مراكش الساحرة... رحلة الغوص في التاريخ والحضارة

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
16 سبتمبر 2018
27F0F9E8-A8D5-4C93-967E-E260099B6D55
+ الخط -

تظهر مدينة مراكش المغربية المعروفة باسم "المدينة الحمراء" نسبة إلى اللون الأحمر الطاغي على مبانيها، سحرا خاصا لزوارها، فأسواقها، مساجدها، وقصورها، حتى الأزقة القديمة لها طابع خاص.

تعرف المدينة أيضا بمدينة البهجة، حيث لا تغيب روح النكات والفرح عن أهلها. وهي بلا شك مدينة تمتزج بها الحضارات القديمة، ويمكن لمس ذلك من خلال الفن المعماري الأندلسي، والعمارة الإسلامية للمساجد والقصور.

كما تتميز مراكش أيضاً بجوها اللطيف ومناخها المعتدل، إضافة الى طبيعتها الخلابة وتنوع النشاطات التي يمكن للسائح القيام بها، من ركوب الجمال، أو الصعود في المنطاد، وغيرها من النشاطات الترفيهية. والأهم من هذا وذاك، أن تكاليف السفر ليست مرتفعة، حيث يمكن قضاء أوقات مميزة بمبالغ مالية مقبولة.


حضارات متنوعة

في مراكش تتنوع الأماكن التي تمكن زيارتها، البداية من ساحة جامع الفنا وهي مركز الحياة. يقصدها السياح والسكان لقضاء أوقات فرحة لمشاهدة مروضي الأفاعي ورواة الأحاجي والقصص، والموسيقيين، وقد أدرجت في قائمة التراث اللامادي الإنساني التي أعلنتها منظمة اليونسكو عام 2001. وتتميز الساحة بوجود أكشاك صغيرة لبيع المنتجات الحرفية، والمقاهي الشعبية.


ويزور السياح أيضاً كلاً من قصر الباهية، والذي يعود تاريخ تشييده إلى القرن 19، وقصر البادي المشيد في القرن 16. وقصر المأمونية والذي أصبح فندقا من فئة خمس نجوم. تمثل هذه القصور تحفة معمارية ودلالة على ثقافات متنوعة تركت آثارها في قلب المدينة. ومن الأماكن الساحرة، القبة المرابطية، أقدم نصب في مراكش، بني في القرن 12.


مساجد ومتاحف

من يقصد مراكش عليه أن يضع في برنامجه السياحي، زيارة المساجد والمتاحف، والتي تشكل روح المدينة حيث تتعانق الحضارتين الإسلامية والأندلسية. من المساجد التاريخية، مسجد الكتبية حيث يعد من أكثر معالم مراكش شهرة، تم بناؤه عام 1162.

يقع على مساحة تقدر بـ5300 متر مربع، ويضم إحدى عشرة قبة منقوشة بالإضافة الى سبعة عشر جناحاً داخلياً. كما لا بد أيضاً من زيارة مدرسة بن يوسف والتي يعود تاريخ بنائها إلى العام 1346. تتميز المدرسة بمظهرها الرائع، وسقوفها العالية والنقوش المرسومة بالخط الكوفي القديم.

ومن الأماكن الجاذبة الأخرى، متحف مراكش، حيث يضم مجموعة من المقتنيات تجمع ما بين الفن المعاصر والفن الإسلامي، يحتوي المتحف على مخطوطات نادرة.

وللتسوق متعة

لكل مدينة أسواقها التقليدية التي تروي قصص الشعوب وتراثها وتقاليدها. في أسواق مراكش التقليدية، أو كما تسمى البلدة القديمة، يضيع السائح في أزقتها الضيقة الرائعة، وسحر أبنيتها، والطابع التقليدي لمتاجرها، ومقاهيها.




هناك يمكن الاستمتاع بشراء الهدايا التذكارية، بدءا من الجلباب المغربي، وصولاً إلى العطور والتوابل والأعشاب، وبأسعار مناسبة. ولا يمكن تفويت فرصة زيارة المدابغ والتي تقع في نهاية السوق، حيث يقوم عمال المدابغ بصبغ جلود الحيوانات بالطرق القديمة وبيعها في الأسواق، وهي من الحرف التقليدية التي بدأت تنقرض في المغرب.

في الأسواق القديمة لا تفوتوا فرصة تناول الأطعمة المغربية اللذيذة، كطبق الطاجن، والكسكوسي وغيرها.

نشاطات ترفيهية

لن تكون الرحلة بأكملها فقط الغوص في التاريخ والتراث. فهناك أيضاً نشاطات أخرى لا تقل أهمية ومرحا، يمكن أن يقضيها السائح سواء في الأماكن الطبيعية أو الحدائق.

وتعد جبال الأطلس من أهم معالم المدينة، كما أن بلدة لالا تاكركوست المغربية تعتبر مكاناً مناسباً لركوب الدراجات الرباعية، والجمال. كما يمكن للسائح زيارة وادي أوريكا، وقرية المسلحة.

أما بالنسبة الى النشاطات الترفيهية، فما رأيكم برحلة في المنطاد فوق سماء المدينة؟ و أيضاً لا تفوتوا تجربة الحمام المغربي. 


تتميز مراكش أيضاً بوجود كم هائل من الحدائق العامة، والتي تحتوي أنواعاً مختلفة من النباتات والاشجار، كحديقة توبقال الوطنية الواقعة على جبل توبقال، وحدائق ماجوريل الاستوائية الخصبة، وحدائق المنارة. 

تكاليف الرحلة

إن تزور مراكش تحديداً، يعني أنك قررت الغوص في تفاصيل التفاصيل المغربية. كل شيء هناك يدعوك للاستمتاع بتقاليد المغرب الأصيلة، من ماكل، مشرب، وملبس وغيرها من التقاليد الأخرى. يمكن للسائح أن يعيش هذه التقاليد في الفنادق الموزعة في أنحاء المدينة، إذ ما زالت معظم هذه الفنادق محافظة على طابعها التقليدي.

وتصل تكاليف الإقامة في هذه الفنادق إلى نحو 50 دولاراً في الليلة الواحدة شاملة وجبة الإفطار.




وتتفاوت أسعار الفنادق هناك، إذ يمكن أن تجد فندقا بسعر يقل عن هذا الحد في الأحياء الشعبية القديمة، لكن المعدل العام يتراوح بين 50 و 70 دولاراً.

أما بالنسبة إلى قائمة الأطعمة وأسعارها، فهي أيضاً منوعة وبأسعار رخيصة نسبياً، إذ يمكن تناول وجبة بسعر 10 دولارات، وتناول كوب من الشاي المغربي بسعر لا يتعدى الدولار الواحد فقط.

كما أن التسوق بمتناول الجميع، إذ يمكن للسائح شراء الكثير من الهدايا التقليدية بأسعار رخيصة جداً، ولذا لن يحتاج السائح أكثر من 500 دولار لقضاء إجازة سحرية في مدينة مراكش المغربية.

دلالات

ذات صلة

الصورة

اقتصاد

عادت الحركة تدريجيا إلى مدينة مراكش وسط المغرب، بعد أسبوع من الزلزال الذي ضرب البلاد وخلف آلاف القتلى والمصابين.
الصورة

مجتمع

تجمعت عائلات في مراكش في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، حيث أمضت ليلة ثانية في الشوارع بعد أعنف زلزال يتعرض له المغرب منذ أكثر من نصف قرن، والذي جعل كثيرين يشعرون أن منازلهم لم تعد آمنة للعودة إليها.
الصورة

منوعات

ضرب زلزال المغرب المميت منطقة بالقرب من مراكش، المدينة المحبوبة لدى المغاربة والسائحين الأجانب بفضل مساجدها وقصورها ومعاهدها الدينية التي تعود للقرون الوسطى والمزينة ببلاط الفسيفساء الزاهي وسط متاهة من الأزقة الوردية.
الصورة
الفلسطيني توفيق الجوجو

منوعات

لا تزال فكرة مُرافقة السُياح والوفود الأجنبية وتعريفهم على بحر غزة عالقةً في ذهن السبعيني الفلسطيني توفيق الجوجو من مُخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي مدينة غزة، فطبّقها على قوارب صغيرة، مُجسمة يدوياً باستخدام أدوات بدائية بسيطة.
المساهمون