتينيسي، وتكساس، وفيرمونت، وفيرجينيا، وويومينغ لدى الجمهوريين. أما عند الديمقراطيين، ففي ولايات: ألاباما، وساموا الأميركية، وأركنساس، وكولورادو، وجورجيا، وماساشوسيتس، ومينيسوتا، وأوكلاهوما، وتينيسي، وتكساس، وفيرمونت، وفيرجينيا.

أما يوم الخميس 3 مارس المقبل، فستحصل مناظرة بين المرشحين الجمهوريين، في ديترويت ـ ميشيغن، على أن تجري انتخابات جمهورية وديمقراطية، يوم السبت 5 مارس في ولايات كنساس، ولويزيانا، ولدى الجمهوريين في كنتاكي وماين، وللديمقراطيين في نبراسكا. بعدها تحصل مناظرة بين كلينتون وساندرز، يوم الأحد 6 مارس، في فلينت ـ ميشيغن، كما تجري انتخابات للديمقراطيين في ماين.

أما يوم الثلاثاء 8 مارس، فتجري انتخابات للجمهوريين في ولايات هاواي وآيداهو وميشيغن وميسيسيبي، على أن تجري الانتخابات الديمقراطية في ولايتي ميشيغن وميسيسيبي. أما يوم الأربعاء 9 مارس، فتجري مناظرة بين المرشحين الديمقراطيين، تنظّمها صحيفة "واشنطن بوست" في ميامي ـ فلوريدا، على أن تجري مناظرة مماثلة بين الجمهوريين يوم الخميس 10 مارس. ويوم السبت 12 مارس، يقيم الحزب الجمهوري مؤتمره في العاصمة واشنطن، كما يجري انتخابات في جزيرة غوام. كما تجري تصفيات حزبية للديمقراطيين أيضاً في اليوم عينه في جزر ماريانا الشمالية.

أما يوم الثلاثاء 15 مارس، فتجري انتخابات متزامنة لكلا الحزبين في ولايات فلوريدا، وإيلينوى، وميسوري، وكارولينا الشمالية، وأوهايو، فضلاً عن جزر ماريانا الشمالية للجمهوريين. أما يوم الثلاثاء 22 مارس، فتجري الانتخابات متزامنة في الحزبين في ولايتي أريزونا ويوتا، وتصفيات خاصة بالديمقراطيين عبر المجالس الانتخابية في ولاية آيداهو، وساموا الأميركية للجمهوريين. ويوم السبت 26 مارس تجري الانتخابات للديمقراطيين في ولايات آلاسكا، وهاواي، وولاية واشنطن (لا العاصمة)، الواقعة أقصى شمال غرب أميركا.

اقرأ أيضاً: مفارقات ثالث محطة في السباق إلى البيت الأبيض

المساهمون