مرافعة حبيب العادلي: انقسام وسخرية

10 اغسطس 2014
+ الخط -

أثارت مرافعة حبيب العادلي، وزير الداخلية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، أثناء محاكمته عن قتل المتظاهرين، سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي. فالعادلي المعروف أنّه وزير الداخلية الذي كان سبباً رئيسياً في إشعال ثورة 25 يناير، أظهر نفسه باعتباره حملاً وديعاً وما حدث هو مؤامرة دولية على مصر شارك فيها "الإخوان المسلمون".

الصحافي بدر البنداري، الذي فقد عينه نتيجة رصاص الداخلية في "جمعة الغضب" خلال الثورة،  سخر من تصريحات العادلي، وقال: "الإخوان اللي ضربوني بالنار على كوبري قصر النيل يوم 28 يناير، بالأمارة اللي ضربني كان متنكراً في لبس نقيب شرطة على مدرعة أمن مركزي وتشكيل كامل".

الكاتب علاء الأسواني من جانبه رشح العادلي لجائزة نوبل وقال "نكتشف الآن، أنّ جمال وعلاء مبارك من محدودي الدخل. وأن العادلي منع التعذيب والاعتقالات تماماً، وأنّ مبارك مناضل شرس ضد الإمبريالية الأميركية! عجبي!". وأضاف الأسواني: "بعدما سمحت المحكمة للعادلي بإلقاء خطبة شرح لنا فيها كيف منع التعذيب والاعتقال تماما وهو وزير داخلية اقترح ترشيحه لجائزة نوبل للسلام".

وعن اعتراف العادلي بالتنصت على المصريين وقوله "كنت أغرس القيّم الأخلاقية لدى الضباط أثناء التنصت على النساء ولا نفضحهم ولكن نستر عليهم ونجندهم"، سخرت المدوّنة مروة مأمون والمعروفة بـ"المحروسة" قائلة: "العادلي طلع كان بيحارب دفاعاً عن الإسلام. خش في لحم أخوك أبو بكر البغدادي يا حبيبي" في إشارة إلى زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية".

من جانبهم دشن الناشطون أكثر من هاشتاج للسخرية من العادلي منها "#العادلي_يحاكمهم". وسخروا من كل تصريحات العادلي، فقالت الناشطة ياسمين محفوظ "ملخص مرافعة "أطاطا" حبيب العادلي في قضية (اللمبي): أنا بريئة، أنا مظلومة، أنا اتلعب فيا"، في إشارة إلى كلمة الفنان محمد سعد في شخصية "أطاطا" في مسلسله الأخير. وعلق مغرد قائلاً "حبيب العادلي الورد اللى فتح فى جناين مصر".

وبعد مرافعة العادلي ومرافعة فريد الديب محامي مبارك والتي هاجما من خلالها ثورة يناير ووصفوها بأنّها مؤامرة، واحتفاء كل الفضائيات المصرية بالمرافعتين، كان رد الناشطين المحسوبين على الثورة هو تدشين هاشتاج "#فخور_بالمشاركة_بثورة_يناير"، وكتبوا عبره ذكرياتهم خلال الثورة.

الناشطة إسراء عبد الفتاح أعربت عن دهشتها من محاكمة العادلي وعلقت "طيب ما تحكمونا محاكمة زي بتاعت حبيب بيه العادلي كده كفاية تشويه وتخوين واتهام وكله كلام في كلام... عايزين نتحاكم عايزين فعل وكفاية كلام"، في إشارة إلى حملات التشوية والتخوين التي يتعرض لها شباب الثورة.

وقام النشطاء بتداول فيديو للإعلامي عمرو أديب أثناء أحداث الثورة وكان ممنوعاً من الظهور وقتها. وخلال الفيديو يقوم أديب بسرد كل فظائع نظام مبارك وداخلية العادلي والتعذيب في أقسام الشرطة، وتعرضه شخصياً للاضطهاد والمنع من الظهور.

تباين برامج التوك شو

برامج الـ"توك شو" المصرية اختلفت في تناول مرافعة العادلي، فبرنامج الصورة الكاملة والذي تقدمه الإعلامية ليليان داوود على قناة "أون تي في" ذكّر المشاهدين بمشاهد الثورة الشهيرة والتي ظهرت فيها قوات الداخلية وهي تتصدى للمتظاهرين بالرصاص الحي وقنابل الغاز. كما عرضت فيديوهات التعذيب في أقسام الشرطة، وأيقونات الثورة مثل خالد سعيد وسيد بلال.

فيما الإعلامي مفيد فوزي قام بمداخلة مع أحمد موسى على قناة "صدى البلد"، سرد فيها محاسن وفضائل العادلي التي لم يرها المصريون. ووصفه بـ"الجدع" و"الأمين". أما الإعلامي محمود سعد فكاد أنّ يفقد صوابه على الهواء من شهادة العادلي حول الثورة ووصفها بالمؤامرة وتضارب أقواله عن دور الأخوان في الثورة. واستعرض سعد تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي أدان الداخلية وأثبت استخدامها للرصاص الحي.


الصحافة تساند العادلي

متابعة تغطية الصحافة لمرافعة العادلي يذكر بما جرى منذ ثورة يناير وحتى الآن. "الأهرام" التي تعتبر الممثل الرسمي للنظام، كانت أقل اهتماماً بمرافعة العادلي، فذكرتها في سطرٍ صغير إلى جانب عناوين أخرى. أما "الأخبار" الحكومية أيضاً، فكتبت في الصفحة الأولى "العادلي يدافع عن نفسه أمام المحكمة: أميركا دربت 6 أبريل في قطر على قلب نظام الحكم".

في الصحف الخاصة اهتمّت بشكل أكبر بالمحاكمة، فجاء عنوان جريدة "الوطن" المعروفة بانحيازها لنظام المخلوع مبارك: "العادلي أمام محاكمة القرن: الربيع العربي مؤامرة أميركية.. وكنت أعتزم الاستقالة بعد يناير وأفرجت عن 22 ألف معتقل وألغيت التعليق على العروسة". في اشارة إلى أحد أجهزة التعذيب الشهيرة في المعتقلات المصرية.
جريدة "اليوم السابع" كانت أكثر اهتماماً، حيث احتلت التصريحات المنقولة عن العادلي رأس الصفحة الأولى بمانشيتات جاء فيها "مفاجآت في اعترافات وزير الداخلية الأسبق أمام محكمة القرن: أميركا دربت الإخوان ونشطاء 6 أبريل في قطر على اسقاط النظام.. معندناش قناصة في الداخلية.. كنت أصلي الفجر وأخرج لخدمة الناس.. وهددت الإخوان والشاطر بكسر الرقبة لو خالفوا اتفاقهم معنا.. وقطع الاتصالات كان بإجماع الحكومة".

وفي جريدة "التحرير" التي خصصت موضوعاً صغيراً للمرافعة جاء فيه: "العادلي كنت أصلي الفجر وأمشي في الشوراع لخدمة الناس". أما رابعة الصحف الخاصة "الدستور" فاكتفت بعنوان صغير في الصفحة الأولى: "العادلي يحاول الظهور كبطل ويستعرض انجازاته خلال جلسة التعقيب في محاكمة القرن".

المصري اليوم كان لها أيضاً لهجة ساخرة وانتقادية من كلام العادلي. فكتبت في صفحتها الأولى "العادلي يغسل سمعته من قتل الثوار: ثورة 25 يناير مؤامرة".

المساهمون