من جهد ذاتي، وبتعاون من مجموعة تشكيليين سودانيين، أنشأت عبد العزيز "مركز عزيز غاليري للفن التشكيلي" على مساحة 200 متر داخل حدائق هيلتون في الخرطوم، في محاولة لاحتضان المبدعين ومتلقّي الفنون التشكيلية وتوفير متنفّس لهم. وقد أقيمت فيه معارض كثيرة معظمها لتشكيليين شباب، كما كان قبلة للسياح أيضاً.
أقدمت "محلية ولاية الخرطوم"، أوّل أمس الخميس على هدم المركز وسوّته بالأرض، ولم تنج من الهدم المنحوتات المختلفة ولا اللوحات. وقد أشارت مصادر إلى أن المساحة التي يحتلها المركز بيعت إلى مستثمر أجنبي، وهو ما قاد "المحلية" إلى إخلائه.
توضّح عبد العزيز في حديث إلى "العربي الجديد" ما حدث بالعودة إلى بداية تأسيس المركز، إذ تقول "بعد رحلة عناء عقب تخرّجي من كلية الفنون، وبعد تعاون مع محلية الخرطوم عملنا خلالها على تجميل العاصمة عبر الفن التشكيلي والمشاركة في المناسبات العامة التي تقيمها. وكتقييم لمجهوداتنا تلك، منحتنا المحلية مساحة المركز لنستغلّه في العمل التشكيلي وبعقد رسمي وموثق لمدة عشرة أعوام تنتهى في 2020". تضيف "عند استغلال المكان كان عبارة عن أنقاض حتى أن كثيرين كان يرون في خطوتنا ضرباً من الجنون، وكان التحدّي أن نحوّل المكان إلى شيء جميل".
هنا، تقول التشكيلية السودانية "تفاجأنا بقرار الإزالة ونحن ندخل في السنة السابعة من إنشاء المركز"، رغم أنها تواصلت بعد وصول القرار مع الشركة التركية التي أوكل إليها إعادة تأهيل الحديقة وتوصّلت معهم إلى تفاهم كي تُبقي على المركز المُقام داخلها.
تتابع عبد العزيز "غير أن المحلية تجاهلت تلك التفاهمات وتمسّكت بقرار الإزالة"، وأضافت "رأيت بعيني مجهودي ومجهود زملائي وقد خرّب بالأسبراي ثم هُدم"، وقالت أنها قرّرت اللجوء للقضاء للحصول على حقها.