قدمت صحافيات مصريات، يوم الخميس، مذكرة رسمية لنقابة الصحافيين شملت بيانا موقعا من أكثر من 165 صحافية مصرية، وتضمنت المطالب الرئيسية لهن بشأن وقائع التحرش الجنسي الأخيرة، بعد نشر شهادات متتالية عن الصحافي هشام علام.
وطالبت الصحافيات بـ"تشكيل لجنة مستقلة من قبل نقابة الصحافيين، للتحقيق في وقائع التحرش والاعتداء الجنسي المتهم بها هشام علام، وهو صحافي وعضو بها، واتخاذ قرار وإعلانه بعد إجراء التحقيق، وتعليق التعامل مع هشام علام بصفته صحافيا ومدربا في النقابة حتى ظهور نتيجة التحقيق، وتشكيل لجنة للمرأة في نقابة الصحافيين، وإقرار سياسة لمكافحة التحرش والعنف الجنسي والتمييز ضد الصحافيات".
انتشرت أخيراً شهادات حول وقائع تحرش جنسي قام بها الصحافي المصري، هشام علام، تولى نشرها موقع إلكتروني باسم "مدونة دفتر حكايات"، وتحولت الوقائع إلى قضية تمس الوسط الصحافي والإعلامي المصري والعربي، نظراً لأن علام واحد من المدربين العرب للصحافة الاستقصائية.
لا تعتبر تلك الشهادات الخاصة بعلام الأولى من نوعها في الوسط الصحافي؛ عام 2018، فتحت الصحافية المصرية في موقع "اليوم السابع"، مي الشامي، ملف التحرش في الإعلام المصري، بعدما كشفت عن واقعة تحرش لفظي وجسدي بها داخل المؤسسة التي تعمل فيها من قبل المدير التنفيذي للصحيفة، وتقدمت بشكوى رسمية لإدارة المؤسسة، كما حررت محضراً لدى الشرطة بالواقعة. ورغم أن الواقعة أغلقت من دون تحقيقات جدية في المؤسسة أو حتى النيابة، إلا أنها دفعت أخريات للحديث عما يتعرضن له في المؤسسات الصحافية والإعلامية حيث يعملن.
وسبق قضية الصحافية مي الشامي واقعة أخرى مشابهة عام 2016، عندما فجرت الصحافية المصرية في صحيفة "روز اليوسف"، منى يسري، واقعة تحرش بها داخل المؤسسة من قبل رئيس التحرير، وحررت محضراً بالواقعة في قسم الشرطة، لكنها لم تحظ بنفس الزخم الذي حظيت به قضية الشامي التي تزامنت مع حملة "مي توو" #MeToo العالمية المناهضة للتحرش والاعتداء الجنسي.
وفي واقعة أخرى، قررت مؤسسة "دويتشه فيله" الألمانية التي كان يعمل فيها الإعلامي المصري البارز، يسري فودة، فصله بعد أن طاولته مزاعم تحرش جنسي بعاملات داخل المؤسسة وخارجها، نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجرى التحقيق فيها.
بشكل عام، فإن التحرش الجنسي يطاول جميع المصريات، وهذا ما أظهرته نتائج دراسة أجرتها "هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة" التي بينت أن نحو 99 في المائة من النساء المصريات قد تعرضن لصورة ما من صور التحرش الجنسي.
ولا تكف التقارير المحلية والعالمية عن الإشارة إلى المعدلات المخيفة للقضايا المجتمعية في مصر، بل وتحتل مصر المركز الأول عالمياً في ظاهرة التحرش الجنسي، بحسب دراسات وأبحاث عدة داخل مصر وخارجها. كما أن القاهرة صنفت عام 2017 كأخطر مدن العالم بالنسبة إلى النساء، وفق دراسة لمؤسسة "تومسون رويترز".