كان دونالد ترامب رجل أعمال ونجم تلفزيون الواقع قبل أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة، وكان لقاء بوتين أحد أمنياته، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013، عندما وصل إلى موسكو من أجل تنظيم مسابقة ملكة جمال الكون، حيث كانت تشارك 86 امرأة، ويساهم مشاهدو التلفزيون من أنحاء العالم في اختيار الفائزة باللقب، الأمر الذي يعني تحقيق أرباح تبلغ مليار دولار.
نشر موقع "ياهو" مقالاً مطولاً مقتبساً من مؤلفات كتبها مايكل إيزكوف، كبير مراسلي التحقيقات في ياهو نيوز، وتحدّث المقال عن مسابقة الجمال التي أنتجت صفقة تجارية مع الروس ورابطاً مع بوتين.
وكان ترامب قد اشترى تلك المسابقة قبل 17 عاماً من ذلك، بالشراكة مع NBC، وكانت أحد أكثر ممتلكاته قيمة، إذ جلبت له ملايين الدولارات من العائدات السنوية، كما لمعت صورته كنجم.
إلا أنه عندما كان في العاصمة الروسية ذلك العام، كان يسعى للحصول على فرص لمشاريع فخمة، حيث قضى قبلها عقوداً لتطوير مشاريع في موسكو لكنه فشل في ذلك.
واعتبر العاملون في مسابقة جمال الكون، أن أجندة ترامب الحقيقية في موسكو لم تكن العرض بحد ذاته، وإنما رغبته في إقامة مشاريع هناك.
وكان ترامب يوم الثالث من نوفمبر مهووساً بسؤال واحد "أين هو فلاديمير بوتين؟". فمنذ اللحظة التي أعلن فيها ترامب أن مسابقة "ملكة جمال الكون" ستنظم في موسكو، قبل خمسة أشهر من ذلك، بدأ هاجس اللقاء بالرئيس الروسي يسكنه.
وكان ترامب قد نشر تغريدة سابقة قال فيها "هل تعتقدون أن بوتين سيحضر مسابقة ملكة جمال الكون في نوفمبر بموسكو؟ إذا حدث ذلك، هل سيصبح صديقي المفضل؟".
وفي يوم العرض كان ترامب يسأل طوال الوقت "هل سيأتي بوتين؟".
ومع عدم وصول أي شيء من الكرملين بدأ ترامب يتجهّم، حيث أخذ يشعر بأن الوقت يداهمه، وأن موعد العرض اقترب كثيراً، وعليه أن يغادر المدينة بعد انتهائه.
تلقى ترامب رسالة تقول إن ديمتري بيسكوف، الذي كان يعتبر الساعد الأيمن لبوتين والناطق الرسمي للصحافة، قد يتصل به في أي وقت. وقد أقنعه أحد مساعديه بأن بيسكوف إذا اتصل به، هذا يعني أن بوتين نفسه المتصل، وبالفعل اتصل الرجل في النهاية.
سفر ترامب إلى موسكو من أجل تلك المسابقة كان لحظة محورية، إذ أنه كان يخطط منذ سنوات لإنشاء مشروع برج ترامب في موسكو، ووقتها اقترب كثيراً من الحصول على تلك الصفقة.
وأثناء وجوده في روسيا، نشر ترامب العديد من التغريدات المتملقة لبوتين، حيث عبّر عن إعجابه بالرئيس الروسي. ما يمكن أن يفسر تعاطف ترامب مع الرئيس الروسي، ورفضه الاعتراف بأساليب بوتين القمعية، وانتهاكاته في أوكرانيا وسورية، وغض الطرف عن هجمات بوتين الإلكترونية وحملات التضليل التي تستهدف تخريب الديمقراطيات الغربية.
قد تكون رحلة ترامب القصيرة تلك إلى روسيا حلاً لهذا اللغز، كما ظهرت ادعاءات بتورطه في أمور جنسية خلال فترة إقامته، لكنها مزاعم لم يتم تأكيدها، لكن الأهم في هذه الزيارة هي دوافع ترامب، وإدراكه أنه لن يتمكن من تحقيق أحلامه في موسكو من دون إقامة علاقة مع بوتين.